العدد 4959 - الإثنين 04 أبريل 2016م الموافق 26 جمادى الآخرة 1437هـ

السهلة الشمالية ترثي غياب المساحات الخضراء بعد الامتداد العمراني

رجالها اشتاقوا لمزارعها بعد أن جمعتهم لسنوات

بعيداً عن ضجيج العالم وضوضاء السيارات والأبواق يختلس كبار السن في السهلة الشمالية ساعات من يومهم يستعيدون ذكرياتهم في القرية التي تعود إلى قبل أكثر من 30 عاماً، آسفين لما أحدثه تغير الزمن في المنطقة، فبعد أن كانت عامرة بالمزارع والمساحات الخضراء أصبحت عامرة بالمنازل والبنايات لتغيب المساحات الخضراء من المنطقة.

تضم السهلة الشمالية أكثر من مدخل، فزائرها يمكن أن يدخل إليها من أي مكان وللوهلة الأولى يعتقد البعض أنها كباقي المناطق، إلا أنه بعد التوغل في أعماق القرية ترى أن هناك بسطات انتشرت بين ما يطلق عليه بـ»الفرقان» يجلس فيها كبار السن يسترجعون كيف كانت المنطقة، فقد كانت عبارة عن مزارع كبيرة تضم النخيل، يتذكرون كيف كانوا يعملون في الزراعة، فقد اشتهر أهالي القرية بهذه المهن لكثرة المزارع فيها، فمنهم من عمل كفلاح ومنهم من كانت النخيل اختصاصه.

لم تتغير المنطقة فحسب، فقلوب الناس أجمعها قد تغيرت. هذا ما قاله حسن علي حسن في حديث إلى «الوسط»، مضيفاً «ولدتُّ في السهلة الشمالية، وعملت في مهنة الفلاحة لأكثر من 30 سنة، كنا نعيش ببساطة على رغم عدم توافر الخدمات في المنطقة، وكانت القلوب على الجار قبل الدار».

وأضاف «كانت القرية تضم عدداً قليلاً من المنازل فلم تكن هناك منازل كما هي الآن، فكانت المنطقة خضراء وتكثر خضرتها في فصل الشتاء عند تساقط الأمطار، إلا أنه مع التمدد العمراني في المنطقة انحسرت المزارع لتبنى المنازل والعمارات».

وتابع «نفتقد أيامنا السابقة فكانت أياماً تتسم بالبساطة نتزاور فيها نقضي وقتاً في المزارع التي كانت تنتشر في جميع مداخل القرية». وذكر حسن «حاليّاً يتجمع كبار السن في البسطات التي تنتشر في المنطقة عند الظهيرة، بعد ان كانت تجمعهم المزارع قديماً وخصوصاً أن غالبية كبار السن في المنطقة عملوا كفلاحين في المزارع وبعضهم عملوا مع النخيل»، مشيراً إلى أن علاقة كبار السن في السهلة الشمالية مع الزراعة علاقة وطيدة.

من جهته، قال عيسى عبدالله: «على رغم ما تشهده البحرين عموماً من تطور في جميع الخدمات والتي كان للسهلة الشمالية نصيب فيها، إلا أننا ما زلنا نفتقد أيام زمان، التي كنا فيها نقضي وقتنا في الزراعة، على رغم أنني كنت أعمل في مجمع السلمانية الطبي وقبله في مركز النعيم الصحي، إلا أنني مع ذلك كنت شغوفاً بالعمل في الزراعة كهواية». وأضاف عبدالله «تغيرت القرية عما كانت عليه سابقاً، فالتمدد العمراني وبناء المنازل والعمارات وتوفير الخدمات في المنطقة أدى إلى انحسار المساحات الخضراء حتى ان هذه المساحات أصبحت محدودة، بعد أن كانت تجمع أهالي المنطقة أصبحت البسطات عند منازل أهالي القرية هي ملجأ كبار السن وقت الظهيرة وملجأ إلى الشباب في المساء».

«الوسط» خلال الجولة في السهلة - تصوير : عقيل الفردان
«الوسط» خلال الجولة في السهلة - تصوير : عقيل الفردان

العدد 4959 - الإثنين 04 أبريل 2016م الموافق 26 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 6:04 ص

      ماساة صراحة اصبحنا نزرع رؤؤسنا بالشعر و هو زائل و نجرف ارضنا عزتنا .

    • زائر 9 | 3:33 ص

      نسكن فوق النخل مثلا ..؟

    • زائر 8 | 3:04 ص

      المسئولين بالدولة لو تسمعهم يفهمون ويقدرون معني المساحات الخضراء وحرمة تدميرها، ولكن وقت الشغل، الحرام حلال وبدل ما يحافظ عليها لكان معضم القري تتمشي وكأنك بأحد الحدائق وبدل ما يوسعو علي العباد بأرض الله الواسعة وتعمير الأراضي الجافة تدمر الاراضي الخضراء والبساتين، بس لا حبيبي لا تطلع من منطقتك خلك فيها، نحن ما نرتاح الا لما نشوفك بمنطقتك. الجمال والمناظر الا تريح النفس يمكن ممنوعة، بدول غير ممنوع تبني من غير مساحة خضراء ببيتك، لتأثيرها علي الجمال والنفسية، وعندنا احمد ربك حصلت قرقور.
      رحال

    • زائر 7 | 2:28 ص

      صباح الخير ياديرتي

      السهله وباقي القرى مانستفيد ولا نستطيع
      نتكلم اكثر جميع القرى محاطة بالفلل الفاخره
      والكامبونات
      اين حق المواطن الذي خدم وطنه
      تاريخها مندثر

    • زائر 6 | 1:36 ص

      ماشاءالله

      وليس السهلة وحدها بل كل القري او بل أحري المقضوب عليهم...الله كريم!!؟؟

    • زائر 5 | 1:20 ص

      للأسف ليس هناك اي توجه للحفاظ على المساحات الخضراء, ليس فقط في السهلة بل في جميع المناطق والقرى, اولادنا هم من سيعانون من هذا التصحر ...

    • زائر 4 | 1:02 ص

      الفوقية

      خلونا نرجع للأصل ونسميها بالسهلة الفوقية والسهلة الحدرية بدل الشمالية والجنوبية ، أما عن المزراع فكل قرى البحرين صادها نفس المصير فكل المزراع جرفت وأصبحت مخططات لعمارات اسمنتية وبيوت ومصانع

    • زائر 3 | 12:29 ص

      اللهم صل على محمد وال محمد وعلى فرجهم????

    • زائر 1 | 11:13 م

      انظروا الى البنية التحتية والبيوت وستعرفون لماذا ؟

    • زائر 2 زائر 1 | 12:24 ص

      غياب التخطيط والرئيه اامستفبليه

      محب

اقرأ ايضاً