في إنجاز دولي غير مسبوق لدار نشر إماراتية وعربية، فازت دار كلمات للنشر (إحدى شركات مجموعة كلمات) بجائزة أفضل ناشر في آسيا من معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال 2016، جاء ذلك خلال حفل الإعلان عن جوائز العام الذي أقيم في مدينة بولونيا الإيطالية مساء أمس الأول بحضور أكثر من 500 ناشر ومؤلف ورسام متخصصين في كتب الأطفال من مختلف أنحاء العالم.
وتسلّمت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات مع فريق العمل، الجائزة، التي شهدت منافسة قوية مع أربعة دور نشر عالمية من سنغافورة واليابان، كما تسلمت الشيخة بدور القاسمي ترافقها الكاتبة فاطمة شرف الدين، والرسامة حنان القاعي، في الحفل أيضاً، جائزة أفضل كتاب للطفل عن فئة الأفاق الجديدة عن كتاب "لسانك حصانك" والتي تم الإعلان عنها الشهر الماضي.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي عقب تسلّمها الجائزة: "اليوم تسجل مجموعة كلمات إنجازاً إماراتياً جديداً يضاف إلى إنجازتنا المعرفية عبر حصد المجموعة جائزتين تعتبران من أرفع الجوائز الدولية في أدب الطفل، خصوصاً أنهما يشهدان منافسات كبيرة من كبرى دور النشر العريقة في العالم".
وأضافت "إيماننا بمدى وقوة التأثير الإيجابي للكتاب على البناء الفكري والنفسي للطفل كان هو الدافع الأساسي وراء عملنا في مجموعة كلمات لإصدار كتب ذات جودة عالية ترتقي إلى فكر ومخيلة الأطفال، وجعلنا نحرص دوماً على توفير محتوى أدبي متميز يتيح للأطفال العرب الاستمتاع بقراءة ثقافتهم وهويتهم بلغتهم العربية، وقد حرصنا طيلة السنوات الماضية في عملنا على الالتزام بأعلى المعايير العالمية في مجال الكتابة للطفل، كما ظللنا نهتم بتوظيف أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال".
وتابعت الشيخة بدور القاسمي:" اليوم نقطف ثمرة الجهود المتواصلة التي بذلتها أسرة مجموعة كلمات لتطوير كتاب الطفل العربي، ونعتبر أن هذا الإنجاز يحسب لدولة الإمارات العربية المتحدة، ونهديه لقيادتنا الرشيدة التي مهدت لنا الطريق لبلوغ ونيل أعلى الغايات، والتي لا تقبل بغير الإنجاز والتفوق في كافة المجالات، كما نهديه أيضاً إلى كافة أطياف المجتمع الإماراتي وفي مقدمتهم أطفالنا الأعزاء الذين نبذل كل تلك المجهودات لأجلهم".
وعملت دار كلمات منذ تأسيسها في العام 2007، كأول دار نشر إماراتية تتخصص حصرياً في نشر كتب الأطفال ذات الجودة العالية باللغة العربية، على إحداث قفزة في نوعية ومضمون كتاب الطفل العربي، وقامت "كلمات" خلال الأعوام الماضية بتشجيع الكتاب والرسامين إلى تقديم أفضل ما لديهم من أعمال في مجال أدب الطفل، مما مكنها من إصدار أكثر من 175 كتاباً، شملت مواضيع متنوعة استهدفت من خلال فئات عمرية مختلفة، حازت على اهتمام الأطفال وترجمت مجموعة منها إلى لغات أجنبية متعددة.
وتتميز "كلمات" بتصاميمها الخلاقة، ورسوماتها اللافتة للأنظار، والمضمون الهادف والمبتكر، في الكتب الصادرة عنها، وتتنوع موضوعاتها بين قصص التراث العربي القديم إلى القصص التي تتناول القضايا التي تواجه الأطفال في حياتنا المعاصرة.
وحول فوز "كلمات" بجائزة معرض بولونيا بفئة الآفاق الجديدة" عن كتاب "لسانك حصانك" من تأليف فاطمة شرف الدين ورسوم حنان القاعي، اعربت الكاتبة فاطمة شرف الدين عن سعادتها بفوز كتابها بالجائزة، والتي تأتي بعد عامين من حصول أحد كتبها على "تقدير خاص" من ذات المعرض، وأكدت أن هذه الجائزة ستشكل دافعاً إضافياً لها لمواصلة العمل على كتابة مزيد من الكتب الجميلة والهادفة للأطفال، والتركيز على المضمون المتميّز الذي يهدف إلى إثراء حصيلة الطفل اللغوية، وتنمية خياله، وتشجيعه على المعرفة.
وشكرت الرسامة حنان القاعي الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، على دعمها واهتمامها بأسرة كلمات، وحرصها على أن تكون المجموعة سبّاقة محلياً وعربياً في تقديم الكتب عالية الجودة، والتي يبذل في إنتاجها الكثير من الجهد كي تجذب الطفل وتحفزه على القراءة، وأشارت إلى أن الليالي الطويلة التي بذلتها في سبيل الانتهاء من الرسومات الخاصة بالكتاب، بددتها فرحة الفوز بهذه الجائزة المهداة إلى الطفل الإماراتي والعربي في كل مكان.
ويعرض كتاب "لسانك حصانك" للكلمات والعبارات التي يجد الطفل صعوبة في نطقها، نتيجة تشابهها الشديد، والارتباك أو التردد الذي يواجهه عند التفكير في مخارج الحروف الصحيحة لنطقها، وتلعب الرسوم البديعة التي أجادت الرسامة تشكيلها دور أداة التحفيز التي تدفع الطفل لتجاوز مخاوفه، وفك ألغاز هذه الكلمات والعبارات، ونطقها بشكل وبأسلوب لا يخلو من المتعة والمرح، مع اخوته وزملائه وأصدقائه.
وسبق لكلمات الحصول على "تقدير خاص" من لجنة تحكيم جوائز معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال ضمن فئة "الآفاق الجديدة" في العام 2014، عن كتابها المبتكر "لا تفتحي هذا الكتاب.. حين أفتح هذا الكتاب" للكاتبة فاطمة شرف الدين ورسوم الفنانة فريشتا نجفي، والذي يهدف إلى إثارة خيال الطفل من خلال كتاب تم إخراجه على شكل أوكورديون ليتيح للطفل قراءة قصتين في ذات الوقت.