أعلن الرئيس السوري، استعداده لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في حال توفرت «الرغبة الشعبية»، وذلك للمرة الأولى منذ بدء النزاع قبل خمس سنوات، وفي وقت يشكل مصير بشار الأسد نقطة الخلاف الجوهرية في مفاوضات جنيف مع المعارضة المصرة على رحيله في أقرب وقت.
وفي مقابلة مع وكالة «ريا نوفوستي» الروسية نقلتها وكالة الأنباء السورية «سانا»، قال الأسد «هل هناك رغبة شعبية بانتخابات رئاسية مبكرة، إذا كان هناك مثل هذه الرغبة أنا لا توجد لديّ مشكلة. هذا طبيعي عندما يكون استجابة لرغبة شعبية وليس استجابة لبعض القوى المعارضة».
وأضاف «بالمبدأ أنا لا توجد لديّ مشكلة، لأن الرئيس لا يستطيع أن يعمل دون دعم شعبي، وإذا كان لدى هذا الرئيس دعم شعبي فيجب أن يكون مستعداً دائماً لمثل هذه الخطوة».
وهي المرة الأولى التي يعرب فيها الأسد عن استعداده لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وتمت آخر انتخابات رئاسية في يونيو/ حزيران 2014 عندما أعيد انتخابه لدورة رئاسية جديدة من سبع سنوات بحصوله على 88,7 في المئة من الأصوات.
وتصر الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية والتي تتولى التفاوض في جنيف على أولوية تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، بما فيها صلاحيات الرئيس، مطالبة برحيل الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية. أما دمشق فتعتبر أن مستقبل الأسد يتحدد فقط عبر صناديق الاقتراع، وتقترح تشكيل «حكومة موسعة» من النظام والمعارضة لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات.
من جانب آخر، قالت الأمم المتحدة أمس (الخميس) إنه تم تأخير العديد من قافلات المساعدات خلال الأيام السبعة الماضية، نتيجة «عقبات إدارية» يضعها النظام.
وقال رئيس مجموعة العمل الإنسانية حول سورية، يان إيغلاند «كان أسبوعاً سيئاً لنا في سورية، وهذا محبط».
ميدانياً، قتل 23 شخصاً على الأقل، بينهم 13 مدنياً، أمس في قصف جوي نفذته قوات النظام على مدينة دير العصافير في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما أفاد المرصد السوري الأربعاء عن مقتل قيادي ثالث تابع لـ «داعش» هو ابو الهيجاء التونسي في غارة لطائرة من دون طيار قرب مدينة الرقة، معقل التنظيم في سورية، أثناء توجهه إلى محافظة حلب (شمال) ليشرف على المعارك ضد قوات سورية الديمقراطية (تحالف كردي عربي) بأمر من زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
وفي تطور آخر، نفى الكرملين أمس صحة تقرير نشرته صحيفة «الحياة» عن تفاهم أميركي روسي بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وكانت الصحيفة قد نشرت في عددها الصادر أمس خبراً منسوباً لدبلوماسي في مجلس الأمن جاء به أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري «أبلغ دولاً عربية معنية بأن الولايات المتحدة وروسيا توصلتا إلى تفاهم على مستقبل العملية السياسية في سورية من ضمنه رحيل الرئيس السوري بشار الأسد إلى دولة أخرى».
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحافي عبر الهاتف «الحياة نشرت معلومات لا تمت للواقع بصلة». وأضاف «تتميز روسيا وتختلف عن غيرها من الدول لأنها لا تناقش مسألة تقرير مصير دول ثالثة سواء عبر القنوات الدبلوماسية أو غيرها».
العدد 4955 - الخميس 31 مارس 2016م الموافق 22 جمادى الآخرة 1437هـ