ضمن استراتيجيته القائمة على تحفيز العمل الإبداعي للأطفال كافة، خصص ملتقى الشارقة للأطفال العرب ضمن دورته الثانية عشر نسبة من مجموع الأطفال المشاركين للأطفال من ذوي الإعاقة، وذلك من حرصه على اشراكهم الفعال مع أقرانهم الأطفال من مختلف أنحاء الوطن العربي، وايماناً من اللجنة المنظمة بأن اعاقة الطفل لن تحيل بينه وبين تحقيق أحلامه وطموحاته.
هيا، عبد الرحمن، وسلطان، أطفال من ذوي الإعاقة، كسروا حاجز الصمت، ليجسدو قصص نجاحهم في ملتقى الشارقة للأطفال العرب في دورته الثانية عشر، وليثبتوا وجودهم رغم ما يعانون من إعاقات، لم تقف أمامهم في رسم مخطط أحلامهم، وفي طريق الانتصار وإثبات الذات، أطفال أردوا أن يرسموا طريقهم في خطى ثابتة وقوية، في طريق الإبداع والابتكار جنباً إلى جنب مع من هم أصحاء من أقرانهم من الأطفال.
ملتقى الشارقة للأطفال العرب، محطة مميزة توقف عندها هؤلاء الأطفال الثلاثة المبدعين الذي احتضنهم الملتقى بين رحابه، وساهم في إدماجهم في المجتمع، وجعل منهم قدوة حقيقية لمن هم في عمرهم من الأطفال، ليأكدوا على أنهم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، بالإضافة إلى توعية الأطفال المشاركين بفئة ذوي الإعاقة، وكيفية دمجهم بينهم بطريقة تجعل منهم أفراد فاعلين ومنتجين في المجتمع.
إن قصص الأطفال المشاركين في الملتقى من ذوي الإعاقة، والذين جاؤا من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، قصص لافتة وناجحة، جعلت منهم أبطال حقيقيون يتحدون الصعاب، ليخوضوا غمار التحدي والمنافسة الجميلة، التي أوجدها الملتقى بينهم وبين كافة الأطفال دون أي استثناءات، ليبرزوا ما يتميزون به من مواهب بين المشاركين من الأطفال.
فالطفلة هيا فيصل، وعمرها 10أعوام، طفلة صماء، ولكن إعاقتها لم تمنعها من أن تمارس موهبتها في الرسم، التي برزت بشكل لافت في الملتقى الذي أسهم في إبراز هذه الموهبة المميزة، والطفل عبد الرحمن فيروز، وعمره 11عاماً، يعاني من إعاقة ذهنية لكنها لم تقف حاجزاً أمام طموحاته في بناء مستقبله، وأن ينمي قدراته الفنية المختلفة، فهو يعشق الرسم والتعبير فقد كان واحد من الأطفال البارزين في الملتقى.
أما سلطان سعيد، طفل عمره 12 عاماً، طفل أصم، لديه موهبة متفردة فهو يحب لعب كرة القدم وكرة السلة، والمشاركة في ملتقى الشارقة للأطفال العرب، بالنسبة لديه هو أولى خطواته نحو النجاح والتميز، وإثبات موهبته وقدراته بين الأطفال المشاركين، دون أن تكون إعاقته حاجز أمام هذا التقدم.
وحول مشاركتهم في الملتقى، قالت ريم بن كرم، رئيس اللجنة العليا المنظمة لملتقى الشارقة للأطفال العرب، مدير مراكز الأطفال في الشارقة:" توعية المجتمع بفئة ذوي الإعاقة، ومتطلبات دمجهم في المجتمع، وإثبات حقهم في الحياة والتعليم والعمل، واحد من المهمات التي يسعى ملتقى الشارقة للأطفال العرب على تحقيقها، حيث جاء اهتمام الملتقى بهذه الفئة، انطلاقاً من حرص قيادتنا الرشيدة على هذه الفئة في المجتمع، وتسخير كافة الإمكانيات لهم، من أجل الانخراط بالمجتمع، وإثبات وجودهم على الأصعدة كافة، وليصبحوا منتجين كغيرهم من الأفراد في المجتمع.
وأضافت بن كرم:" أن الأطفال المشاركين من ذوي الإعاقة، ليسوا عاجزين عن الإبداع والابتكار، وأن يكونوا عناصر مؤثرة ومتأثرة كغيرهم من الأطفال المشاركين ، حيث شكل ملتقى الشارقة للأطفال العرب، لهذه الفئة أرضية خصبة احتضنتهم وأسهمت في اكتشاف مواهبهم وصقلها بطريقة صحيحة، وإثبات بأن لديهم قدرات ومواهب كغيرهم من أقرانهم المشاركين.
كما أكدت ريم بن كرم، يعتبر ملتقى الشارقة للأطفال العرب، منبراً مهماً لهذه الفئة من المجتمع في سبيل إيصال صوتهم، وتصحيح نظرة المجتمع لديهم، وتأكيد بأنهم أطفال يستطيعون أن يعيشوا حياتهم بكامل تفاصيلها ومعطياتها بطريقة إيجابية، كما يمكنهم إبراز إمكانياتهم وقدراتهم وتقديم ما لديهم من فكر للمشاركة في إنجاح هذا الملتقى.
وقالت مدرسة من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية إيمان خليفة راشد،: “أن مشاركة الأطفال من ذوي الإعاقة، في ملتقى الشارقة للأطفال العرب، تعتبر فرصة حقيقية لهم في سبيل دمجهم مع باقي أفراد المجتمع، وتوجيههم بطريقة صحيحة، نحو عالم الإبداع والقيادة، وكيف يكونوا عناصر فعالة في مجتمعهم، بالإضافة إلى تنمية مواهبهم.
كما ساهم ملتقى الشارقة للأطفال العرب، من خلال مشاركة فئة ذوي الإعاقة في الملتقى، في مساعدتهم بالوقوف ضد نظرة المجتمع النمطية التي تكبلهم وتعيق وجودهم وتمنعهم من إطلاق العنان لمواهبهم، والإضاءة على قدراتهم التي قد تكون في كثير من الأحيان قدرات خلاقة ومميزة.