أكد وزير خارجية اليمن السابق رياض ياسين أن "عاصفة الحزم" وقفت في طريق المشروع الإمبريالي لإيران، الذي يسعى إلى بسط النفوذ الفارسي في منطقة الخليج العربي.
وأشار إلى أنه بعد فشل المخطط الإيراني في البحرين، لجأت لدعم جماعات الحوثيين في اليمن لتحقيق أهدافها الخفية، على اعتبار أن اليمن يشغل موقعا استراتيجيا في منطقة الخليج العربي.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمها مركز عيسى الثقافي مساء أمس الخميس (31 مارس/ آذار 2016) بعنوان: "اليمن: صعوبات... تحديات... تدخلات"، حيث وجه رياض تحية عرفان وتقدير لشهداء البحرين في دول التحالف ولشعب وملك مملكة البحرين.
وقال: "إن شعب البحرين حرص على أن يكون في الصفوف الأولى للدفاع عن الشرعية في اليمن".
ودعا قبل بداية الندوة إلى وقفة حداد لمدة دقيقة على أرواح شهداء الواجب المقدس في التحالف لدعم الشرعية.
وأشاد ياسين بموقف قيادة البحرين، ومواقف كل من سمو الشيخ ناصر بن حمد وأخيه سمو الشيخ خالد بن حمد... وقال إن مشاركة سموهما في الحرب لهي محل تقدير كبير من اليمنيين، معرباً عن جزيل امتنانه لسموهما، وقال سمعت منهما الكثير من قصص البطولة والشجاعة في اليمن عن الجنود البحرينيين.
وتناول رياض ياسين محاور عدة حول الصعوبات والعراقيل على مختلف الأصعدة الأمنية والتنموية والمعيشية، والتحديات التي تواجه الداخل اليمني والخارج الإقليمي والدولي، مشدداً على أن ما يجري على أرض اليمن هو نتاج تحالف ثلاثي بين ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدلله صالح بالإضافة إلى التدخلات الإيرانية السافرة في الشئون اليمنية التي جاءت عن طريق تدريب المقاتلين الحوثيين ودعمهم بالمال والسلاح.
كما بين أن الدعم الأخوي المستمر من السعودية والإمارات والبحرين والكويت وبقية دول التحالف العربي، ساهم في إنجاح الكثير من مبادرات حل الأزمة وخصوصا ما تحقق من عاصفة "الحزم والأمل" في سبيل إيجاد الحل السلمي المستدام، وبناء اليمن ومؤسساته على أساس مدني ومؤسسي يتجنب الإخفاقات الكارثية والاختراقات المبنية على استخدام القوة والعنف والسلاح والنفوذ والطموحات، مستعرضا نقاطاً مهمة حول المكانة الفريدة والمتميزة لمدينة عدن وأهميتها الإستراتيجية باعتبارها مفتاحا لبداية الحل.
وشدد ياسين على أن أي حزب في اليمن يريد إثارة النعرات في اليمن سيتم التصدي له، وقال إن هناك ثلاثية تتكون من الحوثيين ومليشيات عبدالله صالح وإيران الذين اشتركوا في انقلاب على مؤسسات الدولة وتدمير المدن اليمنية، وضمن أهداف تحقيق طموح إيران بالسيطرة على اليمن وباب المندب وإكمال كماشة العراق وسورية ولبنان بهدف تهديد أمن المنطقة، مؤكدا أن البحرين لديها قائمة طويلة من التدخلات الإيرانية على مر العصور.
ولفت وزير الخارجية اليمني السابق إلى أن انطلاق عاصفة الحزم قد جاء في الوقت المناسب وفي ظروف استثنائية مع ما يحدث في العراق وسورية وليبيا حيث كانت اليمن مرشحة لتكون مسرحاً آخر للفوضى.
يذكر أن ياسين شارك في الندوة المغلقة بعنوان تحالف عاصفة الفكر 2: التحالف الإسلامي ضد الإرهاب: آفاق ومستقبل، المقامة بمركز عيسى الثقافي الإثنين الماضي، والتي شارك فيها نخبة من المفكرين والإعلاميين ومراكز دراسات وبحوث من دول خليجية وعربية.
ويسعى مركز عيسى الثقافي من خلال هذه المحاضرة نحو توسيع مدركات المجتمع وثقافته حول واقع العلاقات الدولية التي تعيشها المنطقة العربية مع إيران وحلفائها، والتحديات التي تواجهها هذه العلاقات في ظل الأزمة السياسية في اليمن، وضرورة خلق وعي عام لدى المجتمع لأسس العلاقات الدولية الاستراتيجية وفهم أهمية توازن القوى السياسية، وذلك بالانطلاق من اطروحات المختصين.
