بدأت حكومة الوفاق الوطني الليبية أمس الخميس (31 مارس/ آذار 2016) محاولة تثبيت سلطتها من مقرها في قاعدة طرابلس البحرية، متجنبة الاصطدام مع السلطات التي تسيطر على العاصمة والرافضة لاستقرار الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي في المدينة.
واجتمع أعضاء المجلس الرئاسي الليبي السبعة (من أصل تسعة) وهم أيضاً أعضاء في حكومة الوفاق، على رأسهم رئيس المجلس والحكومة، فايز السراج، بشخصيات سياسية في القاعدة في شمال طرابلس، من دون أن يغادروها.
وسادت المدينة أمس حالة من الهدوء والترقب بعد التوتر الذي أثاره وصول السراج وأعضاء من حكومته، وتخلله إطلاق نار لم تحدد ظروفه وتهديدات توجه بها مسئولون في حكومة وبرلمان طرابلس غير المعترف بهما، إلى السراج داعين إياه إلى مغادرة طرابلس.
من جانبه، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على رئيس برلمان طبرق (شرق) عقيلة صالح، علماً بأن البرلمان المذكور لم يصوت على منح الثقة لحكومة الوفاق برئاسة السراج، وعلى رئيس برلمان طرابلس غير المعترف به نوري ابو سهمين ورئيس حكومة طرابلس خليفة الغويل اللذين طالبا السراج بمغادرة العاصمة بعيد وصوله إليها الاربعاء.
وتقضي العقوبات بحظر السفر إلى الاتحاد الأوروبي وتجميد أصول داخل الاتحاد الأوروبي.
وعقدت حكومة السراج امس اجتماعات مع شخصيات سياسية ليبية وعمداء بلديات. كما أنه من المقرر أن تجتمع مع مدراء مصارف لبحث أزمة السيولة التي تعاني منها طرابلس، ومع محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير.
وقال نائب رئيس الوزراء في حكومة السراج وعضو المجلس الرئاسي، موسى الكوني، لوكالة «فرانس برس» في القاعدة البحرية «بدأنا العمل فعلياً اليوم»، مضيفاً «لا خوف».
وتابع «نعقد لقاءاتنا هنا، لكن مقرنا هو طرابلس بشكل عام. المهم ليس أن نخرج وأن نحاول العمل من الخارج الآن، المهم أن نعمل فقط».
وعن موقف حكومة طرابلس غير المعترف بها والتي لا تزال تحظى بدعم مجموعات مسلحة رئيسية، قال الكوني «لا بد من تسليم الوزارات، ونحن سنعقد قريباً اجتماعاً بين وزرائنا والوزراء هنا المستعدين لتسليم وزاراتهم».
في المقابل، قال عضو المؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس غير المعترف به دولياً)، محمود عبد العزيز، إن «المؤتمر أجمع على أن هؤلاء الناس دخلوا بطريقة غير شرعية».
وأضاف أن «دخولهم هذا زاد الوضع احتقاناً، وستسفك الدماء، وسيتورط البلد في مشاكل أكبر».
وكان السراج الذي لقي وصوله إلى طرابلس ترحيباً من واشنطن والأمم المتحدة ودول غربية أخرى، أمضى ليلته في القاعدة البحرية في طرابلس حيث استقبله كبار ضباطها أمس الأول، وووقفت آليات للشرطة ومجموعة من القوات الخاصة عند مداخل القاعدة لحمايتها.
وفتحت المحلات التجارية في شوارع طرابلس، وانتشر عناصر من شرطة المرور في أنحاء متفرقة من المدينة ينظمون حركة السير التي بدت خفيفة مقارنة بأيام أخرى.
وازدحمت بعض مقاهي شارع قرقارش الراقي في شمال غرب طرابلس بالزبائن، وفتحت معظم المدارس أبوابها بينما فضلت أخرى أن تبقى مغلقة أمام الطلاب.
واصطف عشرات الليبيين أمام مصارف في العاصمة، واستونفت حركة الملاحة الجوية في مطار معيتيقة في طرابلس بعد إلغاء رحلات الليلة قبل الماضية.
العدد 4955 - الخميس 31 مارس 2016م الموافق 22 جمادى الآخرة 1437هـ