أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري على أن علاقات مصر بالمملكة تمتلك من الخصوصية التي تحول دون دخول أطراف أخرى وتأثيرها عليها، مشدداً في الوقت نفسه على أنه "لا مجال حالياً لإطلاق أي حوار بين مصر وإيران".
وقال شكري لصحيفة "عكاظ" السعودية في عددها الصادر اليوم الخميس (31 مارس/ آذار 2016) إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر لم تتأخر، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق بين الطرفين لإتمامها عبر ترتيبات تليق بها.
أوضح أن زيارة العاهل السعودي تعد تاريخية بكل المعايير، لكونها الأولى منذ تولي الملك سلمان الحكم والكل ينتظرها على المستوى الشعبي، لكونها تمثل رمزاً للعلاقة الخاصة التي تربط البلدين، موضحاً أن الزيارة ستشهد استعراضاً لكل القضايا التي تهم البلدين وكل ما يتعلق بتحقيق الاستقرار ومواجهة التحديات القائمة.
وأضاف إنه "لا توجد أية خلافات بشأن القوة المشتركة، وما طرحته السعودية من أفكار يسهم في تعزيز مهمتها"، معتبراَ مناورات رعد الشمال شأنا عربيا أكدت "قدرتنا على ردع أي تهديد لأمتنا أو المساس بسيادتنا".
وبشأن وجود وساطة لإغلاق ملفي الخلافات المصرية مع تركيا وقطر أكد شكري أن "مصر كثيراً ما تحدثت عن أنها لا ترى مصلحة في إذكاء الصراع الطائفي أو المذهبي وهذه المقولة خارج نطاق تعاملنا تماماً ونحن نعمل على تعزيز الأمن القومي العربي واستعدادنا للتصدي لأي تدخلات تستهدف المساس بهذا الأمن والانتقاص من سيادة أي دولة عربية".
وأضاف: "وسنستمر في ذلك وهو أمر أكدته المناورات المشتركة رعد الشمال التي استضافتها المملكة في أراضيها وشاركنا فيها بقوة وكثافة، وشهدت مشاركة كبيرة من دول المملكة والإمارات والكويت ودول أخرى".
وتابع "ونعلم أن هناك تحديات وتجاذبات بالمنطقة وتدخلات من بعض الأطراف الإقليمية سمتها سياسي بالدرجة الأولى تهدف إلى تطويع الإرادة العربية لخدمة مصالحها، وما يهمنا منعها من تحقيق أهدافها وحماية المصالح العربية".
وعن رؤيته للازمة اليمنية وتورط إيران في دعم الحوثيين أكد الوزير شكري أن مصر لن تقبل بأي نفاذ أو اختراقات لأمن وسيادة الدول العربية ومحاولات التأثير الأجنبي في أي منها والشعوب العربية هي التي ترسم وتحدد وتقرر مستقبلها".
وأضاف: "ونرفض تماماً أية محاولات أو تدخلات من قوى معينة تهدف إلى دعم فريق ضد فريق أو توجه سياسي ضد آخر، وهذه أمور داخلية ينبغي أن يتم حلها وتسويتها من خلال شعب هذه الدولة ومؤسساتها وحدها وأطيافها السياسية ومن غير المقبول تماما تدخل عنصر خارجي في شأن عربي".
وعن العلاقات بين مصر وإيران قال الوزير شكري: "لم تتهيأ الظروف بعد لوجود حوار إيجابي يؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية، وهذا لا يمنع مستقبلاً من إجراء مثل هذا الحوار إذا ما تم رصد تحقق عدة عناصر تتمثل في وجود تغيير في المنهج والسياسة الإيرانية إزاء المنطقة والسعي إلى بناء علاقات على أسس من التعاون والاحترام المتبادل والتكافؤ في المصالح واحترام استقلال وسيادة الدول العربية على أراضيها وعدم التدخل بها والكف عن السعي لفرض النفوذ".
وأضاف "ولا شك في أن توافر هذه العناصر يوفر مناخاً جيداً ومناسباً للانفتاح بيننا وبينها. وكما تعلم حتى وقت قريب كان للسعودية ودول الخليج علاقات دبلوماسية وحوار قائم وقنوات اتصال معها لم تكن متوفرة لدى مصر التي قطعت علاقتها بها منذ زمن بعيد ولم تتطور الأمور بشكل كافٍ يدفع مصر نحو عقد حوار معمق مع إيران بشأن العلاقات وقضايا المنطقة".
وأكد أنه "لا مجال حالياً لإطلاق أي حوار بين مصر وإيران أو تطوير بالعلاقات لأنه يرتبط بما نرصده من تطورات بمواقفها والتغير بسياساتها وأي تحرك في هذا الاتجاه سيتم بالتنسيق مع أشقائنا بالخليج في إطار ما يحقق مصالحنا ككل ويحافظ عليها".