لقيت المحاضرة، التي نظمتها جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتي أتشرف برئاستها، صدى واسعاً للغاية بين أوساط صغار التجار في البحرين، إلى حد أن المقاعد التي خصصناها للحضور في قاعة نادي العاصمة «الكابيتال كلوب» لم تكفِ الحضور.
وعلى رغم علمي أن الحضور سيكون كبيرًا فإن الدعوة توفر رحلات مجانية إلى الصين ودول أخرى للتجار، وعلمي أيضًا أن هذا بطبيعة الحال سيجذب هواة السفر في المقام الأول بجانب التجار والمستثمرين الجادين، إلا أن هذا لم يمنعنا في الجمعية، التي أتشرف برئاسة مجلس إدارتها، من المضي قدما في تنفيذ برنامجنا الذي يبدو للبعض من خارج الصورة أنه للسفر والرحلات أو سيستغل في هذا، ونراه نحن فرصة حقيقية للتعلم والاطلاع، ثم التجارة والاستثمار وأخيرًا الاستفادة من أفكار الآخرين في تطوير أنفسهم.
جميع من جاؤوا للمحاضرة، وبعضهم كان هدفه فقط تسجيل اسمه ضمن قائمة المستفيدين من البرنامج (بمعنى أدق المسافرين في البرنامج)، لكننا فاجأناهم جميعًا بسيل من المعلومات المهمة عبر المحاضرة التي ألقتها الدكتورة القديرة رهام الحميان مستشار تطوير الأعمال بـ»دار الإبداع»، وهي مؤسسة كويتية نشيطة في مجال مساعدة صغار التجار وتعريفهم بالخطوات الأساسية للاستثمار ودخول «عالم البيزنس»، ولها نشاط مميز مع العديد من الجهات الحكومية الصينية.
هذا طبعاً بخلاف جهود جميع أعضاء مجلس إدارة الجمعية في هذا الشأن.
وخلاصة القول إن المحاضرة اشتملت على العديد من المعلومات والنصائح المفيدة للجميع من بداية استخراج سجل تجاري، والإجراءات المطلوبة لذلك في البحرين، وكيفية تنفيذها بالتزامن حتى لا يضيع وقت وجهد كبيران، حتى التعامل مع الشركات التجارية الأجنبية والتأكد من هويتها، وتسلم البضائع في ميناء البحرين بالمواصفات نفسها التي تعاقدت عليها في المصنع أو عند المصدر.
وأود صراحة أن أركز على فكرة المبادرة الصينية في حد ذاتها، وكيف أن هذه الدول العملاقة عندما فقط تستشعر أن هناك شبه ركود في اقتصادها أو تباطؤاً تتصرف وتسرع بطرح الأفكار والرؤى غير التقليدية.
الجميع يعلم أن الاقتصاد الصيني يمر بمرحلة تباطؤ في النمو، بمعنى أنه ينمو لكن بمعدلات أقل من السنوات العشر السابقة مثلا، وعلى رغم النمو فهم لا يكتفون بنسب قليلة منه، فبادروا بتنشيط الاقتصاد عبر هذه الفكرة الجريئة المبادرة، ننفق أموالا لنشجع التجار على القدوم وخاصة من دول الخليج والدول السريعة النمو، عندما يأتي التاجر، فإنه على الأقل، وفي أضيق الظروف سيتسوق، وفي الطبيعي ربما يعود بوكالة أو اثنتين، شراكة أو اثنتين، وهكذا خلقت رواجاً بعد الكساد.
كيف نحن نستفيد من هذه الفكرة الصينية؟
دراسة الفكرة وقراءتها جيداً في حد ذاته استفادة ودرس لنا جميعاً في كيفية التحفيز عندما يوجد ركود أو تباطؤ، وليس شرطا أن نطبقها بالضبط، ونحن بحمد الله لدينا قدرات ومبدعون ووزير نشيط هو زايد الزياني يرعى هذه الأمور، ويفكر بروح الشباب ولديه توجه واضح لمساعدة صغار التجار.
أما الاستفادة الثانية للتجار أنفسهم، ونحن بكل صراحة لن نأخذ معنا هواة السفر على الإطلاق، ستكون الأولوية للتاجر الجاد صاحب الهمة الذي يريد فعلا الاستثمار وإفادة نفسه وبلده... وهذه الفكرة أو المبادرة تتيح للتاجر العديد من المزايا التي تبدأ من توعيته وإرشاده وتزويده بمعلومات سليمة بشأن الكثير من الأمور والتعاملات، مرورا بتوفير تذاكر سفر وإقامة مجاناً، وأخيرا أنها، وهذا هو الاحتمال الأقرب ورجاؤنا الأكيد، أن تكون فاتحة خير على كل مشارك ويبدأ من بعدها عمله الجاد ومشروعه الخاص.
أما أعداء النجاح الذين لا يجدون شيئا يتحدثون فيه إلا تشويه جهود الآخرين وحاولوا بكل السبل أن يشوهوا هذا الجهد بأنه سيعتمد على «تمكين»(صندوق العمل)، نحن سنريحكم ونؤكد أن «تمكين» ليس لها أية علاقة من قريب أو بعيد بهذا الشأن، ولو تفضلت وساهمت في الكلفة، فهذا دورها في دعم صغار التجار، وخاصة أن الإقامة ستكون على حساب الجهة المضيفة للجمعية وأعضائها. وعلى رغم ذلك نحن ندعو الجميع بمن فيهم أعداء النجاح للاستفادة من الفكرة الصينية.
إقرأ أيضا لـ "أحمد صباح السلوم"العدد 4957 - السبت 02 أبريل 2016م الموافق 24 جمادى الآخرة 1437هـ
النظر الى الرسوم التي يدفعها التاجر,
التحفيز من غير فلوس هو توريط الصغير و المتوسط وحتى الكبير
تذهب الى الصين وتعتقد ان الدنية بصرة, بسبب النشاط الموجود
انصح بتجارة الشوارع هي اقل كلفة والكثر ربحية.
بو احمد
انا من صغار التجار ارجو الإفادة في الموضوع اكثر