رأى مدير إدارة مشاريع وصيانة الطرق بوزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني، سيدبدر علوي، أن الوضعين الأمني والسياسي يقيّدان تنقل الشعوب العربية بين الدول، مؤكداً أن الظروف السياسية والأمنية بين أية دولتين تخفض مستوى التنقل بينهما.
ودعا علوي، خلال مشاركته في إحدى محاضرات المؤتمر الهندسي العربي الذي اختتمت أعماله أمس الأربعاء (30 مارس/ آذار 2016)، بفندق الدبلومات، صناع القرار في الدول العربية إلى معالجة الملفات المعطلة، بهدف تقوية روابط التنقل من جانب، وتعزيز الاقتصاد العربي.
وقال إن ما يحفز التنقل البري بين البلدان العربية هو التجارة والتواصل الاجتماعي والسياحة، إلى جانب الروابط القومية، مشيراً إلى أنهم قاموا بقياس معدل السرعة على الخطوط الدولية العابرة للحدود، فوجدوا أن شبكات الطرق في الدول العربية مؤهلة من ناحية الجودة والقدرة على الاستفادة منها في تمرير حركة النقل التجاري بين البلدان العربية، إلا أن معدل هذه السرعة يقل بسبب المعوقات السياسية والإدارية التي يتعرض لها سواق الشاحنات الكبيرة، وهو أمر لا يخص منطقة دون أخرى، بين كل الدول المرتبطة فيما بينها.
وأكد أن المعوقات ذاتها تشهدها الدول المترابطة، والتنقل يتأثر بالوضع السياسي والتوترات الأمنية.
وبيّن أن مشغلي الشاحنات التي تتنقل من بلد إلى بلد، يعتبرون من الطبقة المحتاجة، وهي بلدان منتجة للخدمات الصناعية والمنتوجات الزراعية، والأخيرة قد تتأثر سلباً بالرحلات الطويلة، وبالتالي يكون هناك إنتاج زراعي دون توفر السوق التي تستوعب هذا الإنتاج، مما ينعكس سلباً على المزارعين، وبالتالي على دخلهم وأسرهم.
وشدد على إمكانية الوطن العربي، والدول الخليجية بشكل خاص، أن تكون هي مركز التجارة بين الدول العالمية، مشيراً إلى أن هناك اتفاقات ودراسات فيها بنود «رائعة» بحسب وصفه، إلا أنها تظل اتفاقات ذات بنود معطلة غير منفذة على أرض الواقع.
واعتبر أن الإرادة السياسية موجودة، والدول العربية تربطها الكثير من الأمور، من بينها الدين الإسلامي واللغة، والمصير المشترك، وهي أقوى من الوضع الأمني والسياسي الذي يقيّد التنقل بين الدول.
وبسؤال عن معبر رفح وقرارات فتحه وغلقه، ذكر علوي أن هذا المعبر يعد مثالاً واضحاً أن الواقعين الأمني والسياسي يفرضان آلية تشغيل المعبر، وهو ما يؤثر على الفلسطينيين، وعلى قطاع غزة بشكل خاص، نظراً لحاجة القطاع إلى الغذاء والدواء واللباس.
وتحدث عن نموذج جسر الملك فهد، وتزايد مشكلة تكدس الشاحنات، وخصوصاً خلال الأعوام الأخيرة، مبيناً أن هذه المشكلة نتجت عن تزايد الحركة التجارية بين المملكتين، في الوقت الذي لم تستوعب قدرة الجسر هذه الزيادة في عدد الشاحنات.
وعن الفرص المتاحة أمام النقل البري العربي، ذكر أن الموقع الجيوسياسي للوطن العربي والثراء المتنامي في بعض الدول، يمكّنها من الوقوف في مركز التجارة بين مختلف دول العالم، والاستحواذ على حجم كبير من التجارة الدولي، وهو ما يؤدي إلى رفد الاقتصاد لصالح الوطن العربي.
العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ