اشتكى عدد من البحرينيين من سرقة أموالهم المودعة في أحد البنوك في البحرين، وذلك باستخدام بطاقاتهم البنكية في التسوق بمدينة نيويورك الأميركية؛ على رغم أن البطاقات موجودة بحوزتهم في البحرين.

ولم تشهد أي من هذه العمليات سحب مبلغ نقدي عن طريق جهاز الصراف الآلي واقتصرت السرقات على شراء الملابس والوجبات من المطاعم بحسب ما توافر لـ «الوسط» من ثبوتات.

فقد قال أيمن مهدي، وهو أحد الذين تعرضوا للسرقة، إنه وبعد اجراء عملية سحب لمبلغ مالي من جهاز الصراف الآلي يوم السبت الماضي، اكتشف أن رصيده أقل مما يتوقعه فبادر باستخراج كشف حساب مصغر بواسطة الجهاز ليتبين له أن هناك من استخدم بطاقته البنكية في المساء لشراء وجبة عشاء من أحد فروع مطاعم الوجبات السريعة بمدينة نيوريورك في أميركا.

وأضاف، في حديث مع «الوسط»، انه تفاجأ أيضاً بوجود مبلغين مسحوبين قبل ذلك بيوم من خلال شراء الملابس ليصل اجمالي المبلغ المسروق إلى حوالي أربعمئة دينار. بعدها ذهب مباشرة إلى أحد فروع البنك بمدينة عيسى ليوقف حسابه كي لا تحدث سحوبات أكثر. وهناك سأله الموظف ان كان هو من اشترى مساء أمس وجبة عشاء من مطعم سبْوي بمدينة نيويورك؛ لأن العملية تمت باستخدام البطاقة وليس بإدخال المعلومات عبر الانترنت.

وذكر مهدي «أخبرت الموظف انني تناولت عشائي في البحرين فسألني ان كنت أعطيت بيانات حسابي البنكي أحداً، أو اشتريت ببطاقتي من أحد المواقع الالكترونية فنفيت كل ذلك. وطالبته بكشف مفصل للحساب فحولني إلى مدير الفرع الذي رفض اعطائي كشف الحساب وطلب مني مراجعة الفرع الرئيسي للبنك. خرجت بعد ذلك وتوجهت مباشرة إلى مركز الشرطة كي أقدم بلاغاً بالحادثة فحولوني إلى قسم الجرائم الاقتصادية والالكترونية».

وأوضح «ذهبت يوم أمس (الأحد) إلى الفرع الرئيسي للبنك فكرر علي المدير الأسئلة نفسها التي طرحت علي في فرع البنك بمدينة عيسى وأجبتهم بالأجوبة نفسها وبينت ان السحب تم باستخدام بطاقة وليس عن طريق التسوق الالكتروني. تسلمت بعد ذلك منهم كشف الحساب التفصيلي بما تم سحبه من رصيدي وذهبت إلى قسم الجرائم الالكترونية الذي حولني إلى قسم الجرائم الاقتصادية وهناك سجلت إفادتي بالحادثة».

وطالب مهدي بضرورة اعادة المبلغ إلى حسابه وأنه لا يتحمل مسئولية هذه السرقة، بل البنك الذي يعتبر المؤتمن على أموال الموْدعين فيه، والذي من واجبه تعويضهم في حال فشل برنامج الحماية للبنك في ايقاف مثل هذه السرقات. مبيناً أنه وبعد أن تحدث مع اصدقائه تبين أن هناك شخصين آخرين تعرضا لمثل هذا الحادث.

«الوسط» تحدثت مع أحدهم وهو المواطن خالد مبارك الذي قال ان رصيده تعرض للسرقة في التواريخ نفسها التي تعرض لها حساب مهدي. وان السرقة تمت بثلاث عمليات شراء وبمبلغ 496 ديناراً. مبيناً «على الفور بعد اكتشافي عمليات السرقة توجهت إلى أحد فروع البنك وأوقفت البطاقة وأخبروني أنهم سيجرون تحقيقاً وتتبعًا للحادثة على أن يتم اخباري بالنتيجة بعد 45 يوماً وحينها سيتقرر ما اذا كان البنك سيعيد لي المبلغ المسروق أم لا».

وأوضح مبارك ان هذه العمليات من السرقة ليست غريبة، بل تحدث كثيرا في بلدان العالم وبشكل أسوأ مما حدث لهم وأن «السبب ربما يعود إلى وجود مشتبه بهم دخلوا البحرين مع جمهور سباقات الفورمولا1 ليستخدموا أجهزة مختصة تستطيع قراءة معلومات البطائق البنكية لمن يمر من أمامهم ومن ثم ارسالها إلى شركائهم لعمل نسخ من هذه البطاقات واستخدامها».