اختتمت مملكة البحرين، أمس الأحد (3 إبريل/ نيسان 2016)، عرسها الثقافي، ممثلاً في معرض البحرين الدولي للكتاب، والذي نظمته هيئة البحرين للثقافة والآثار، على مدى 11 يوماً متصلة.
وتباينت آراء العارضين من أصحاب المكتبات والناشرين، حيال تجربة المعرض الذي احتضن في نسخته الـ 17 نحو 380 عارضاً، بين من امتدح التجربة التي رأوها «فرصة للتعرف على الاتجاهات الجديدة للقراء»، وبين من شددوا على حاجتها إلى التقييم، في ظل أداء لم يخل من ملاحظات.
وبحسب توضيحات إدارة المعرض، فقد تم توزيع استبانة على الناشرين والزوار، من أجل استطلاع الآراء والانطباعات حيال المعرض.
وتتصدر الملاحظات، جاهزية المكان لاحتضان الزوار، بما في ذلك مواقف السيارات التي عجزت عن إرضاء المترددين على المعرض، حتى مع توفير 800 موقف في الحي الثقافي التابع لمتحف البحرين الوطني.
يبدأ صاحب دار المكتبي، غياث مكتبي، حديثه إلى»الوسط»، بإيجابية، أشاد فيه بنجاح المعرض، تحديداً فيما خص الزيارات اليومية لطلبة المدارس.
ووفقاً لتوضيحات إدارة المعرض، فإن معدل الزيارات اليومية لطلبة المدارس، تراوح ما بين 2000 و2500 طالب وطالبة، فيما بلغ المعدل اليومي للمدارس، 50 مدرسة، وهو الأمر الذي اعتبره مكتبي «سبباً من أسباب تنشيط حركة المعرض».
وأضاف «هذه الزيارات هي علامة إيجابية، فمن خلالها تساهم الإدارة في تكثيف الإعلان للمعرض، حتى امتد ذلك للأسر البحرينية التي كان أبناؤها يزورون المعرض صباحاً برفقة المدرسة، ومساءً برفقة أهاليهم»، مسجلاً في هذا الصدد ملاحظته اليتيمة بشأن خلو المعرض من جهاز (ATM)، بما من شأنه التيسير على الزوار في اقتناء الكتب والمواد التعليمية.
واستدرك «لكن ذلك لن ينسينا الثناء على جهود المسئولين في هيئة البحرين للثقافة والآثار، وإدارة المعرض، نظير متابعتهم لكل صغيرة وكبيرة».
وعن تقييمه لجدوى المشاركة في المعرض، قال مكتبي: «لا يقتصر التقييم ولا ينحصر في الجانب المالي، فمن خلال المعرض نتحصل على فرصة اللقاء والاحتكاك بالقارئ والمجتمع، وذلك من أجل التعرف على الاتجاهات الجديدة والاحتياجات في مجال القراءة والكتاب»، مضيفاً «بالنسبة إلى القارئ البحريني، لاحظنا الاهتمام الجيد بالروايات، كما لا يفوتني الإشادة هنا بمبادرات وزارة التربية والتعليم الخاصة بالمسابقات الطلابية في مجال تلخيص القصة الصغيرة».
ونوه إلى مساهمة ذلك في تنشيط الحراك الثقافي الطلابي، وهو الأمر الذي امتد بتأثيراته الإيجابية إلى الأسرة التي باتت هي الأخرى تحرص على اقتناء الكتاب الجيد، ومتابعة عملية التلخيص.
من جانبه، شدد مدير عام «سمارت بوك» للنشر والتوزيع، أحمد عمر، على الحاجة لما أسماه «المصارحة وتصويب الأخطاء ووضع الأصبع على الجرح، وذلك من أجل تلافي السلبيات في التجارب المقبلة»، مستعرضاً جملة تحديات من بينها الموقع، والتنسيق المسبق مع دور النشر فيما خص المساحة المخصصة للنشر.
وأضاف «لنأخذ بعض التجارب العربية التي تعبر عن حالة متقدمة، من بين ذلك التجربة العمانية التي تدلل، ومن خلال المشاركة مؤخراً في معرض مسقط الدولي للكتاب، على أن السلطنة من الدول المتقدمة في مجال القراءة، ويتحدث عن ذلك حجم الإقبال، القدرة الشرائية، والدعم الحكومي».
وألقى عمر، بالكرة بشكل كبير في ملعب الجانب الرسمي، وقال: «للحكومة دورها الكبير لا بل الرئيس، فالمبادرات تنطلق من الجانب الرسمي، ليتلقفها الناس والمؤسسات بعد ذلك»، لافتاً إلى عمل سلطنة عمان في السنوات الأخيرة على رصد مبالغ تصل لملايين الدنانير من أجل دعم المكتبات المدرسية، وتوفير الكتب لها.
بجانب ذلك، امتدح عمر التجربة الاماراتية، وقال: «تقدم هذه التجربة مبادراتها الضخمة، من بين ذلك مبادرة «تحدي القراءة العربي»، التي أطلقها نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي مثلت أكبر مشروع عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي، عبر التزام أكثر من مليون طالب بقراءة 50 مليون كتاب خلال عامهم الدراسي».
كما أشار إلى تاريخ (27 إبريل/ نيسان الجاري)، الموعد المرتقب لإقامة معرض الكتاب الدولي في أبوظبي، وقال: «هناك، تخصص الدولة كوبونات لطلاب المدارس من أجل اقتناء الكتب، إلى جانب كوبونات تخصص للمدارس من أجل تطوير أدائها وأداء معلميها، الأمر الذي أثمر مكتبات مدرسية تضاهي ما هو موجود أوروبيّاً، إلى جانب تخصيص حصة مدرسية بمسمى (مكتبة) تغرس لدى الطالب حب القراءة من الصغر».
عطفاً على ذلك، رأى عمر أن أية دولة على مستوى العالم، بحاجة لثلاثية الماء، الطعام، والكتاب، واعتبر أن الكتاب هو المنقذ الوحيد من كل الداءات التي تعصف بالمنطقة، بما في ذلك الإرهاب، والتكفير، والطائفية.
وفي إطار تقييمه لمستوى ما تخصصه الأسر البحرينية من موازنة للجانب الثقافي، قال: «أنا هنا أتحدث عن الحال على مستوى الوطن العربي، والذي هو في حقيقة الأمر حال مخزٍ، وتكفينا الإشارة إلى الإحصائيات العلمية في هذا الشأن والتي تبين أن معدل ما يخصصه الفرد العربي للقراءة، لا يزيد على 5 دقائق سنوياً، فيما يتراوح المعدل في الدول المتقدمة بين 400 و500 ساعة سنويّاً»، وخلص للقول إن «أمة اقرأ، لا تقرأ».
بحرينيّاً، اعتمد عمر لهجة بدت مباشرة، حين أكد تراجع حجم الإيرادات في المعرض، حتى قال «90 في المئة مما تراه من حضور، هو للفرجة فقط».
كما انتقد حركة النشر على المستوى العربي، وذلك بعد مقارنتها بالجانب الأوروبي، وقال: «رأس مال دور النشر في أوروبا يصل إلى 20 مليار دولار، وهي بقوتها ومكانتها تعبر عن تجارة أقوى من تجارة النفط». وتطرق في السياق ذاته إلى تجربة كتاب (DAIRY OF Wimpy Kid)، والذي يصدر من بريطانيا ويصدر منه عدد كل عام، يطبع من كل عدد مليار نسخة، قيمة الواحدة منها تبلغ 4 دنانير بحرينية، عدا الأضعاف المضاعفة من النسخ التي تطبع وتباع في السوق السوداء.
وقال: «عربيّاً، لدينا كتاب (يوميات مشاغب)، والذي هو في حقيقة الأمر محاكاة لكتاب (DAIRY OF Wimpy Kid)، وقد تمكن هو الآخر من تحقيق نجاحات ملفتة».
العدد 4958 - الأحد 03 أبريل 2016م الموافق 25 جمادى الآخرة 1437هـ
!!!!
المعرض سيئ عبارة عن كتب للاطفال و روايات اما الكتب ذات المحتوى الثقافي محدودة مقارنة بالسنوات السابقة
لا يوجد باركات
و ايضا المعرض ضيق جدا
قبل في مركز المعارض كان افضل بكثيير