أشار رئيس جمعية تاريخ وآثار البحرين عيسى أمين، أن الصور والرسائل والوثائق والخرائط مهمة جداً في عملية البحث أو كتابة التاريخ، والدليل على ذلك وجود هذه الخرائط التي تعد جزء من الصورة الكبيرة للمشهد التاريخي سواء المشهد السياسي او الاقتصادي او الزراعي او الغوص وصيد السمك في تاريخ البحرين، جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمها مركز عبدالرحمن كانو الثقافي بعنوان "من تاريخ البحرين".
وفي بداية المحاضرة التي قدمتها سهير المهندي، قال عيسى أمين الى أنه عثر على عدد من الوثائق التي تعود الى العام 1919 حين وصل الى البحرين هارول ديكسون المعتمد السياسي في البحرين من قبل الحكومة البريطانية، حيث قرر إنشاء أول ما عرف بالبلدية في البحرين على نمط البلديات في العراق، وطلب من ونستون تشرشل المسئول عن الأمور الخارجية في الحكومة البريطانية آنذاك الموافقة على اللائحة الداخلية والقانون الخاص البلدية وعليه أسست البلدية عام 1919 وكان أول رئيس لها الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة ومساعده روشان أختر.
واوضح عيسى أمين انه في فترة سابقة في البحرين كان هناك ما يسمى بالمجلس العرفي حيث كان الشيخ عيسى بن علي ال خليفة هو من يقوم بتعيين الأعضاء والمختص بالنظر في الخلافات التجارية، وكانت محكمة الشرع تنظر في الأمور الشرعية، ومجلس الغوص ينظر في جميع الامور والمشاكل المتعلقة بالغوص، وبعد ان جاء الانجليز وأسسوا دار الاعتماد أصبح هناك نوعا من الأمان في الاستثمار التجاري في البحرين فانتقلت البيوت التجارية من الهند وفارس الى البحرين، فأصبح هؤلاء التجار لا يخضعون لمحكمة الشرع ولا مجلس الغوص فكان لابد من وجود قانون مدني في البحرين يرجعون له فحاولت دار الاعتماد إدخال نوع من الإجراء المؤقت وتمثل في إنشاء المجلس العرفي معين نصفه من الحاكم والنصف الآخر من المعتمد السياسي البريطاني في البحرين بحيث يمثل تجار البحرين من الأجانب.