قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) الإثنين (4 ابريل/ نيسان 2016) إن ليبيين نقلا إلى السنغال بعد قضاء أكثر من عشر سنوات دون محاكمة في السجن الحربي الأميركي في خليج جوانتانامو بكوبا في إطار مساعي الرئيس الأميركي باراك أوباما لإغلاق المنشأة قبل أن يترك منصبه في يناير/ كانون الثاني.
وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه إن الرجلين هما أول المنقولين من مجموعة قوامها نحو 12 شخصا يتوقع نقلهم خلال الأسابيع المقبلة إلى دول وافقت على استقبالهم.
وبنقلهما يتبقى 89 سجينا في القاعدة البحرية الأميركية في جوانتانامو. واحتجز غالبية هؤلاء دون تهم أو محاكمات مما أثار موجة إدانة دولية.
وقدم أوباما في فبراير شباط الماضي إلى الكونجرس خطة طال انتظارها لإغلاق السجن. ويسعى أوباما للوفاء بوعد قطعه بإغلاق السجن لكنه يواجه معارضة شديدة من أعضاء في الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في بيان "نقوم بكل الخطوات الممكنة لتقليل عدد النزلاء في جوانتانامو ولإغلاق منشأة الاحتجاز بطريقة مسؤولة تؤدي لحماية أمننا القومي".
وأعلن البنتاجون أن السجينين الليبيين المنقولين هما سليم عبد السلام الغريبي (55 عاما) وعمر خليف محمد أبو بكر مهجور عمر الذي يعتقد أن عمره 43 أو 44 عاما.
والاثنان ضمن مجموعة من السجناء يبلغ عددهم الآن 35 اعتبرتهم قوة لمكافحة الإرهاب تتبع الحكومة الأميركية وتشمل عددا من الوكالات لائقين للترحيل. ويتوقع مسؤولون أمريكيون نقل جميع السجناء من هذه المجموعة إلى خارج السجن بحلول الصيف المقبل سواء بإرسالهم لبلدانهم أو لبلدان أخرى.
وشكر كيري الحكومة السنغالية على قبول السجينين الليبيين "للاستقرار فيها على أسس إنسانية". واستبعدت الولايات المتحدة إعادة سجناء لدول مثل ليبيا الغارقة في صراع أهلي وتنشط فيها منظمات إسلامية متشددة.
وأشارت وثائق عسكرية أمريكية مسربة إلى اتهام الاثنين لعلاقتهما بتنظيم القاعدة فضلا عن الاشتباه في انتمائهما لجماعة إسلامية ليبية. واعتقل الاثنان في عمليتين منفصلتين في باكستان واحتجزا في جوانتانامو منذ 2002.
وتقضي خطة أوباما لإغلاق سجن جوانتانامو بنقل عشرات من السجناء الباقين لسجون شديدة الحراسة داخل الولايات المتحدة. ويحظر القانون الأميركي نقل مثل هؤلاء إلى سجون على الأراضي الأميركية ولم يستبعد أوباما إصدار قرار تنفيذي.
وأبرز السجناء الذين نقلوا من جوانتانامو خلال الأسابيع الماضية كان طارق با عودة وهو يمني عمره 37 عاما أضرب عن الطعام لفترة طويلة. وخضع با عودة لتغذية قسرية بأنبوب من الأنف منذ توقفه عن تناول الطعام في 2007.
وأصبحت السنغال ثاني بلد أفريقي ينقل إليه سجناء من جوانتانامو خلال الأشهر الماضية فقبلها استقبلت غانا سجينين يمنيين في يناير/ كانون الثاني. ونقل سجناء آخرون في الآونة الأخيرة إلى سلطنة عمان والبوسنة وجمهورية الجبل الأسود.
واعتقل سجناء جوانتانامو في الخارج حين غزت الولايات المتحدة كلا من العراق وأفغانستان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001. واستخدمت في هذا السجن ممارسات عنيفة واجهت بسببها الولايات المتحدة اتهامات بممارسة التعذيب.