أسدل الستار على فعاليات مؤتمر الشباب الدولي الثامن (النجاح قبل الثلاثين) والذي شارك فيه 1600 مشارك من البحرين ومن 32 دولة عالمية، حيث قام وزير شئون الشباب والرياضة هشام بن محمد الجودر في حفل الختام بتكريم نخبة من المتحدثين الذين قدموا خلاصة تجربتهم في مختلف المجالات التي أبدعوا فيها إلى الشباب، كما قام بتكريم رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر تقديراً للدور البارز الذي قاموا به في المؤتمر.
وخلال الحفل الختامي للمؤتمر وجه ممثل جامعة الدول العربية أبوبكر منصور الشكر إلى مملكة البحرين وإلى ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وإلى وزارة شئون الشباب والرياضة على تنظيم فعاليات المؤتمر، مؤكداًً أن مملكة البحرين أحسنت في اختيار شعار المؤتمر "النجاح قبل الثلاثين"، وهو ما يعد دليلاً على الوعي والإدراك من القيادة في المملكة بأهمية الشباب.
وأَضاف أن الوعي يتضح أيضاً من اختيار محاور المؤتمر والتي تلمس بشكل مباشر الحياة اليومية للشباب وشريحة ما قبل الثلاثين خصوصاً، لافتاً أن الشباب يمثلون 55 في المئة من مجتمعاتنا العربية، وهم قوة ذات تأثير في مجتمعاتنا ويجب الاهتمام بهم ومنحهم فرص للإبداع بحيث يصبحون ذوي تأثير في مجتمعاتنا وأن نحميهم من أن يقعوا تحت سيطرة عصابات التطرف والغلو الذين يستهدفونهم على وجه التحديد.
وأِشار ممثل جامعة الدول العربية إلى أن هدف المؤتمر بالإضافة إلى تشجيع الشباب عن طريق عرض التجارب الشبابية الناجحة فإنه أتاح الفرصة للتفاعل الثقافي والعلمي والفكري، وفرصة لتوحيد وجهات النظر إزاء القضايا الوطنية والدولية وتوثيق أواصر الوحدة والمحبة بين الشباب وتنمية مهاراتهم وتشجيع روح الإبداع والمبادرة لديهم.
ولفت أن جامعة الدول العربية آمنت ومنذ إنشائها بأن الشباب هو أغلى ما يملكه وطننا العربي، وأن مواجهة التحديات لا تتم من دون بناء إنسان متوازن فكرياً، ولأجل ذلك نحرص على إقامة مثل تلك المؤتمرات وتنفيذها في دولكم.
ووجه الكاتب الفلسطيني الكندي شاكر خزعل كلمة باسم المتحدثين أشاد فيها بنجاح المؤتمر وحسن تنظيمه واعتذر فيها عن الفهم الغربي الخاطئ للشباب العربي، كما دعا الشباب العربي إلى أن يعملوا على عكس صورة الخليج العربي المضياف والمسالم وتوصيل هذه الرسالة إلى كل العالم.
وتضمنت جلسات يوم أمس لقاءً بعنوان "الفن رسالة نحو العطاء" مع السفير فوق العادة للنوايا الحسنة الفنان الإماراتي حسين الجسمي أداره الإعلامي البحريني خالد الشاعر، حيث أشاد الجسمي بمملكة البحرين وقيادتها قائلاً: "نحن في وطن فخورين فيه، ووطن يجب ان نحافظ عليه، ولا يجب أن نسمح لأحد أن يؤثر عليه".
وأكد الجسمي أهمية أن يكون الفنان قدوة حسنة لمتابعيه، لأن الفن رسالة، وتقع على عاتق كل فنان مبدع مسئوليات كبيرة تجاه وطنه وأبناء وطنه، من خلال ما يقدمه من أعمال لكي يسهم في الارتقاء بهم، وذلك من خلال أن يكون حسن الخلق من خلال اختياراته.
وشدد على أن الفن والإبداع كنز، مستذكراً مقولة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرتشل "نحن مستعدون للتنازل عن اي شيء ولكن لا يمكن أن نترك اي عمل من أعمال شكسبير"، كما أن تاريخ الفراعنة وصل لنا عبر المخطوطات والنحت وهو نوع من الفن، والفن يوصل الرسالة.
واعتبر الجسمي أن السلوكيات في الحياة هي مرآة الإنسان ولابد أن يعكس كل شخص أخلاق وطنه من خلال هذه السلوكيات، معبراً عن افتخاره بكل شبر في الوطن العربي، لافتاً إلى أنه يشعر بالفخر للدعم الذي يحظى به من بلده دولة الإمارات، وكذلك عبر عن اعتزازه بانتمائه إلى الخليج العربي والوطن العربي.
وعن أغنية اسود الجزيرة التي غناها بمناسبة عاصفة الحزم قال الجسمي إنها رسالة تلاحم اماراتية وخليجية، معبراً عن سعادته بغناء كلمات من أشعار نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
واشار إلى أنه تعلم الكثير من المغفور له الشيخ زايد آل نهيان، وقال: "تشرفت بالعيش في العصر الذهبي للشيخ زايد، وقد افادني كثيرا في حياتي وكان يصر على حسن الخلق، وأن تحمل ثقافة الوطن في حياتك، وقد أعطى الامارات والخليج العربي والعالم العربي الكثير والكثير.
وشدد حسين الجسمي على أن الفنان لا ينبغي أن يقتصر دوره على مسرح الغناء فقط ولكن يجب أن يقف أيضاً على مسرح الالهام للآخرين من خلال سلوكه وأخلاقياته، ولابد أن تكون قدوة لكل من يسمع اغانيك.
ودعا الى ضرورة الابتسام لأن ذلك يقرب القلوب، والبسمة صدقة، وقد تغني عن امور كثيرة.
وأشار حسين الجسمي إلى أن النجاح هو هبة من رب العالمين، وأن التمهيد الى النجاح يحتاج إلى صبر وحسن الخلق، مشيرا إلى أنه يسعى لاستغلال فنه بصورة راقية للنهوض بأبناء الوطن العربي.
وطالب الجسمي الشباب بضرورة الاهتمام بالصحة والرياضة، لأنه كان مريضاً بالسمنة لفترة طويلة من حياته، وفي إحدى مرات أداء مناسك العمرة لم يتمكن من الطواف بسبب الوزن، وكما يقولون "الإنسان يمكن ان يدفع اللي وراه واللي قدمه عشان الصحة" فحافظوا على صحكتم.
واختتم الجسمي الجلسة قائلاً إن النجاح هو ايجاد وسيلة للتعبير عما بداخلك باسلوب راقٍ، وأنا فخور انني اقف على مسرح الالهام ونتمنى ان نكون قدوة وأن نوصل رسالة محبة إلى الجميع.
وبدورها استعرضت المخترعة أمينة الحواج خلال جلسة "وقفة مع النجاح" قصة نجاحها في اختراع احد الاجهزة الطبية، لافتة الى ان اول شيء يجب القيام به لتحقيق حلم اي شخص في الاختراع او الابداع هو التفكير خارج الصندوق، مشيرة الى انه لكي يكون الشخص متميزاً يجب أن يفكر بشكل مختلف.
واكدت المخترعة امينة الحواج انه في الوقت الذي لا يكون فيه الشخص قيمة مضافة للمجتمع وصاحب انجاز يرفع به اسمه ووطنه، فانه يعتبر شخصاً عبئاً على المجتمع.
ولفتت الى ان هناك خمس خطوات يجب اتباعها من اجل الوصول الى لقب مخترع، اولى تلك الخطوات هي وجود الحاجة، فكما نعرف جميعا ان الحاجة هي ام الاختراع، مشيرة الى ان الامر الثاني هو التفكير في فكرة لإيجاد الحل لتلك الحاجة، ثالثاً التأكد من ان تلك الفكرة الجديدة لم ينفذها احد من قبل، والخطوة الرابعة هي البدء في تصنيع وتنفيذ تلك الفكرة، ثم الخطوة الخامسة والاخيرة هي حماية الفكرة او حماية الاختراع من خلال تسجيله حتى تحصل على براءة الاختراع.
واستضاف مؤتمر الشباب الدولي الثامن ثلاثاً من رائدات الأعمال في طريق النجاح، في الجلسة الثانية التي أدارتها الإعلامية البحرينية ايمان مرهون، من جلسات اليوم الختامي للمؤتمر، حيث استعرضن تجاربهن في الأعمال الخاصة بهن.
بدورها قالت البحرينية وفاء العبيدات بأنها "بدأت مشروعي الأول من بيتي باسم "سكتش بوك" حتى وصلت الى تأسيس وكالة خاصة بي، وعلى رغم البداية الصعبة للعمل فقد تعلمت أن اتجاوز كل المعوقات وايجاد الحلول اللازمة لها، وخاصة الأمور البيروقراطية والإدارية".
وأضافت "لم افكر في الاتجاه الى الوظيفة لأنني وضعت هدفاً واحداً فقط نصب عيني وهو أن أكون رائدة أعمال فقط. واعتقد ان البحرين بيئة مناسبة للعمل ودعم رواد الأعمال".
من جانبها أشارت السعودية عفة الدباغ بقولها "درست التصميم الداخلي في بريطانيا، وحبي للفن والتصميم دفعني للدخول في مجال تصميم الأزياء، وأول تصميم لي كان في سن العاشرة حينما صممت فساتين البنات الصغار في فرح شقيقتي الكبرى، واكتسبت خبرات من كبرى بيوتات الأزياء في العالم، إلى أن وصلت الى علامة تجارية عالمية باسمي".
ولفتت "ما يميز العلامة التجارية الخاصة بي هي أنها نابعة من داخلي، بناء على افتخاري بأني سعودية وخليجية، وما اكتسبته من خبرات حياتية وتعليمية".
ومن جانبها أشارت الكويتية فرح الحميضي بقولها "بدأت عملي من 2004 في التصميم الداخلي، وكمجتمع خليجي نعتمد على الاسرة والاصدقاء لنجد الدعم، حتى وصلت إلى تاسيس شركة مقاولات خاصة بي، وغيرت اتجاهي بعد الأزمة المالية العالمية، واتجهت الي تصميم منتج كويتي وصل الى العالمية، وبدأت في مزاولة تعليم التصميم الداخلي حتى اساعد الناس في تصميم بيوتهم عبر دورات وورش عمل".
وتابعت أنه "على رغم بدايتي التي كانت سهلة نوعا ما، جاءت الازمة الاقتصادية وكانت البداية الحقيقية، حيث بدأت في ايجاد الألية لاستمرار مكتبي الخاص وتعلمت كيفية اختيار الفريق المعاون وكيفية مواجهة الانهيار، وأعتقد ان نجاحي خليط من الحظ والتخطيط".