نشرت صحيفة "الراي" الكويتية في عددها اليوم السبت (2 أبريل/ نيسان 2016) تقريراً موسعاً عن ظاهرة الطائفية في الكويت، وقالت مهما حاولنا أن نغطي الظاهرة، فلن نستطيع، إلا إذا أردنا أن نكون كالنعامة التي تهرب من الخطر بدفن رأسها، فالباحث عن الخطاب الطائفي في الكويت لا يمكن أن يخطئه، ولاسيما بتفاعل الشارع المحلي مع القضايا الإقليمية والمحيط العربي بشكل خاص.
وعلى الرغم من كل الخطابات الإعلامية والتصريحات الصحافية التي تدعو للوحدة الوطنية وتعزيزها، فإن «غول» الطائفية يتغلغل في النفوس من خلال الانقسام على القضايا العربية والإقليمية، ولعل الفضاء الإلكتروني أوجد ساحة رحبة للتجاذب الطائفي، معززا بأجندات سياسية وتوجهات ضيقة تبتعد في أهدافها عن المصلحة الوطنية.
وبرغم كل المحاولات التي تبذلها وزارات الدولة لمحاربة الغلو والطائفية في المجتمع وتعزيز المواطنة بين افراد المجتمع، فقد ظهر على السطح ما ينبئ بتغلغل الخطاب الطائفي في شتى اطياف المجتمع من متدينين وغير متدينين، وذلك لارتباط هذا الخطاب الطائفي بالعمل السياسي وتحقيق المكاسب والمصالح للافراد والكيانات السياسية التي بنت هيكليتها على الفئوية والطائفية لا على اسس وطنية، كما يرى الكثير من المتابعين للشأن الداخلي.
ولعل الغائب الأكبر عن هذه القضية هو وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية المعنية الأساسية بتحقيق الامن المجتمعي، حيث غفلت عن تدارك علو نبرة الطائفية في المجتمع، لانشغالها بمحاربة الفكر التكفيري ومواضيع جانبية كان يمكن ان تعمل جنبا الى جنب مع محاربة الطائفية والغلو في الدين، فيما الحقيقة تقول إن وزارة الاوقاف لم تعمل على تقريب وجهات النظر بين الطوائف المكونة للمجتمع رغم مشاركة الوزارة في المنظمات الاسلامية والمجالس العلمية للتقريب بين المذاهب.
وللوقوف على هذه القضية ومدى تأثر المجتمع بها وتمكنها من النفوس استطلعت «الراي» آراء عدد من المختصين والمكونات المجتمعية في معالجة علو نبرة الخطاب الطائفي في المجتمع الكويتي واستشفاف آرائهم في الحلول المناسبة لمعالجة هذه القضية المجتمعية.
نزعة جاهلية
بداية قال رئيس نقابة الائمة والخطباء والمؤذنين الكويتيين استاذ كلية الشريعة والامام والخطيب في وزارة الاوقاف طارق الطواري إنه في البداية لا بد من تحديد مفهوم الخطاب الطائفي، ثم مقياس الانتشار هل هو ظاهرة صغيرة يمكن احتواؤها، او مظهر منتشر يحتاج الى علاج، مؤكدا أن الخطاب الطائفي خطاب يؤكد الانتماء والولاء على أساس الطائفة او القبيلة او الفئة، وهذا الامر حاربه الاسلام وجعل الناس تحت مظلة اكبر وهي مظلة الاخاء الاسلامي «إنما المؤمنون اخوة».
وأضاف الطواري أن «من يصدر منه الخطاب الطائفي فيه من نزعة الجاهليه وهذا يحتاج الى علاج لكي يستطيع ان يتعايش مع الجماعة تحت مظلة اخوة الاسلام، وتحتها مظلات اخرى لا مانع من حبها والانتماء لها كالوطن والأرض». واشار الطواري الى ان «جهود وزارة الاوقاف في مكافحة الطائفية لا بأس بها من حيث تثقيف المجتمع بالطائفية والدعوة للوسطية من خلال الندوات وخطب الجمعة، وان الحلول حول انتشار ظاهرة الطائفية لها شقان الاول حزم القانون تجاه من يثير النعرات، والثاني نشر ثقافة التعايش والإخاء في المجتمع المسلم الواحد».
من جانبه، قال الداعية الشيخ حاي الحاي إن داء الطائفية خطير على المجتمع، وهناك العديد من الامراض التي تنتشر وتؤدي الى اختلاف المسلمين، لذلك لا بد من الالتزام بما أمر لله به (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وقد حثنا القرآن والسنة النبوية على الائتلاف وحب الاسلام والمسلمين وعدم التعصب للمذاهب فالاسلام هو القرآن والسنة النبوية الشريفة وفهم الصحابة رضي الله عنهم اجمعين.
وأضاف أن «من اسباب انتشار الطائفية والتحزب هو اتباع الهوى، فهذا مرض خطير وهو اتباع الرغبات وخطوات الشيطان وهو التعصب لرأي فلان وفلان وتركوا كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وقال الله تعالى في ذلك (واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) فالتعصب في الاسلام مرفوض وحذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن مظلات الهوى وبين الرسول ما يخاف علينا بعد موته وهو التعصب وقال ابن القيم علينا ان نتحلى بالانصاف فالقرآن حق والسنة النبوية حق وقول الصحابة حق».
من جهته، أفاد ناظم المسباح ان سبب انتشار الخطابي الطائفي في المجتمع هو الشحن من بعض الاطراف المنتمين لبعض التجمعات والطوائف وهو من الجميع ولا شك في ان الناس تتبع رموزها سواء الدينية او الدنيوية، مضيفا «نحن نعيش في عالم مفتوح اصبح قرية واحدة من خلال وسائل الاتصال، وهي تربط الجميع في قرية واحدة، والطرح الطائفي في مواقع التواصل الاجتماعي له اثره ولا يخفى على احد اثر الاعلام وهو مقرر ومعروف في التأثير على المجتمع».
وأضاف ان «وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية تقوم بدور وجهد تشكر عليه، فهناك لوائح في المساجد يجب ان يتقيد فيها الخطيب فإذا كان الخطاب يسعّر الطائفية في المجتمع تتخذ الوزارة الاجراءات اللازمة لدرء مثل هذه الممارسات وتأخذ الحيطة والحذر من الانخراط في مثل هذه المهاترات وهذا ما لمسته من خلال تجربتي».
واستطرد «اننا ابناء مجتمع واحد سواء أكنا سنة أو شيعة، وعلى ضوء ذلك يجب ان تحصل مؤتمرات ولقاءات بين العلماء والرموز من الشيعة والسنة علينا ان نسلك هذا المسلك ولا نحيد عنه، فهناك مخططات لبعض الجهات يسعدها اشعال الطائفية ويجب علينا ان نفوت الفرصة عليهم فهذه المخططات تعمل على دعم كل فئة ضد الاخرى حتى تكون النتيجة الحتمية وهي ان ينبذ بعضنا البعض وتقف عجلة التقدم».
واكد المسباح ان الخاسر من اشتعال الفتن الطائفية هو المجتمع لان ابناءنا هم الوقود لهذه الفتنة، وابناؤنا امانة في رقابنا وعلينا ان نعرف آداب الخلاف وان نقبل الاخرين وفق ضوابط الكتاب والسنة، مضيفا «انني من هنا اوجه صرخة للمجتمع الكويتي انه ليس من مصلحتنا سنة وشيعة ان نحرق بلدنا، فبيننا خلاف لا ينكر ذلك، ولكن لنتفاهم بالتي هي احسن ونجادل بعضنا من خلال المجالس العلمية برعاية رسمية، اما اسلوب رفض الاخرين بالكلية امر غير مقبول».
وذكر ان «حديث عامة الناس بالمواضيع الطائفية امر غير مقبول وعليهم الا يتكلموا بذلك لانه ليس لديهم ميزان علمي في ذلك، والشعب على اختلاف مذاهبه يجمعه وطن واحد وبيننا تعامل تجاري واجتماعي في الدواوين والكل يعرف الاخر، اما التصعيد فليس فيه مصلحة للجميع فيجب الا يحمس الشباب فقد يندفعون دون بصيرة وهدى وليس ببعيد ما رأيناه من التفجيرات التي تحدث».
و اشار المسباح الى ان «العقلاء واهل الحل والعقد وكبار الرموز في المجتمع في ظني على بصيرة وعندهم بعد نظر وندعو وزارة الاوقاف ان تتبنى مجالس علمية وفق الضوابط الشرعية لنزع فتيل الاحتقان في المجتمع من خلال العلماء».
تأثر بالمحيط
وكان لأساتذة علم الاجتماع رأي في موضوع الطائفية من الناحية العلمية، وفي هذا الصدد قالت استاذة علم الاجتماع في جامعة الكويت سهام القبندي ان اسباب انتشار الخطاب الطائفي في المجتمع وارتفاع نبرته هو تأثير المحيط العربي والإقليمي، «واعتقد أنه لا يمكننا ان نربطها بمجتمعنا بعيدا عن الوطن العربي بكامله، واعتقد أنه منذ الربيع العربي الذي عمل على انطلاق صوت الشعوب للتعبير عن ارادتها وسعيها لتغيير حكوماتها، انكسر حاجز التفكير الصامت واطلق الجميع العنان واصبحوا يعبرون من مكنوناتهم بكل وضوح وحرية».
واضافت «كلنا يدرك ان الانسان اما ان يقوده عقله أو عاطفته، والخطاب الديني اوالطائفي اوالقبلي يعتمد على اثارة الجانب العاطفي بالانسان، ومن هنا يستطيع هذا الخطاب الانتشار في الاوساط الشعبية بسهولة لانه يحاكي مشاعرهم ويغذي انتماءهم للطائفة اوالقبيلة وانها القوة والاساس الذي يستمد منه القبول».
واشارت القبندي الى ان «انتشار الخطاب الطائفي في المجتمعات يعمل على نشر الكراهية والخلافات ونبذ الاخر مهما كان، ونحن في الكويت تربينا في مجتمع ديموقراطي يندمج الكويتيون بمختلف توجهاتهم في اطار واحد وهو التعايش السلمي وحب الوطن، الا اننا لا نعيش بمعزل عن الظروف المقلقة المحيطة لذلك علينا العمل على نبذ العنف والكراهية وافشاء ثقافة السلام وتجريم من يعمل على ترسيخ مبادئ الفرقه بين المجتمع».
و لفتت الى ان لوزارة الاوقاف دورا تربويا كبيرا فالمسجد أداة من ادوات التنشئة الاجتماعيه والمسجد وحتى الحسينيات لها دورها المؤثر في خلق توجهات الشباب، لذلك يجب ان يكون دورهم ايجابيا ومدروسا في نشر ثقافه السلام وقبول الاخر ونبذ الطائفية.
بدوره قال استاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت يعقوب الكندري ان من ابرز اسباب انتشار الخطاب الطائفي في المجتمعات المحلية او الاقليمية هو موضوع التدخل في السياسة ودخول الدين في السياسة بشكل كبير جدا، ووصول سياسيين الى مصالحهم وتحقيق مآربهم من خلال بث الفرقة والنعرات الدينية والطائفية.
و اضاف اننا في الاونة الاخيرة نلحظ انتشار الطائفية سواء في المجتمع الكويتي او المجتمعات الاقليمية ان هناك الكثير من الساسة يلعبون على الوتر الطائفي من اجل تحقيق المصالح والغايات السياسية التي توصلهم لهدفهم ومآربهم الشخصية مع الاسف الشديد وهذا امر مخجل جدا ومضر بالمجتمع ولا يحقق له الاستقرار بشكل عام والسياسة مسؤولة بالدرجة الاولى في هذه المسألة.
و لفت الكندري الى انه بالاضافة الى ان وسائل الاعلام تلعب دورا مؤثرا في نشر الخطاب السياسي الطائفي ونقول هذا المصطلح لان الطائفية لا تظهر الا في الاوضاع السياسية فنجد الكثير من القنوات مع الاسف الشديد تحاول ابراز مثل هذه الامور والصراعات وتحاول ان تظهرها على السطح وتكون غير حيادية وموجهة بشكل عام ومن خلالها يظهر هذا النفس البغيض الطائفي.
و أردف ان من الناحية الاخرى ان مؤسسات المجتمع المدني لم تستطع القيام بدورها المناسب ولم تستطع ذلك مع الاسف الشديد لانها لا تملك الامكانيات، فلابد من امتلاك الامكانية المناسبة حتى تستطيع ان تؤدي دورها ومسؤولية جمعيات النفع العام كبيرة ومباشرة في غرس ثقافة التسامح ما بين افراد المجتمع وهذه المؤسسات ليست جميعها لا تستطيع بدورها الفعال والصحيح ما لم يكن هناك دعم لهذه المؤسسات وتعتبر جزء من المسؤولية المجتمعية في هذا الموضوع.
واوضح الكندري ان عدم تطبيق القانون بطريقة حازمة وصارمة وعدم وجود عدالة اجتماعية ومساواة بين الجميع فيجب على الدولة ان تحقق العدالة الاجتماعية على كافة فئات المجتمع والا تجعل الفرد يلجأ الى الطائفة والى الفئة او القبيلة حتى تبرز من خلاله الولاء لهذه الطائفة في مقابل الولاء للكل وعدم تطبيق القانون هي من ابرز الاسباب التي تجعل الخطاب الطائفي ينتشر بشكل كبير.
وتابع ان الاسرة التي من المفترض ان توجه من المؤسسات الحكومية المختصة وايضا المؤسسة الامنية التي يفترض ان تكون واجهه مميزة تطبق القانون بعدالة ويشعر من خلالها المواطن بالارتياح بأن رجل الامن ورجل القانون لا يحابي اي احد انما يطبق القانون بمسطرة العدالة على الجميع وهذه قضية مهمة وكذلك للمدرسة دور في هذا الامر بما تحويه من منهج وانشطة وافكار واراء ومعلم فكل هذه الامور تلعب دورا كبيرا في الحد من النفس الطائفي.
وذكر الكندري ان المؤسسة الدينية لها دور كبير في هذه القضية من خلال نشر الاسلام الوسطي وبث مفهوم التسامح والتعايش مع الاخرين وهذه من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، موضحا ان الحملات التوعوية لوزارة الاوقاف غير كافية وهناك دور اكبر لوزارة الاوقاف يفترض ان تقوم فيه ويجب على وزارة الاوقاف ان تتبنى مشروع الدولة مشروع المواطنة والهوية الوطنية المشتركة وتقوم بالدفاع عنها وان تنشأ البرامج والمشاريع الكفيلة لتنفيذ مثل هذا الهدف العام.
الإعلام الإلكتروني
من جانبه، قال رئيس جمعية المعلمين الكويتية وليد الحساوي ان اسباب انتشار الخطاب الطائفي بين فئات المجتمع كانت له اسباب عديدة، حيث ساهم في انتشاره بكثرة الوسائل التقنية الحديثة للاتصال والتواصل، وسرعة تداول ونقل الخبر كما ساهمت هذه الوسائل بسرعة انتشار الخطاب الطائفي بسرعة كبيرة، مبينا ان هناك اطرافا تقتات على هذه الطائفية ومنهم من يبحث في ركامها على تحقيق مصالح شخصية وهذا الامر خطر على ابنائنا ومجتمعنا.
و اضاف ان دور وزارة الاوقاف كبير جدا حيث انها مؤسسة من مؤسسات الدولة التي يكون لها دور في توعية المواطن ولكن للاسف انه حتى الان دروها سلبي وليس ملموس، مبينا ان الخطب على المنابر بعيدة كل البعد عن احتياج الشارع ويتكلمون عن الاسراف وما اشبه ذلك ومتغافلين عن نمو الطائفية وتعزيز النعرات القبلية، فيجب ان تتبنى وزارة الاوقاف خطب صاحب السمو وتستخلص منها العبر وتعمل من خلالها حيث دعانا صاحب السمو الى البعد عن القبلية والطائفية.
وأكد الحساوي على ان وزارة الاوقاف تحتاج الى رؤية اعلامية واستراتيجية تجعلها تقوم بدورها على اكمل وجه في المجتمع بدلا من تقوقعها في المساجد، مبينا ان وزارة التربية ايضا عليها دور مهم فيجب ان تقدم ما يطلبه صاحب السمو في خطابه وان يكون هدف التربية تعزيز وتعميق المواطنة فيجب ان تتضمن المناهج في كل المواد رسائل وخطابات صاحب السمو وهذا كله يحتاج الى قدوات من معلم يكون انسانا ملتزما بالقانون و هذا يعكس المواطنة للابناء ونبذ الطائفية.
و لفت الى ان اي حل لمشكلة انتشار الطائفية يجب ان يبدأ من الفرد فعلى الشخص ان يحصن نفسه ومن حوله من الاسرة فالنشأة على احترام الغير تولد التعايش الحقيقي وتعزز روح المواطنة.
مراقبون يؤكدون أن الكويت بحاجة الى مجمع علمي يكون تحت اشراف وزارة الاوقاف يقوم بجمع العلماء من الطوائف للمناظرات العلمية، والخروج بصيغة عملية واضحة لمحاربة التطرف الطائفي وتعزيز المواطنة ونبذ الخلافات الفقهية وبحثها في هذه المجامع العلمية، وابعاد غير المختصين من الخوض فيها او التطرق لها، ومعالجة الخطاب السياسي الطائفي وتجريمة ليكون الخطاب الوطني هو السائد بين افراد المجتمع.
تنمية الوازع الديني
الداعية حاي الحاي يرى ان علاج آفة التعصب والطائفية تقوى الله تعالى وان نراقب الله عزوجل ونحب الخير للمسلمين ولاهل الايمان والتواضع للحق من اي انسان جاءك وعدم الاكبار والعناد، مبينا ان وزارة الأوقاف عملت مشكورة على تجفيف منابع الطائفية وفي خطب الجمعة تأمرنا الوزارة بالخطب الهادفة الحاثة على عدم التعصب للمذهب.
العبرة مما حولنا
لفت ناظم المسباح الى انه ليس من مصلحة المجتمع الكويتي التعمق في الخلاف الطائفي، ولنا عبرة وعظة فيما يحدث في الدول المحيطة فمن هذا الانسان العاقل الذي يضحي بالنعم ويسعى لاشعال الطائفية وهدر النعيم؟، مشيرا إلى انه «لا يسعى بذلك الا انسان ظلم نفسه، فالجميع يعرفون أن بين الطوائف خلاف يقع ولا يزال اهل القبلة مختلفين على كثير من الامور، ولكن هذا يجب ان يتوج ويبرز في الادب الشرعي والا نتسرع باتخاذ احكام التكفير او اباحة الدماء فنحن نعيش في زمن تطور في جميع اساليب الخلاف».
وثيقة لنبذ الكراهية
ذكرت سهام القبندي ان «انتشار قيم التسامح والصفح وقبول الآخر مسؤوليتنا جميعا افراد ودوله بكافة مؤسساتها التربوية والاعلامية والتشريعية» مبينة ان هناك تجارب عربية جميلة في نبذ الخطاب الطائفي، مثل مشروع الاردن الذي يسمى رسالة عمان التي اعتمدت على تعزيز قيم التسامح الاسلامي ونبذ الفرقة والطائفية وعدم تكفير الاخرين، وايضا هناك التجربة البحرينية حين اصدرت البحرين وثيقة نبذ الكراهية ولا ننسى المشروع الكويتي لرفض الكراهية.
المعلم والمناهج والإعلام
من الحلول لمشكلة انتشار الخطاب الطائفي في المجتمع دعا يعقوب الكندري الجهات المسؤولة وهي السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية لتطبيق القانون والاهتمام بمؤسسات المجتمع المدني وابراز دور المؤسسة الدينية والقيام بالمراجعة لقضية المعلم والمناهج والانشطة المدرسية بشكل عام والاهتمام بالاسرة والاعلام وسن القوانين المناسبة للاعلام.
ويرى الكندري أن كل هذه الجهات مسؤولة لوضع حلول مناسبة نحتاج ايضا ان يتم تطبيق ما انتهت اليه الدراسات الاجتماعية الخاصة بموضوع المواطنة والفئوية، وهي كثيرة داخل المجتمع وتحتاج الى تنفيذ ومع الاسف نحن أكثر من يشخص الحالة ونحن اخر من يقوم بعملية التنفيذ للاستفادة من الدراسات الاجتماعية في هذا الجانب.