العدد 4959 - الإثنين 04 أبريل 2016م الموافق 26 جمادى الآخرة 1437هـ

مقتل 13 شخصاً في اليوم الثالث من المعارك في ناغورني قره باغ

 ستبناكرت (أذربيجان) - أ ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

أوقعت الاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم ناغورني قره باغ 13 قتيلاً الإثنين (4 أبريل/ نيسان 2016) في اليوم الثالث من المواجهات، فيما بدا أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يؤجج التوتر بقوله إن الاقليم "سيعود يوماً" إلى أذربيجان.

وقتل 40 عسكرياً على الاقل من الجانبين وثلاثة مدنيين على الاقل منذ استئناف المعارك مساء الجمعة، وهي الاعنف منذ سريان الهدنة بين يريفان وباكو عام 1994، فيما أصيب أكثر من 200 عسكري ومدني بجروح. وتعود جذور هذا النزاع إلى قرون عدة لكنه تفاقم في الحقبة السوفياتية حين منحت موسكو إقليم ناغورني قره باغ الذي تسكنه غالبية أرمينية إلى أذربيجان، وهو من مناطق القوقاز الاستراتيجية لنقل النفط والغاز قرب إيران وتركيا وعند ابواب الشرق الاوسط.

ويأتي هذا التصعيد العسكري في خضم ازمة دبلوماسية خطرة على خلفية الحرب في سوريا، بين روسيا التي تربطها علاقات جيدة بارمينيا، وتركيا حليفة اذربيجان التقليدية. ويضاعف الرئيس التركي تأييده لباكو ما ساهم في تاجيج التوتر الاثنين معلنا ان ناغورني قره باغ "ستعود يوما" إلى "مالكها الاصلي". كما قدم "تعازيه" إلى عائلات الشهداء في أذربيجان. وقال أردوغان "قره باغ ستعود يوماً من دون أدنى شك إلى مالكها الأصلي، إنها تنتمي إلى أذربيجان"، مكرراً بذلك دعمه لباكو.

ميدانياً، قتل ثلاثة جنود اذربيجانيين "بقذائف هاون وقاذفات صواريخ أطلقت من خنادق" القوات الارمينية، وفق ما اعلنت وزارة الدفاع الاذربيجانية. وقال الناطق باسم الوزارة واقف درغلي "إذا استمرت الاستفزازات الارمينية فسنطلق عملية واسعة النطاق على طول خط الجبهة وسنستخدم كل اسلحتنا".

من جهته، قال المتحدث باسم سلطات المنطقة الانفصالية المدعومة من يريفان ارتاك بغلاريان لفرانس برس ان "المعارك اوقت ثلاثة قتلى في صفوف المدنيين" بينهم امرأة عجوز (92 عاما)، قتلها "بوحشية جنود اذربيجانيون" في قرية تاليش. كما اكدت وزارة الدفاع في الاقليم مقتل 20 من جنودها واصابة 72 اخرين منذ بدء المعارك كما قتل خمسة من "المتطوعين" الارمن الاثنين عندما اصاب صاروخ حافلة كانت تقلهم.

وفي أحد مستشفيات ستيباناكرت، "عاصمة" قره باغ، يتلقى طفلان اصيبا بجروح السبت العلاج وفقا لصحافيين من فرانس برس. وكثف الجنود الاذربيجانيون "القصف صباح الاثنين على مواقع جيش قره باغ، مستخدمين مدافع الهاون وراجمات الصواريخ والدبابات"، وفق ما اعلنت سلطات المنطقة الانفصالية. وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الارمينية ارتسرون هوفانيسيان ان قوات بلاده "تقدمت كثيرا في بعض مناطق الجبهة واتخذت مواقع جديدة".

دوافع سياسية

وقالت سلطات ناغورني قره باغ المدعومة من ارمينيا انها "على استعداد لمناقشة اقتراح الهدنة" شرط استعادتها المواقع والاراضي التي خسرتها في هذه المنطقة التابعة في نظر المجتمع الدولي لاذربيجان. كما أعلن رئيس ارمينيا سيرج سركيسيان ان اي وقف لاطلاق النار "لن يكون ممكنا الا إذا تراجعت قوات الطرفين ال مواقعها السابقة" التي كانت فيها قبل اندلاع القتال.

في غضون ذلك، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري التطورات خلال محادثة هاتفية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر ان الازمة في ناغورني قره باغ كانت "موضوع البحث الاول" خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الوزيرين. واضاف "نحض الطرفين على التوقف فورا عن استخدام العنف وتجنب اي شكل من اشكال التصعيد"، واصفا عدد القتلى "المرتفع" الذين سقطوا في النزاع بانه "محزن".

من جهتها قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان ان لافروف وكيري "دانا محاولات (أطراف خارجية) لمفاقمة المواجهات"، في اشارة على ما يبدو الى تصريحات أردوغان. وأضاف البيان الروسي ان مفاوضات ستجري في فيينا الثلاثاء برعاية فرنسا والولايات المتحدة وروسيا، الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا المكلفة إيجاد حل لهذا "النزاع العالق " منذ 20 عاما.

وتحاول روسيا الحفاظ على توازن في علاقاتها مع اثنتين من الجمهوريات السوفياتية السابقة اللتين تبيعهما اسلحة. لكنها تبقى حليفة تاريخية لارمينيا، حيث عززت قاعدتيها العسكريتين في الاونة الاخيرة. وبعد حرب اودت بـ30 الف شخص وشردت مئات الاف الاشخاص، غالبيتهم اذربيجانيون، بات اقليم ناغورني قره باغ تحت سيطرة القوات الانفصالية الموالية ليريفان. والمنطقة مأهولة حاليا بالارمن بشكل اساسي.

ولم توقع اي معاهدة سلام حتى الان. وبعد فترة من الهدوء النسبي، شهدت المنطقة في الاشهر الاخيرة تصعيدا حادا في التوترات. واعتبرت يريفان في نهاية كانون الاول/ديسمبر ان هناك عودة الى "الحرب". وغالباً ما هددت باكو، التي تفوق موازنتها الدفاعية موازنة ارمينيا بكاملها، باستعادة ناغورني قره باغ بالقوة إذا فشلت المفاوضات الدبلوماسية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً