الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس تحدث للصحافيين أمس (29 مارس/ آذار 2016) عقب اختطاف طائرة مصرية والتوجُّه بها إلى قبرص، ولم يتمالك نفسه عندما أراد ذكر سبب قيام مصري بعملية اختطاف من أجل تسليم رسالة إلى زوجته القبرصية السابقة «إن هناك دائماً أمراً يرتبط بامرأة»، ومن ثم ضحك وأضحك مستمعيه.
اختطاف طائرة بالطريقة التي حدثت أطلق موجة من السخرية السياسية في مصر، وذلك بعد أن سارع تجّار التصريحات السياسية لربط الاختطاف «الرومانسي» بمؤامرة لتركيع مصر، بينما وجّه آخرون التهم المكررة نمطيّاً.
قبل ثلاث سنوات، في أواخر مارس 2013 كان الرئيس القبرصي نفسه قد تسلّم رئاسة بلاده لمدة شهر بعد انتخابه في مطلع ذلك العام (قبرص هي الدولة الأوروبية الوحيدة ذات النظام الرئاسي) وكان عليه أن يتخذ قراراً لحماية موازنة حكومته من الإفلاس، وذلك بعد رفض امرأة أخرى (في هذه الحال الاتحاد الأوروبي الذي يخضع لنهج المرأة الحديدية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل) من إنقاذ اقتصاد بلاده ما لم يتخذ إجراء غير مسبوق، وبصورة مفاجئة.
حينذاك لم يكن لدى الرئيس القبرصي فرصة للضحك وهو يأمر البنوك القبرصية بإغلاق فروعها بعد انتشار الأنباء آنذاك عن نيّة حكومته فرض ضريبة على الودائع البنكية (10 في المئة لمرة واحدة على أي حساب يزيد عن مئة ألف يورو) ضمن خطة إنقاذ لموازنة الحكومة، الأمر الذي أدّى إلى إحداث حالة من الإرتباك بين المواطنين والمقيمين الذين توجّهوا إلى أجهزة الصراف الآلي لسحب ما يمكن سحبه.
وهكذا، وبسبب امرأة أخرى، كان على الرئيس القبرصي حينها أن يقف أمام شعبه وبرلمانه لإقناعهم بخطته المفاجئة لإنقاذ اقتصاد بلاده من الديون المتراكمة التي كانت ستُحوِّل بلاده إلى حال أسوأ مما حدث في اليونان. ربما أن المرأة كانت سبباً في إنقاذ حكومته من الإفلاس!
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4953 - الثلثاء 29 مارس 2016م الموافق 20 جمادى الآخرة 1437هـ