يَشعر المتابعُ لحركة معرض البحرين الدولي للكتاب في نسخته الـ17 أن الساحة الثقافية في مملكة البحرين تعيش عصرها الذهبي. فحتى بداية يومه التاسع، استقبل المعرضُ عشرات الآلاف من الزوّار ما بين شباب، وأطفال وطلّاب مدارس، كلهم يسعى إلى نيل كتابه المفضل.

وبالحديث عن الكتاب، فقد احتلّت «الرواية» صدارة مبيعات دور النشر في هذه النسخة من المعرض. ويفسّر القائمون على دور النشر ذلك بصعود نجم الروائيّين العرب الشباب، ولاسيما الخليجيين منهم، حيث وجد الزوّار ضالّتهم في تلك الروايات التي تنقل قُرّاءَها إلى عوالم افتراضية يرسمُ تفاصيلها المؤلّف بِحرفية عالية.

وليس هذا فحسب، بل استطاع الوصف الدقيق للأحداث والشخوص أن يحرّك حواسّ القارئ بحيث تصله رائحة البنِّ في فنجان قهوة بطل رواية ما، ويستشعر الخوف عندما يتعرّض أحد الشخصيات لخطر محدق. واستقطبت الرواية زوّار المعرض الشباب من الجنسين، عزّز ذلك وجود عدد من مؤلفي تلك الروايات في الأجنحة العارضة لتوقيع نسخ الروايات والتعرف على الجمهور بشكل مباشر.

وأذهلَ موقعُ خيمة المعرض كلَّ الناظرين، فالطريقُ نحوها هو بحدّ ذاته تجربة فريدة، حين تنكسر أشعة الشمس على صرحِ المسرح الوطني بلونه الذهبي الخلّاب وكأن واجهتَه الزجاجية البرّاقة تحكي للعابرين حكاية ألف ليلة وليلة مع إطلالة رائعة لمبنى متحف البحرين الوطني. وبين هذا وذاك، جسر خشبيّ يمر فوق بحيرة المسرح، ويضمن وصول محبي الكتاب إلى وجهتهم.

ومن المتوقّع أن يشهد معرض البحرين الدولي الـ17 للكتاب في أيامه الثلاثة الأخيرة إقبالاً كبيراً، حيث تمثّل عطلة نهاية الأسبوع فرصةً مناسبة لزيارة المعرض الذي يقدّم مجموعةً ضخمة من الكتب على اختلافها، كما تقيم هيئة البحرين للثقافة والآثار العديد من العروض والفعاليات الثقافية والفنية المقامة على هامش المعرض بالمشاركة مع المملكة الأردنية الهاشمية كضيف شرف المعرض في هذه النسخة.