بعد سبعة أيام من التحاور والتواصل بين أطفال اثنتا عشرة دولة عربية، الذين التقوا على أرض دولة الإمارات، للمشاركة في ملتقى الشارقة للأطفال العرب، تحت شعار "اسمعونا...نحن المستقبل"، ليبحثوا في ما يشغل فكرهم، ويعرضوا آمالهم وتطلعاتهم، شهدت سجايا فتيات الشارقة، اليوم الأحد (3 أبريل/ نيسان 2016) الحفل الختامي لفعاليات الدورة الثانية عشرة من الملتقى، والذي تضمن مجموعة من التوصيات، التي من المتوقع أن تحدث حراكاً مجتمعياً في الاهتمام بقضايا الأطفال، وتوفير سبل الحماية التي تمنحهم فرصة رسم مستقبل أوطانهم.
وجاءت التوصيات التي أقرتها اللجنة العليا المنظمة لملتقى الشارقة للأطفال العرب، الذي أقيم تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، رئيس المجلس الأعلى لشئون الأسرة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، منسجمة مع أهداف الملتقى الذي نجح في مد مزيد من جسور التواصل بين أطفال الدول العربية الشقيقة، الذين أثبتوا من خلال مشاركاتهم في الورش والبرامج والفعاليات التي تضمنها الملتقى، أن ما يجمع الأشقاء أكبر من أن يفرق بينهم، وأن الوحدة ستظل مسعى الصغار كما كانت ومازالت أحلام آبائهم.
وشهد الحفل الختامي الذي تضمن الإعلان عن التوصيات، كل من رئيس اللجنة العليا المنظمة لملتقى الشارقة للأطفال العرب ريم بن كرم، ونائب رئيس اللجنة العليا للملتقى نورة محمد مبارك، وممثلي الوفود العربية المشاركة ورؤسائها، وجميع الأطفال المشاركين من الدول العربية، إلى جانب عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية.
وأكدت اللجنة العليا للملتقى خلال التوصيات التي تم استخراجها من الورش والبرامج التدريبية والتعليمية التي تضمنها الملتقى على مدار الأيام السبعة، على ضرورة الاستماع إلى رأي الأطفال العرب، وإشراكهم في وضع الخطط والاستراتيجيات العربية الوطنية، إضافة إلى دعم واستحداث الوسائل الحديثة لتنمية الروابط القومية بين أطفال العرب وتعزيزها، والعمل على رفع المعاناة عن الطفولة في الدول التي تعاني من الحروب والكوارث.
كما أوصت اللجنة بضرورة التعاون بين مؤسسات التعليم العربية من أجل إيجاد برامج خاصة لرعاية ذوي المواهب والإبداعات من الأطفال العرب، والعمل على اعتماد الملتقى كمنصة مستدامة للتواصل والتبادل الثقافي بين أطفال العرب، وتشجيع الأجيال القادمة على استخدام الطاقة البديلة والمدن الذكية والمستدامة في المستقبل، والتأكيد على الجانب الإبداعي ودوره في تنمية القدرة التعبيرية عند الأطفال..
وأعلنت اللجنة العليا عن تخصيص بوابة إلكترونية على موقع ملتقى الشارقة للأطفال العرب لمتابعة الصغار الذين شاركوا في الملتقى، وتسهيل التواصل فيما بينهم في المستقبل، وترشيح الأطفال المميزين المشاركين من الوفود العربية للمشاركة في الفعاليات المشابهة في مراكز الناشئة وسجايا بإمارة الشارقة.
وقالت ريم بن كرم: "تعد توصيات اللجنة العليا للملتقى بمثابة خطة سننطلق بها لتطوير الملتقى في الدورات القادمة، حيث أن هذه التوصيات نتاج لما قدمه واقترحه الأطفال خلال مشاركتهم في الفعاليات التي تضمنت البرامج التعليمية والترفيهية والتدريبية التي قمنا بتنظيمها لهم".
وأكدت رئيس اللجنة العليا المنظمة لملتقى الشارقة للأطفال العرب أن دعم قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، للملتقى منذ انطلاقه، كان له دور فعال في ترجمة رؤية واستراتيجية إمارة الشارقة في احتضان مواهب الناشئة والأطفال وتنميتها ليصبحوا قادرين على تحقيق طموحاتهم المستقبلية.
وعبّرت بن كرم عن سعادتها بالنتائج الإيجابية التي خرج بها الأطفال من الملتقى، وسيستطيعون من خلالها تطوير ابتكاراتهم، وتوظفيها لخدمة مجتمعاتهم، وتحدي الصعوبات التي قد تواجههم في حياتهم، وأعربت عن ثقتها بالأطفال المشاركين في الدورة الثانية عشر للملتقى الذين سيكون لهم أثر كبير في ابتكار الأفكار النيرة وتبادلها مع ذوي الخبرة بالمستقبل للإسهام في عملية التنمية الشاملة لبلدانهم.
وتقدمت ريم بن كرم بالشكر إلى جميع من كان سبباً في إنجاح الملتقى، كما شكرت الرعاة، والمنظمين، والمتطوعين، والإعلاميين، وجميع الذين جعلوا الشارقة نقطة التقاء بين الأطفال العرب، للتعارف، والتواصل، والتعاون، من أجل غدٍ مشرق لهم ولأوطانهم.
وتضمن الحفل عرضاً لفيلم وثائقي عن أهم المشاريع التي قام الأطفال بتصميمها، وأهم المواد التي كانوا يستخدمونها في هذه المشاريع، لإبراز مواهبهم للوفود المشاركة، وزملائهم الأطفال من الدول العربية. كما عرض فيلم تسجيلي آخر تحت عنوان "حصاد يوميات الملتقى"، الذي شرح كيف عاش الأطفال اللحظات الجميلة في الملتقى، والأوقات الممتعة التي قضوها مع بعضهم البعض، بالإضافة إلى أهم المقتطفات اليومية للبرنامج التلفزيوني الذي قدمته إذاعة وتلفزيون الشارقة على طيلة أيام الملتقى.
وكرمت اللجنة العليا للملتقى أفضل ثلاثة مشاريع قام الأطفال بتصميمها لمدن المستقبل، ضمن ورشة المدن المستدامة التي أقيمت خلال الملتقى، وتأهلت إلى المرحلة النهائية خمسة مشاريع، من أصل 25 مشروعاً أنجزها المشاركون، وهي "مدينة الأمان"، و"مدينة المستقبل هي الحياة"، و"مدينة المستقبل"، و"امندام"، و"مدينة الاتحاد". وحصلت على المركز الأول المجموعة التي صممت مشروع "مدينة الاتحاد"وحصد المركز الثاني فريق "مدينة المستقبل"، وفازت بالمركز الثالث مجموعة مشروع " امندام ".
وكرمت اللجنة العليا أيضاً جميع من ساهم في إنجاح الملتقى، والمشاركين، والوفود، ورؤساء الوفود، والمتطوعين، والرعاة. والتقط الأطفال صورة تذكارية جماعية، تؤرخ لمشاركتهم في الدورة الثانية عشرة من الملتقى، وكلهم أمل بمشاركة نظرائهم في الدورة المقبلة، عام 2018، بأجواء أكثر استقراراً وسعادة في مختلف الدول العربية.
وتجدر الإشارة إلى أن ملتقى الشارقة للأطفال العرب تستضيفه إمارة الشارقة كل عامين، وتنظمه مراكز الأطفال، التابعة للمجلس الأعلى لشئون الأسرة بالشارقة، ويعتبر منصة حقيقية للأطفال العرب لينطلقوا من خلالها لمناقشة القضايا التي تخصهم كشريحة لها أهميتها وتأثيرها الكبير في المجتمع حاضراً ومستقبلاً، إذ يشارك فيه نخبة من الأطفال العرب من مختلف الأعمار والجنسيات، يلتقوا معاً في بيئة آمنة ومستقرة، محفزة على الإبداع، ومشجعة على العمل المشترك.
الحقيقة
إن الواقع يقول إن الحاضر والمستقبل لحد الآن هما فعليا بيد الأطفال