استقبل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في قصر الصخير أمس الثلثاء (29 مارس/ آذار 2016)، ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، الذي قدم لجلالته المشاركين في مؤتمر الشباب الدولي الثامن (النجاح قبل الثلاثين)، والذي تنظمه وزارة شئون الشباب والرياضة وتستضيفه مملكة البحرين حالياً بمشاركة 1600 مشارك من 32 دولة.
وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم، تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك بإلقاء الكلمة السامية فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب السمو الابن العزيز الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثلنا للأعمال الخيرية وشئون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة،،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،،
المشاركين والمشاركات في أعمال مؤتمر الشباب الدولي الأعزاء،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، في بلد السلام، ومهد الحضارات العريقة، مملكة البحرين، مرحبين بكم في هذا اليوم ضيوفاً كراماً، ومشاركين لكم غاية النماء والنجاح والتطلع إلى مستقبل مشرق تصنعه عزيمتكم وحماسكم للتطوير الذي هو سنة الحياة ومصدر قوتها، فأهلاً وسهلاً بكم في داركم.
لقد ذكر سمو الشيخ ناصر في حديثه معكم عن أهمية البيئة ودور التربية في تشكيل الفكر الإيجابي، واكتساب المهارات والصفات اللازمة للوصول إلى مستويات جديدة من النجاح المتمثل في القدرة على إلهام الآخرين وتحفيزهم نحو الإنجاز. وهنا لا نستطيع أن نغفل دور الأمهات الرائد في تلك التهيئة التربوية السليمة والإعداد المطلوب لبيئة النجاح، فـ «الأمٌ مدرسةٌ إذا أعددتها، أعددت شعباً طيَب الأعراقِ».
وأحيي في هذا السياق، جهود المربية الفاضلة السيدة عائشة عبد الكريم، الفائزة بجائزة الأم المثالية في المهرجان الدولي الثالث الذي أقيم مؤخراً بجمهورية مصر العربية، التي استطاعت، كأم مثالية، أن تتحدى صعوبات الحياة وتحويلها إلى قصة نجاح ملهمة لم تقتصر على عائلتها الصغيرة، بل امتدت لتشمل أجيالاً من الأبناء كونها مديرة قديرة لإحدى مدارس البحرين.
وختاماً، نكرر ترحيبنا بكم، ونشكر لكم حرصكم على التعريف بتجاربكم الواعدة ونقل خبراتكم القيّمة، مع أملنا بأن تتواصل نجاحاتكم، وأن يكون تواجدكم في البحرين فرصة طيبة للتعرف على إنجازات شبابنا في المجالات الرياضية والإنسانية والعلمية والثقافية والاقتصادية والتجارية، والذين نكن لهم كل التقدير والاعتزاز بما يبذلون لرفع مكانة البحرين وجعل رقيها هدفاً أسمى في مسيرة نجاحهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم ألقى وزير شئون الشباب والرياضة هشام محمد الجودر كلمة هذا نصها:
سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه عاهل البلاد المفدى.
إنه لمن دواعي الشرف والسرور أن أقف أمام جلالتكم في هذا اللقاء الذي يأتي تأكيداً لاهتمام ودعم جلالتكم بالشباب... هذا اللقاء الذي يحتضن نخبة من المتحدثين العالميين الناجحين والملهمين ومجموعة من شباب العالم المشارك... في مؤتمر الشباب الدولي الثامن الذي يحمل عنوان «النجاح قبل الثلاثين»، هذا اللقاء الذي يترجم للعالم اهتمام ورعاية واحتضان جلالتكم حفظكم الله ورعاكم بالشباب.
سيدي صاحب الجلالة،
شباب البحرين... شهد أولى ملامح الاهتمام بهم عند تأسيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في الخامس والعشرين من مارس من عام ألف وتسعمئة وخمسة وسبعين وكنتم يا صاحب الجلالة أول رئيس له... لتضعوا الأساسات واللبنات لعمل شبابي ورياضي يرقى بالطموحات المنشودة للمملكة وشبابها.
شباب البحرين... حظي بإشراكه كعنصر مهم في بناء الدولة الديمقراطية... التي أسستم دعائمها يا صاحب الجلالة... من خلال إشراكه في صنع القرار وحصوله على حق التصويت والانتخاب... وحظي بتمكينه وإشراكه في قيادة مؤسسات الدولة... من خلال توليه المناصب القيادية المختلفة...
شباب البحرين... حظي بحرية التعبير عن رأيه... من خلال إشراكه في اللقاءات الحوارية والتشاورية والمنتديات... وحظي بثقة ودعم جلالتكم... فأصبح سفيراً يمثل بلده في المحافل الشبابية والرياضية...
شباب البحرين... يرى سفينة تبحر... بفضل توجيهات واهتمام ودعم جلالتكم... بقيادة ربانها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة... ممثل جلالتكم للأعمال الخيرية وشئون الشباب... رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة... لترسو به خليجياً وعربياً وعالمياً...
ففي عهد جلالتكم حفظكم الله ورعاكم... أصبحت البحرين مقصداً للمهتمين بالشأن الشبابي للإطلاع على تجاربها الناجحة والمتميزة... وتوجت المنامة كأول عاصمة للشباب العربي... وأصبحت مركزاً لاستضافة وإقامة العديد من الملتقيات والمؤتمرات الشبابية والجوائز العالمية... لتصبح بذلك حاضنة للشباب من مختلف دول العالم...
في عهد جلالتكم... شهد الشباب أجمل أيامه... وركب سفينة البناء والتطوير... وشارك في عملية التنمية والرخاء... وأصبح رقماً صعباً يشارك بكل ثقة واقتدار في بناء الدولة الحديثة التي أسستم لها يا صاحب الجلالة مشروعكم الإصلاحي الذي شهد له العالم أجمع... وأصبح الشاب جزءاً من معادلة التغيير للأفضل...
في عهد جلالتكم... شهد العالم دور جلالتكم البارز في دعم قضايا الشباب في مختلف شئونه.. ووصل صداه لشرق الأرض وغربها... هذا الاهتمام بالفئة العمرية التي يصل عددها أكثر من مليار نسمة أي ما يعادل سدس سكان العالم... هو إيماناً من جلالتكم بأنهم هم الأمل الذي تستند عليه جميع الأمم في بنائها ورقيها ونمائها...
وفي الختام نعاهدكم يا صاحب الجلالة ببذل المزيد من الجهد والعطاء، مقتدين بنهج جلالتكم ورؤاكم التي تشكل لنا خارطة الطريق ونبراساً نسير عليها في سبيل رفعة الشباب، وعكس الصورة الحضارية عن مملكة البحرين.
دمتم في رعاية الله... وأدام الله عليكم موفور الصحة والعافية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعدها ألقى ممثل الشباب العربي من دولة الإمارات العربية المتحدة علي عمران الشامس كلمة قال فيها:
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين
السلام عليكم ورحمة الله بركاته،
إنه لشرف عظيم لي أن أمثل أقراني من شباب دول العالم للوقوف بين يدي جلالتكم لأرفع لكم أسمى آيات الشكر وعظيم الامتنان على حسن الاستقبال وكرم الضيافة التي لقيناها في بلدنا الثاني مملكة البحرين... هذه المملكة التي كانت ولا زالت واحة للمجد والعطاء ونموذجاً باهراً في المنطقة للتنمية المستدامة كل هذا بفضل الرؤية الحكيمة من قبل جلالتكم والتي وضعت مملكة البحرين في مصاف الدول المتقدمة في كافة النواحي.
جلالة الملك المفدى... نحن شباب العالم نؤمن إيماناً عميقاً بأن حرص جلالتكم انصب دوماً على لقاء الشباب البحريني والعالمي بصورة مستمرة ومحاورة الشباب والتوجه إليهم لكي يستلهموا من عزمكم ومن طموحاتكم ما يحفزهم على بذل المزيد من الجهود في سبيل الوصول إلى ما يصبون إليه في سبيل الإنجاز والنجاح والاستعداد للمستقبل الواعد.
إننا نرى في مؤتمر الشباب الدولي الذي تستضيفه مملكة البحرين مبادرة رائعة قامت بها حكومة مملكة البحرين تجاه الشباب العالمي والتي أتاحت لهم الفرصة الكافية للالتقاء بعدد من الملهمين العالميين والذين يمتلكون قصص نجاح كبيرة ومتميزة على المستوى العالمي وستعطي الشباب الفرصة للاقتداء بهم ليرسموا خارطة طريق للنجاح لهم... لقد تشرفنا بسماع أولى القصص الناجحة على المستوى العالمي وهي قصة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة والتي كانت رائعة ويمكن استخلاص أفكار طريق النجاح منها ليضع الشباب أقدامهم على الطريق الموصل للنجاح.
إننا نعلم يا صاحب الجلالة أن الشباب يواجهون مسئوليات وتحديات من نوع خاص، فهم ابتداءً القطاع الأوسع في العالم، وهم من سيعيش ومن سيجني عوائد العملية التنموية التي يمر بها العالم اليوم لكننا بفضل دعم ومساندة جلالتكم سنصل إلى تحقيق أحلامنا... وما هذا المؤتمر إلا تنفيذ لرؤية جلالتكم في استضافة نخبة من الشباب العالميين للتلاقي على أرض مملكة البحرين الحبيبة والاطلاع على التجارب الناجحة والتي تحفز الشباب على الإبداع وحشد هممهم وطاقاتهم الكامنة ليكتبوا حكاية النجاح الخاصة بهم.
وفي الختام أتقدم باسم الشباب المشاركين في المؤتمر بخالص الشكر وعظيم الامتنان على استقبال جلالتكم للشباب العالمي ومنحهم شرف اللقاء بكم وندعو الله أن يديم عليكم موفور الصحة والعافية ويحفظ البحرين ملكاً وحكومةً وشعباً من كل شر.
ثم ألقت ممثلة الدول الأجنبية من موريشيوس، ريتو سافي كلمة جاء فيها:
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين
مساء الخير...
أتشرف بالوقوف أمام جلالتكم هنا اليوم لأعبر أصالة عن نفسي ونيابة عن أقراني من شباب العالم عن عميق شكرنا وتقديرنا لما لقيناها من كرم الوفادة والضيافة في بلدنا الثاني مملكة البحرين. لقد كانت المملكة ولاتزال واحة للعطاء ومثالاً عظيماً يحتذى في المنطقة للتنمية المستدامة. وقد تحقق كل هذا بسبب قيادة جلالتكم الحكيمة إذ جعلتم البحرين في مصاف الدول المتقدمة في شتى المجالات.
سيدي صاحب الجلالة: نحن شباب العالم نؤمن بأنكم حريصون على السماح لشباب المملكة للالتقاء بأقرانهم من حول العالم باستمرار، وبأن الشباب يستلهمون من حماسكم وإصراركم وعطفكم للسعي الجاد لتحقيق غاياتهم والاستعداد للمستقبل الواعد.
إن مؤتمر الشباب العالمي الذي تستضيفه مملكة البحرين جاء بمبادرة من حكومة المملكة نحو شباب العالم. ولقد أتاح هذا المؤتمر للشباب الفرصة للالتقاء بالشخصيات العالمية الملهمة من أصحاب قصص النجاح التي يحتذي بها الشباب في وضع رسم خرائط نجاحهم. كما تشرفنا بالاستماع لأولى قصص النجاح والإلهام الصادق والإرشادات والأفكار من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الذي يمكن للشباب الاقتداء به في رحلة نجاحهم.
ونحن ندرك، يا سيدي صاحب الجلالة، أن الشباب يواجهون المسئوليات والتحديات كما هو الحال في قطاع عريض حول العالم والذين سيعيشون وسيحصدون عملية التطورات الجارية في العالم اليوم، ولكن بفضل دعم جلالتكم سوف نحقق غاياتنا.
وهذا المؤتمر، يا سيدي صاحب الجلالة، الذي يستضيف شباب العالم الذين يجتمعون في مملكتكم العزيزة ويتبادلون الخبرات والثقافات ويستمعون لقصص النجاح التي يستلهمها الشباب فتعطيهم الدافع للبدء في كتابة قصص نجاحهم الخاصة بكل واحد منهم، هو تحقيق لرؤية جلالتكم.
وفي الختام أرجو أن تسمحوا لي يا صاحب الجلالة أن أعبر نيابة عن زملائي الوفود عن خالص شكرنا وتقديرنا للسماح لنا بنيل شرف الالتقاء بجلالتكم حفظكم الله ورعاكم وحفظ مملكتكم.
وفي الختام تشرف الجميع بالسلام على جلالة الملك، مرحبا جلالته بهم، شاكراً لهم حضورهم إلى المملكة، متمنياً لمؤتمرهم كل التوفيق والسداد.
العدد 4953 - الثلثاء 29 مارس 2016م الموافق 20 جمادى الآخرة 1437هـ