في العام 2010 أنشأ الشاب أحمد صالح القفاص، صفحة عبر موقع «الفيسبوك» تختص بمتابعة وتحليل وإدراج التغطيات المصورة للظواهر الجوية في البحرين، وقد أسماها حينها «أحوال طقس البحرين»، ولم يكن القفاص يعلم أنه يؤسس حينها لأكبر شبكة بحرينية لهواة متابعة الطقس، وأنها ستحظى بهذه القاعدة الجماهيرية الكبيرة إلى درجة أن تصبح محط أنظار ومتابعة المهتمين بمعرفة أحوال الطقس في البحرين.

ولوالد هذا الشاب العاطل عن العمل الذي كرس وقته لخدمة الناس في هذا المجال، فضل كبير في تأسيس هذه الشبكة فهو الذي زرع في داخل ابنه أحمد شغف متابعة الأحوال الجوية إذ كان يصطحبه معه باستمرار ليعلمه الطرق التقليدية في قراءة الطقس. ومن هنا بدأ أحمد في توسعة شغفه وحبه لهذا المجال عبر الدخول في شبكة الانترنت والتعلم من المواقع المختصة حتى تمكن من معرفة قراءة الخرائط الجوية وكيفية كتابة التقارير.

«الوسط» التقت القفاص، مدير ومؤسس الشبكة، ونائبه بدر علي اسكينار؛ لتقف على قصة هذه الشبكة التي أصبحت من أهم المراجع للبحرينيين في معرفة أحوال الطقس. إذ بدأ المشوار عن طريق صفحة في «الفيسبوك»، كما يقول الغواص، مضيفاً «كانت أولى الخطوات العملية، من خلال هذه الصفحة ولمدة عام كامل أحلل الخرائط وأكتب التقارير ومعي زميلي سيد حسين الذي يقوم بالتصوير لتعزيز ما أكتبه. وبعد سنة قررنا إنشاء منتدى خاص لنجمع فيه هواة متابعة الأحوال الجوية، فكان اسمه مثل اسم صفحة الفيسبوك (منتدى أحوال طقس البحرين)، وهذا المنتدى لايزال موجوداً».

المنتدى جمع محبي وخبراء متابعة الأحوال الجوية من البحرينيين، وكانوا يشاركون بأسماء مستعارة. وهنا بدأت ملامح المجموعة في التشكل، ولأن شعبية المنتديات تراجعت في مقابل التوجه إلى وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى كـ «الواتساب و»الانستغرام» و»تويتر»، قررت المجموعة إنشاء حسابات في هذه المواقع فتقرر أولاً انشاء مجموعة في «الواتساب» لهم وبأسمائهم الحقيقية. ومن خلال هذه المجموعة كما يفيد القفاص «حصلنا على عدد كبير من الأعضاء والمساعدين في الرصد والتوثيق الإعلامي والتحليل، فقررنا توزيع المهام على هؤلاء الأعضاء بحسب الكفاءات لتغطية أكبر مساحة لرصد الأحوال الجوية على مستوى جميع مناطق البحرين، ففي الرفاع لدينا طارق البنخليل، ومحمد البلوشي في سار، وأحمد الغواص في المحرق وسيد محمد في سترة... وغيرهم، فكان لهؤلاء الفضل في تطور أداء الشبكة وسرعة الحصول على المعلومات ونشرها للمتابعين».

الشبكة ومع مطلع العام 2013 أصبحت تملك صفحات في جميع مواقع التواصل الاجتماعي ويتابعهم الآلاف من البحرينيين وغير البحرينيين، يقول الغواص بهذا الخصوص «وصل عدد المتابعين في تويتر خمسة آلاف وفي الفيسبوك ستة آلاف وفي التيلغرام أربعة آلاف وأكثر من ثلاثة آلاف مشترك معنا في خدمة الخبر السريع عبر الواتساب. وأما الجمهور الأكبر فهو في الانستغرام، اذ وصل عدد المتابعين إلى 107 آلاف. وأقوم شخصيًّا بمتابعة الحسابات والرد على المداخلات والاستفسارات».

منذ بداية التأسيس عكف القفاص وزملاؤه على متابعة طقس البحرين تحديداً ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل ثانوي بسبب قرب هذه الدول من بعضها وتأثرهم بطقس مقارب، هذا بالاضافة إلى الظواهر المهمة والبارزة على مستوى العالم. وهنا كان لابد من الانفتاح على أعضاء من خارج البحرين، كما يقول الغواص، ويضيف «أصبح معنا ثمانية أعضاء من السعودية واثنان من قطر وأربعة من عمان أما البحرينيون فمجموعهم 18 عضواً. هذا بالاضافة إلى بعض المتابعين الذي يرسلون لنا الصور لننشرها برفقة تقاريرنا وقراءاتنا. وجميع هؤلاء يقدمون خدماتهم دون مقابل وحتى أجهزة القياس البسيطة التي نملكها هي من تمويل ذاتي وليست دعما من أحد. فنحن نعمل بدافع الحب لما نقوم به وسعادتنا تكمن في رؤية المتابعين يستفيدون مما نقدمه لهم».

أما عن كيف استطاع هؤلاء الشباب فهم الخرائط الجوية وقراءتها وكتابة التقارير، فيجيب اسكينار «يتطلب ذلك سنوات عديدة من المتابعة المكثفة لكسب الخبرة التي تؤهلك لفهم وقراءة الخرائط الجوية وكتابة التقارير المستندة إليها. لذلك عكفنا لسنوات على البحث في المواقع المختصة والمتابعة المستمرة بالاضافة إلى المعاينة الميدانية. ولمراعاة الدقة فنحن نعتمد على المودل الأميركي والأوروبي وهما الأكثر دقة».

بعد ذياع صيت المجموعة، وفي اليوم العالمي للأرصاد الجوية تلقى الغواص ونائبه اسكينار دعوة من قبل إدارة الأرصاد الجوية بوزارة المواصلات والاتصالات لزيارة مقرهم والتعرف على الطاقم الإداري. يقول اسكينار عن هذه الزيارة «حصلنا من خلال زيارتنا على أفكار عامة عن طرق الرصد فاستفدنا من خبرات العاملين هناك وبحثنا سبل التعاون بيننا وبينهم وفي لقائنا مع المدير عادل دهام ذكر لنا انه يتابع ما نقوم به واشاد بنا وهذا تشجيع منه وكانت دفعة لنا للأمام».

ولا يخلو أي مشروع مشابه من طموح كما يقول اسكينار، ويبين «طموحنا كبير، ونفكر في التطوير والتقدم خطوات أكثر للأمام عبر انشاء جمعية مختصة بشئون الطقس والرصد بالاضافة إلى تطوير أداء المجموعة من خلال تزويد الأعضاء بأجهزة رصد وقياس متطورة وذلك لن يكون دون وجود العامل المادي الذي نفتقر إليه فكل ما نملكه هو من تمويل ذاتي».