يحدث أحياناً أن يقوم أحدهم بملامستك في أماكن معينة من جسمك فتتدغدغ و تصاب بهسيريا الضحك، و الدغدغة هي عبارة عن ردود فعل لا إرادية تحدث في الجسم في أجزاء معينة نتيجة تأثيرات خارجية، تسبب ردود فعل كنوبات الضحك مثلاً ، وتختلف مناطق الدغدغة في الجسم من شخص لآخر، فالبعض يتدغدغ في باطن القدمين أو الإبطين والبعض في الخاصرة والرقبة ، وهناك من يتدغدغ في أماكن أخرى قد لا تتوقعها.
إذا أخذنا باطن القدم كمثال على اعتباره من أكثر المناطق حساسية للدغدغة فالسبب يعود إلى إحتواءه على متحسسات صغيرة تتحسس الحرارة و كذلك البرودة أو أية تغييرات مفاجئة تصيب القدم، وتعمل على نقل هذه المعلومات مباشرة إلى الدماغ حيث يتم إرسال إشعارات لهذه المتحسسات بالتعاطي مع هذا التأثير الخارجي، وكذلك الحال مع الإبطين لإحتوائهما على هذه المتحسسات بصورة أكبر عن بقية الجسم بالإضافة إلى اللسان والشفتين أيضاً.
وفي هذه الحالة فإن الدماغ يعتبر هذه الملامسات من التأثيرات الخارجية المفاجئة في الجسم وبدوره يتفاعل معها بإظهار ردود الفعل السريعة لحماية الجسم من الإصابة حيث أن الدماغ لا يستطيع أن يميز بين الدغدغة مع وخزة البعوضة على سبيل المثال.
ولكن هل لاحظتم يوماً أنه إذا حاولتم دغدغة أنفسكم فإن هذه العملية لا تنجح إلا نادراً، و السبب هو أن الدماغ يعلم مسبقاً بأنك ستقوم بملامسة هذا العضو في الجسم، وبالتالي فإن الدماغ يعرف أنها ملامسة غير ضارة للجسم، ولا يعتبرها خطيرة، لذلك لا يقوم بأي ردة فعل.
لكن هناك مكان واحد فقط يمكنك أن تدغدغ نفسك فيه، فقط حاول أن تمرر إصبعك داخل فمك ملامساً سقف حلقك و ستتفاجأ بشعور غريب مدغدغ قد يتبعه رغبة في الحكة، و السبب هو أن سقف الحلق من الأماكن التي لا يتوقع دماغك بأنك ستلامسها ما يجعله مفاجأة مدغدغة.
العدد 4953 - الثلثاء 29 مارس 2016م الموافق 20 جمادى الآخرة 1437هـ