أوقعت الاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم ناغورني كرباخ 13 قتيلاً أمس الإثنين (4 أبريل/ نيسان 2016) في اليوم الثالث من المواجهات فيما بدا أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان يؤجج التوتر بقوله إن الإقليم «سيعود يوماً» إلى أذربيجان.
وقتل 40 عسكرياً على الأقل من الجانبين وثلاثة مدنيين على الأقل منذ استئناف المعارك مساء الجمعة، وهي الأعنف منذ سريان الهدنة بين يريفان وباكو العام 1994، فيما أصيب أكثر من 200 عسكري ومدني بجروح.
وتعود جذور هذا النزاع إلى قرون عدة لكنه تفاقم في الحقبة السوفياتية حين منحت موسكو إقليم ناغورني كرباخ الذي تسكنه غالبية أرمينية إلى أذربيجان، وهو من مناطق القوقاز الاستراتيجية لنقل النفط والغاز قرب إيران وتركيا وعند أبواب الشرق الأوسط.
ويأتي هذا التصعيد العسكري في خضم أزمة دبلوماسية خطرة على خلفية الحرب في سورية، بين روسيا التي تربطها علاقات جيدة بأرمينيا، وتركيا حليفة أذربيجان التقليدية.
وفي هذا السياق، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أمس أن ناغورني كرباخ «ستعود يوماً» إلى «مالكها الأصلي» في إشارة إلى أذربيجان.
وقال أردوغان «كرباخ ستعود يوماً من دون أدنى شك إلى مالكها الأصلي، إنها تنتمي إلى أذربيجان»، مكرراً بذلك دعمه لباكو.
ميدانياً، قتل ثلاثة جنود أذربيجانيين «بقذائف هاون وقاذفات صواريخ أطلقت من خنادق» القوات الأرمينية، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية.
وقال الناطق باسم الوزارة واقف درغلي «إذا استمرت الاستفزازات الأرمينية فسنطلق عملية واسعة النطاق على طول خط الجبهة وسنستخدم كل أسلحتنا».
من جهته، قال المتحدث باسم سلطات المنطقة الانفصالية المدعومة من يريفان، أرتاك بغلاريان لـ «فرانس برس» إن المعارك أوقعت ثلاثة قتلى في صفوف المدنيين» بينهم امرأة عجوز( 92 عاماً)، قتلها «بوحشية جنود أذربيجانيون» في قرية تاليش.
وفي أحد مستشفيات ستيباناكرت، «عاصمة» كرباخ، يتلقى طفلان أصيبا بجروح السبت العلاج وفقاً لصحافيين من «فرانس برس».
وكثف الجنود الأذربيجانيون «القصف صباح أمس على مواقع جيش كرباخ، مستخدمين مدافع الهاون وراجمات الصواريخ والدبابات»، وفق ما أعلنت سلطات المنطقة الانفصالية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية ارتسرون هوفانيسيان أن قوات بلاده «تقدمت كثيراً في بعض مناطق الجبهة واتخذت مواقع جديدة».
ونددت أذربيجان بهذه التصريحات واصفة إياها بأنها «كاذبة»، مؤكدة سيطرتها منذ السبت على مرتفعات استراتيجية عدة في كرباخ ستعمل على «تعزيزها»، وذلك بعدما أعلنت الأحد عزمها على «وقف الأعمال العدائية من جانب واحد».
وقالت سلطات ناغورني كرباخ المدعومة من أرمينيا إنها «على استعداد لمناقشة اقتراح الهدنة» شرط استعادتها المواقع والأراضي التي خسرتها في هذه المنطقة التابعة في نظر المجتمع الدولي لأذربيجان.
من جانبهما، دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأميركي، جون كيري أذربيجان وأرمينيا إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية في إقليم ناغورني كرباخ.
العدد 4959 - الإثنين 04 أبريل 2016م الموافق 26 جمادى الآخرة 1437هـ