العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ

“اعتدى رجل على ابنة زوجته، وحكم بالسجن.. سنة واحدة مع وقف التنفيذ”.

مستمرة وإن كانت محدودة

في هذا الاستطلاع، سنقف على آراء متنوعة من الجمهور لا سيما في شأن استقاء المعلومات أو العلم بالوقائع، ونبدأ أولًا مع المحامي أسامة محمد علي الذي يشير إلى أن هناك العديد من القضايا التي تنظر فيها المحكمة الجنائية بين فترة وأخرى، في دلالة على أنها مستمرة وإن كانت محدودة.

وفي شأن التوجه لتشديد العقوبات على الجناة، يوضح المحامي أسامة أن قانون العقوبات الصادر بالمرسوم بقانون رقم 15 لسنة 1976 في مادته الأولى تنص على أنه (يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تتجاوز 7 سنوات كل ذكر أو أنثى واقع أحد محارمه وكان يعلم أو لديه ما يحمله على الاعتقاد بأنه أحد محارمه"، وسواء كان المجني عليه من أصول أو فروع الجاني فلابد من إنزال العقوبة المشددة حال إثبات الجريمة عليه.

اعتدى على بنت زوجته!

وهناك حالات عديدة تحتويها المراكز الاجتماعية بالإيواء، ومن المهم القول هنا إنه من المحتمل أن تكون هناك حالات لا تصل إلى مراكز الشرطة أو إلى المراكز الاجتماعية وتبقى طي الكتمان خوفًا من (الفضيحة)، وأتذكر أن مركز الرعاية الاجتماعية تدخل لرعاية طفلة كانت في حضانة والدها بعد أن تبين أن الأب يتحرش بها، وللأسف، هناك قضية أخرى لرجل اعتدى على (بنت زوجته)، وصدر عليه حكم بالسجن 3 سنوات، ثم عاقبته محكمة الاستئناف (بسنة واحدة مع وقف التنفيذ).

وهناك قضية شرعية أخرى، فإحدى الزوجات طلبت الطلاق من زوجها لأنه كان (يسكر) ثم يهجم بالاعتداء عليها وعلى أفراد أسرتها، وتم تطليقها لهذا السبب حمايةً لها ولأفراد أسرتها، لكن من اللازم عدم الاستهانة من جانب المجني عليه وأسرته في الصمود وعدم التنازل أو إخفاء الواقعة حتى يأخذ الجاني عقابه المستحق ويكون عبرة لغيره.

أكاد لا أصدق

هل علمتم بمثل هذه القصص؟ حين نوجه هذا السؤال إلى الناس تتفاوت درجات ردة الفعل، فالمواطنة مها عبدالناصر وزوجها جمال الدري يعبران عن بالغ الاستغراب من وقوع مثل هذه الوقائع في المجتمع البحريني أو الخليجي أو العربي أو في أي مجتمع من المجتمعات الإسلامية، لكن الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية تنشر الكثير من الفظائع لزنى المحارم.

للأسف.. الجراثيم فتاكة

ويصف المواطن جابر العلواني بأن الوحوش، من الأقارب الأقربين حين يهجمون على محارمهم ويفعلون ذلك الفعل الفاحش يجعلوننا كأفراد في المجتمع نقف لصد جراثيم فتاكة تريد النيل من كل القيم، وخصوصًا قيم وأخلاق ومثل الدين الإسلامي العظيم.

ويعتقد العلواني أن كل فرد في المجتمع مسئول، نعم، نقرأ القصص من قضايا المحاكم التي تنشرها الصحف المحلية وهي كثيرة مقارنة بحجم وخصوصية المجتمع، ومن أهم الأسباب من وجهة نظره هو انحلال الرادع الديني والتربية الإسلامية والاجتماعية السوية، ففي البيوت المستقرة التي تنعم بالعطاء الديني ومعرفة الحلال والحرام وتنشئ أفرادها على مخافة الله، لا تجد فيها مثل هذه الممارسات، ولكن البيوت التي هي كقول الشاعر: إذا كان رب البيت للدف ضاربًا*فشيمة أهل البيت كلهم الرقص.. تجد حاشاكم، الأب سكيرًا مليئًا بالفحش والأفكار الشيطانية، فبالتالي، لا يهمه في الحياة إلا إشباع رغباته الشيطانية الحيوانية.

بيئة بعيدة عن الحلال الطيب

ولعل انتشار هذه القصص في العالم العربي والإسلامي أمر محزن بالنسبة للمواطن السيد فاضل العلوي، فهو يتفق في الرأي مع خولة سالم وزينب مرتضى اللتين اجمعتا على رأي متطابق وهو:"كنا نعتقد أن مثل هذه الجرائم تحدث في الغرب المنحل الذي يعيش بلا قيم دينية أو أخلاقية، وإذا بنا نسمع عن بعض القصص ونقرأ بل ونشاهد في بعض الفضائيات برامج يستضيفون فيها ضحايا الحرام على أيدي أب أو خال أو عم أو حتى أخ، ولكن لنتفق على أمر واحد: تلك البيئة التي عاشوا فيها ليست بيئة دين ومعيشة الحلال الطيب".

استفيقوا.. لا تحطموا أنفسكم!

ويذكر السيد العلوي أن على كل أسرة الحفاظ على كيانها.. البيوت المليئة بعطر القرآن الكريم والصلاة والدعاء هي بيوت تشع منها أنوار الحياة الطيبة، أما بيوت الشياطين وأتباع الشياطين فلا نستغرب حين يهجم الأب أو الأخ أو العم أو القريب الخاضع لإبليس الرجيم لمثل هذه الفعال النكراء الفاحشة، ودعوتي لكل أب وأم من هذه الفئة :"استفيقوا.. فنحن في دار الممر إلى دار المقر.. عيشوا حياتكم بطيبات الحلال واضربوا الحرام وحطموه حتى لا تحطموا أنفسكم وأسركم وتحطموا المجتمع".

إعلام إلكتروني من وكالة "إبليس"

وكالة "إبليس" هو الوصف الذي استخدمه المواطن مصطفى معتوق لوصف الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل والتطبيقات التي تشيع الفواحش في المجتمعات كلها، إسلامية وغير إسلامية، ويقول :"من الواضح لنا أن هناك فئة خارجة عن تعاليم الإسلام تحاول في هذه الأيام وبشكل مكثف عبر وسائل الإعلام والإنترنت أن تفهمنا وتقنعنا بأن تلك المحارم أصبحت شيئًا عاديًا وموجودة في مجتمعات المسلمين حتى يعودوننا على سماع مثل تلك الأمور والقصص ونشرها، حتى تتبدل الأحاسيس وإطلاق النكات والضحكات والقهقهات حولها، في الوقت الذي تجد فيه بعض الضعفاء فتحوا بيوتهم لأنواع مختلفة من الرذيلة وانتهاك الأعراض في إقامة حفلات ماجنة".

ويواصل حديثه.. كتبت عن هذا الموضوع في الصحافة لأنه مهم ومسئولية شرعية علي أمام رب العالمين، فهناك موضوع (زنى المحارم)، وهو موضوع خطير منتشر في الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية، فلماذا لا نسلط الأضواء بحرية أكثر على مثل تلك الظواهر الخطيرة التي تهدد أجيالنا وشريعتنا الإسلامية؟! هل تستطيع الأقلام الحرة إثارة الأسئلة النائمة ومحاولة تحريك المياه الراكدة عبر إعلامنا العربي والخليجي؟!

وكخلاصة، تتفق الآراء على أن حماية كل منزل لا تتم إلا من بوابة أهله أولًا، فلابد أن تقوم مؤسسة الزواج على اختيار الأزواج الذين يتمتعون بأخلاق الدين والقيم، والتصدي للظواهر والمغريات التي تنتشر في أيدي كل الناس عبر الإعلام الإلكتروني وتسويق الحرام، ولابد أن تقوم وسائل الإعلام وكذلك مشايخ المنبر وكل الباحثين المهتمين بشئون المجتمع في تكثيف الحديث عن هذا الموضوع حتى لا يكبر ويكبر ويدمر أكثر وأكثر.

العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً