لوسائل التواصل الإجتماعي الكثير من الإيجابيات والسلبيات، بإمكاننا أن نجعلها نعمةً تفيدنا، خصوصاً مع الوعي الذي بات منتشراً بشأن كيفية استغلالها بالشكل الصحيح، أو أن نحيلها نقمة تجرجر لنا الكثير من المشكلات والتعب.
عند استغلال هذه الحسابات والمواقع بالشكل السليم الهادف إلى نشر المعرفة والفائدة، فإن المتلقي لن يكون وحده من يمتلك ناصية الفائدة وأمر استغلال الوقت بما يفيد، بل إن صاحب الحساب أيضاً، بإمكانه أن يستفيد كثيراً من نشر ذلك العلم والفن وتلك المعرفة لغيره، من خلال مراجعته لما يمتلك من معلومات، وبحثه وقراءته في الجديد منها، وبشأن ما يهمه ويصادفه من المستجد من الأمور.
في هذه المواقع انتشرت حسابات كثيرة واشتهرت باعتبارها حسابات تختص بالترفيه أو التسوق أو نشر المعلومات الأسرية والتربوية والطبية والصحية وما يختص بالأناقة والجمال أو تلك التي تحمل طابعاً أدبياً أو شعرياً أو فنياً؛ إذ ارتأى بعض الأطباء في مختلف الدول، على سبيل المثال، تحويل حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى حسابات توعية ينشرون من خلالها علمهم في المجال الطبي، فباتوا مرجعاً مهماً لكثير من الأشخاص المهتمين بهذا المجال. وقد حذا أطباؤنا في البحرين حذوهم أيضاً، فنراهم يخصصون حساباتهم لنشر التوعية والتحذير من بعض الأخطاء الصحية أو الأدوية أو طرق الوقاية من بعض الأمراض وأهم أساليب معالجتها. كما اهتم بعض التربويين بنشر الثقافة التربوية على أسس علمية، وباستخدام مراجع ومصادر مهمة في هذا المجال، في حين سعى بعض المدربين إلى نشر ثقافة تطوير الذات وتنمية الوعي عن طريق صور ومقتطفات لكتب أو عن طريق مقالات ينشرونها لهذه المواقع من غير أن ينتظروا شكراً أو مردوداً مادياً.
ما يأسرني من هذه الحسابات هي تلك الحسابات التي تعنى بعروض الكتب، فهي بالنسبة لي من أهم فوائد مواقع التواصل الاجتماعي لمن يهتم بالقراءة؛ إذ تخصصت بعض الحسابات في هذا المجال وبرعت فيه، وصارت مرجعاً لقرّاء يرجعون إليها قبل شراء أي كتاب ليأخذوا فكرةً عن نوعية الكتاب ومحتواه، وأهم ما يميّزه من وجهات نظر مختلفة، خصوصاً حين يكون عارفاً بذوق أصحابها من خلال خبرته المتكرّرة معهم. هذه الحسابات يشرع أصحابها في نشر ملخص وتقييم لكل كتاب يقرأونه، مما يتيح للقرّاء فرصة مناقشة الكتاب أحياناً في التعليقات على هذا الموضوع أو ذاك، ومن ثم يمكن لمن يبحث عن كتاب معين في مجال ما أن يقرأ ما كتب عنه، وإذا أخذنا بالاعتبار أن ذوق كل شخص يختلف عن الآخر في الجانب الأدبي والشعري خصوصاً، فإن بعض الحسابات التي تنشر مقتطفات متواصلة من الكتب ستكون مفيدة؛ إذ يستطيع القارئ أن يتعرّف على الكتاب وجوّه وأسلوبه قبل شرائه من غير أن يتدخل أحد بفرض رأيه عليه، ومثل هذه الحسابات اليوم أصبحت مراجع يمكن الرجوع إليها قبل زيارة معارض الكتب، أو قبل الذهاب إلى المكتبة لشراء مجموعة جديدة من الكتب.
اليوم بات الوعي أكبر بأهمية استغلال الوقت بما هو مفيد، وبات النضج أكثر في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن انتهت مرحلة الصدمة والدهشة التي خلفها ظهور هذه المواقع، فصار العقل هو المتحكم في كيفية استخدامها.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4956 - الجمعة 01 أبريل 2016م الموافق 23 جمادى الآخرة 1437هـ
شكرًا استاذة ع الموضوع والله يعطيك العافية لو بعد كان ف بعضاس اسما ء الحسابات كن أفضل
شكرًا استاذة ع الموضوع لو كان بعد ف بعض اسماء للحساب كان أفضل مثال وايس اعلان