ازدادت في السنوات الأخيرة الحالات المصابة بمرض التوحد، بحوالي 30 % تقريباً كل عامين حسب إحصائيات الأمم المتحدة والجهات الصحية في بعض الدول، فبعد إن كان هناك طفل مصاب بالتوحد من بين كل 150 طفل في سنة 2002، أصبح في سنة 2014 طفل من كل 64 طفل يصاب بالتوحد، وهي زيادة مخيفة تثير الكثير من التساؤلات حولها، لذلك كان لـ «الطبي” اللقاء التالي مع استشارى أمراض النساء والتوليد وعلاج تأخر الحمل في الكويت الدكتور عمرو الصياد:

أثناء الحمل

هذا بالنسبة لما قبل الحمل فما هي عوامل الخطر أثناء الحمل؟

من المعروف أن تناول حامض الفوليك أثناء الأشهر الثلاثة الأولى ( ويفضل قبل الحمل بشهرين على الأقل) يقلل من الإصابة بأمراض الجهاز العصبي عموماً ويقلل من فرص حدوث التوحد لذا فإن نقص هذا الفيتامين أو فيتامين د أو مجموعة فيتامينات ب12 قد تزيد من احتمالات حدوث مرض التوحد.

كما إن معظم مضاعفات الحمل ثبت إرتباطها الواضح بزيادة حالات التوحد ومن هذه المضاعفات النزيف الرحمي أثناء الحمل خاصةً بالأشهر الاولى، سكر الحمل، ضغط الحمل، أنيميا الحمل الشديدة، التعرض للإشعاعات الضارة أثناء الحمل وخاصةً بالشهور الأولى، تناول بعض الأدوية التي قد تؤثر على تكوين خلايا الجهاز العصبي للجنين مثل الساليموميد، وأخيراً التدخين والكحوليات وجميع أنواع المخدرات.

• وماذا على الزوجين فعله أثناء الحمل للوقاية من التوحد؟

تدارك العوامل السابق ذكرها، مع إهتمام الأم بالمتابعة الدورية لاكتشاف ماقد يطرأ من مضاعفات أثناء الحمل وسرعة علاجها، متابعة الجنين بالموجات فوق الصوتية بدقة من أول الحمل وحتى موعد الولادة لاستكشاف أي تغيرات غير طبيعية في النمو أو شكل وحجم الرأس وأنسجة المخ. مع ضبط السكر والضغط ومعدل زيادة الوزن. وعلى الأم الحامل تناول أدوية حامض الفوليك وفيتامين د وفيتامين ب12 التي تمنع فاعلية حدوث تشوهات الجهاز العصبي ومرض التوحد.ومرض التوحد.

أثناء الولادة

• وما هي المخاطر التي تحدث نتيجة الولادة؟

أثبتت الدراسات أن نقص الأكسجين أثناء الوضع ينتج عنه تلف خلايا المخ والجهاز العصبي مما يؤدي إلى مرض التوحد أو الشلل الدماغي و حتى الوفاة.

ومن مضاعفات الولادة هو ما قد يصيب خلايا المخ والجهاز العصبي سواءً بنقص الأكسجين أأتمتنأو إحداث إصابات عضوية بالجمجمة والمخ مثل الكسور والنزيف الداخلي كما يحدث أحياناً مع استخدام الشفاط أو الملقاط، كما قد يؤدي التأخر في عمل الإسعافات الأولية للمولود مباشرةً بعد الولادة أو عملها بصورة غير سليمة من أشخاص غير مؤهلين أو لعدم توفر الأدوات والظروف المطلوبة، ينتج عنه تلف خلايا المخ والجهاز العصبي وبالتالي حدوث مرض التوحد أو أي إختلالات أخرى سواءً عضوية أو سلوكية تظهر في مراحل نمو الطفل خلال السنوات القليلة التالية.

• و أخيرا كيف تكمن الوقاية أثناء الوضع؟

من خلال التالي:

المتابعة الدقيقة لحالة الأم والجنين أثناء مراحل الولادة الثلاث، الأولى والثانية والثالثة إذا كانت الولادة طبيعية وعدم الاسراف في إعطاء المسكنات والانتباه لحالة نبض الجنين والتدخل بدون أدنى تأخير في حالة الضرورة وعدم اللجوء للولادة المساعدة مثل استعمال الشفاط والملقاط أو الولادة القيصرية إلا اذا كان هناك داعي طبي قوي لذلك كما يراه الطبيب وهنا يجب أن نطلب من الأم والأهل عدم التأخر بالموافقة على ما يراه الطبيب مناسباً لإنقاذ الأم أو الجنين في الوقت المناسب لمنع كثير من حالات نقص الأكسجين بسبب امتناع الأهل عن الموافقة وقد يندمون على ذلك إذا أُصيب المولود لا قدر الله نتيجة نقص الاكسجين.

تجنب إعطاء إبرة الظهر التي اثبتت بعد الدراسات علاقة الأدوية التي تستخدم فيها بمرض التوحد

ضمان عدم تعسر الولادة وما ينتج عنها من مضاعفات

تجنب الولادة المبكرة وخاصة التي يتم التحريض عليها لدواعي غير طبية كاختيار تاريخ محدد أو مناسبة معينة للولادة أو أسباب خاصة بالطبيب كالسفر مثلاً.

يجب تواجد طبيب أطفال متمرس على دراية بوضع الأسرة ومدى إحتمالية ولادة طفل مصاب بالتوحد وذلك لضمان العناية بالمولود منذ الثانية الأولى في عمره وإجراء الاسعافات المطلوبة بدون أدنى تأخير لارتباط معدل نشاط المولود بحدوث مرض التوحد والذي تزيد احتمالاته بشدة كلما انخفض ذلك المعدل.

وضع برنامج تطعيمات مخصص للحالات التي يخشى أن تصاب بمرض توحد بالتعاون مع طبيب الأطفال أو اختصاصي الطب التطوري.

الإصرار بشدة على الرضاعة الطبيعية

نصح الأهل بمتابعة حالة المولود وتطور نموه الحركي والذهني ويفضل الاستعانة باختصاصي الطب التطوري للإكتشاف المبكر لعوارض المرض وسرعة التعامل معه.