«أب للمرةالأولى»هو شعور مثلج للصدر، تتراقص في ثناياه فرح الأبوة، فرحة بالإبن البكر، الذي عادة ما يحضى بتفضيل من أفراد أسرته على الأقل في أوائل حياته، فهو الذي منح والديه نعمة الأبوة والأمومة لأول مرة.
الوسط الطبي لامست شغاف قلوب الآباء بإستطلاع يرصد شعورهم تجاه الأبوة وأبرز الأمور المرهقة لهم كآباء.
إقرأ عن التربية
وبالبداية كانت مع أحمد سلمان الشخالة (31 عاماً)، الذي أنجب طفلته البكر صفاء حينما كان عمره في التاسعة والعشرين، فهو من المؤيدين للإنجاب في سِن صغيرة لما لهُ من تأثير على طريقة مصاحبة الطفل وتربيته بشكل جيد، فوجهات النظر تكون أكثر تقارباً بين الأب و ابنه في هذه الحالة.
مؤكداً بأنه توقع مسؤولية الآباء كما وجدها، فهي مسألة مرهقة خاصة فيما يتعلق بالتوفيق بين العمل وإعطاء الوقت الكافي للأطفال والأسرة. مضيفاً بأن الأبوة غيرت في شخصيته بشكل إيجابي، حيث أصبح يفكر في أي خطوة قبل اتخاذها مع مراعاة أن تكون الخطوة المقبلة في صالح الاطفال.
ويتمنى أبو صفاء أن يكون لديه 3 أطفال، فهو عدد مناسب من وجهة نظره، بسبب صعوبة السيطرة على عدد أكبر من الأطفال وتربيتهم تربية سليمة خالية من النقص في كل الجوانب. ناصحا الآباء الجدد بالقراءة عن مفهوم التربية قبل قدوم أطفالهم للحياة.
العدد الرُباعي ملائم
وعن مسؤولية الأبوة، يرى عمار عبدالله محمود «أبو محمود» (31 سنة) بأنه من أبرز المشاكل التي تواجه الأب هو عدم خضوع الأطفال للأوامر بسهولة مما يرهق الوالدين، مؤكدا بإن الإنجاب في سن صغيرة يخفف المشاكل نوعا ما بحيث لا يكون هنالك فارق في السن بين الولد ووالده . أما عن عدد الأطفال الذي يتمنى إنجابهم فهو 4 اطفال «بنتين وولدين».
“الـ 25 مناسبة للإنجاب”
أما جعفر حسين آل رضي ( 31 سنة ) فيرى بأن من أجمل اللحظات التي تصادفه في يومه هو مشهد ترقب ابنته البكر حوراء لهُ وهو عائد من العمل، فالأميرة الصغيرة ما إن تسمع صوت قفل الباب حتى تترك ما في يدها لتسارع لإحتضان والدها وتقبيله، مضيفاً «هذه أسعد اللحظات ففيها ينسى الأب هموم العمل والدنيا».
ويرى آل رضي بأن مسؤولية الأبوة ليست بالسهلة كما توقعها في السابق، حيث تكمن الصعوبة في التربية والإهتمام بالطفل وإعطاءه الوقت الكافي لإشباعه عاطفياً، ولكن مع ذلك يبقى شعور الأبوة جميل، يحسس المرء بقيمة والديه و بقيمة المسؤولية، كما يشعره بإن لديه كيان مستقل في المجتمع حسب قوله.
ناصحاً الأزواج الذين ينتظرون مولودهم البكر بالإستعداد النفسي والعاطفي لتلك الهدية العظيمة، مضيفاً «مهما كانت التربية صعبة إلا أن أجرها عظيم عند الله و حلاوتها كبيرة في النفس».
وحين سؤاله عن السن المناسب للإنجاب، أجاب «أعتقد بأن السن المناسب للإنجاب بالنسبة للذكور هو سن 25فما فوق، نظراً للمسؤولية والواجب الذي سيلقى على عاتقهم فيما بعد».
“ ولا تنسى والدته”
من جانبه، يشعر سيد محمد مجيد كفاية (35سنة) تجاه الأبوة بالفرح الخاص والإعتزاز، مؤكدا بأن الأبوة غيرت الكثير من شخصيته فعلى سبيل المثال أصبح أكثر جديا من الناحية المهنية.
مضيفا بأن أكثر الأمور مرهقة على الأب هو موضوع اللعب مع الطفل، فحسب خبرته يرى بأن اللعب يشترط أن يكون مستوى فكر ونشاط الأب في مستوى الطفل وهو أمر مرهق.
كفاية الذي أنجب مولوده البكر « عبدالله» قبل ثلاث سنين، يؤكد إنجاب الأطفال في عمر صغير، فهو يرى بأن الإنجاب في سن متأخر يعيق الأب من تربية الأطفال ومتابعتهم، فالمشاغل ستكون أكثر حينها، أما الشباب الصغير فبإمكانه أن يقدم المتعة والرفاهية لأبناءه كما سيكون نشطا أكثر من الرجل الكبير في أمور التربية.
أما عن عدد الأطفال الذي يتمنى إنجابهم فهو يرى بأن عدد 8 أطفال هو عدد مناسب برأيه، قائلاً « بيشيلون بعض إذا عددهم ثمانية».موجهاً نصيحته للآباء الجدد «عش الفرحة و كُن على قدر المسئولية و اهتم بالطفل و لا تنسى والدته».
العدد 4953 - الثلثاء 29 مارس 2016م الموافق 20 جمادى الآخرة 1437هـ