شهد مطار بروكسل الدولي أمس الأحد (3 أبريل/ نيسان 2016) إقلاع عدد من طائرات الركاب هي الأولى بعد الاعتداءات الدامية في 22 مارس/ آذار الماضي، في مؤشر إلى إعادة تشغيل جزئي للمطار وعودة الأمور إلى طبيعتها في بلجيكا.
وأقلعت طائرة تابعة لخطوط «براسيلز إيرلاينز» في أجواء صافية قرابة الساعة 13,40 (11,40 ت غ) من مطار بروكسل متجهة إلى فارو (جنوب البرتغال) بعد أن أدى لها التحية رجال الإطفاء وأجهزة الإسعاف ورجال الشرطة الذين وقفوا قرب المدرج.
وصفق وزيران من الحكومة ومسئولو المطار ونحو خمسين من موظفيه لدى إقلاع الطائرة وكانوا وقفوا دقيقة صمت قبل ذلك.
وقال رئيس مجلس إدارة مطار بروكسل أرنو فيست بعد إقلاع الطائرة «استؤنف العمل».
وكان معظم الركاب وصلوا باكراً صباح أمس بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي تقررت بالتشاور مع الشرطة.
وأقامت قوات الشرطة وجنود مدججون بالسلاح حاجزاً وقاموا بتفتيش الركاب وحقائبهم قبل أن يدخلوا المبنى. ومنع من يرافقهم من الخروج من موقف السيارات.
ومع هذه الرحلة الأولى «الرمزية» بعد 12 يوماً من الاعتداءات التي استهدفت المطار والمترو في العاصمة البلجيكية وأوقعت 32 قتيلاً و340 جريحاً، يعود المطار جزئياً إلى العمل. وأقلعت بعد ذلك رحلتان أخريان إلى أثينا وتورينو (إيطاليا).
في غضون ذلك، أعلنت شركة «دلتا إيرلاينز» الأميركية أمس أنها لن تستأنف قبل مارس 2017 رحلاتها بين بروكسل واتلانتا، محطتها الرئيسية في الولايات المتحدة، «نظراً لعدم اليقين الذي لا يزال يخيم على إعادة فتح المطار (...) وتراجع الطلب».
ورغم تظاهرات سادها توتر السبت في بروكسل، استؤنفت الحياة مجدداً في العاصمة وسائر أنحاء البلاد، فيما تواصل الشرطة ملاحقة الفارين المشتبه بهم، بمن فيهم «الرجل صاحب القبعة» الذي ظهر في كاميرات المراقبة وترك حقيبة مليئة بالمتفجرات داخل صالة المغادرة في المطار.
وفي وسط بروكسل في ساحة البورصة حضر نحو الف شخص ظهر أمس حفلاً غنائياً.
من جهته، لا يزال صلاح عبد السلام الناجي المتطرف الوحيد من المجموعة التي ارتكبت اعتداءات باريس وسان دوني في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، ينتظر تسليمه إلى فرنسا. وكان اعتقل في 18 مارس في بروكسل وسجن في بروج.
وعاود المترو في العاصمة البلجيكية نشاطه بسرعة، ولو جزئياً، بعد الهجمات.
العدد 4958 - الأحد 03 أبريل 2016م الموافق 25 جمادى الآخرة 1437هـ