دارت أمس الثلثاء (29 مارس/ آذار 2016) اشتباكات عنيفة بين تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)»، وقوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها في وسط سورية، بعد يومين على هزيمة ميدانية كبيرة للتنظيم المتطرف الذي أجبر على الانسحاب من مدينة تدمر.
وعلى غرار واشنطن، وصفت باريس الثلثاء طرد المتطرفين من تدمر بأنه «إيجابي» لكنها شددت على أن النظام يبقى «المسئول الرئيسي» عن النزاع الذي دخل عامه السادس وتسبب بمقتل أكثر من 270 ألف شخص.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد إلكتروني أمس عن «اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ما بعد منتصف ليل الإثنين الثلثاء بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وتنظيم (داعش) من جهة أخرى في محيط مدينة القريتين والتلال المحيطة بها في ريف حمص الجنوبي الشرقي، تزامناً مع قصف جوي نفذته طائرات حربية سورية وروسية» على مناطق الاشتباكات.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد يومين على استعادة قوات النظام بدعم جوي روسي السيطرة على مدينة تدمر الأثرية التي كانت تحت سيطرة التنظيم وتبعد عن القريتين نحو 120 كيلومتراً. وكان مصدر عسكري سوري قال لوكالة «فرانس برس» الإثنين إن القريتين «تشكل الوجهة المقبلة للجيش» بعد تدمر، موضحاً أن «العين حالياً على منطقة السخنة التي انسحب اليها تنظيم (داعش) من تدمر»، من دون أن يبدأ الهجوم عليها بعد.
وتسعى قوات النظام بعد سيطرتها على تدمر الأحد إلى تحصين مواقعها في وسط سورية. وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» أمس «تمكنت قوات النظام ليلاً من السيطرة على كامل منطقة جبال الحزم الأوسط المشرفة على القريتين» إثر عملية عسكرية بدأتها صباح الإثنين لطرد المتطرفين منها. واستقدمت قوات النظام الثلثاء، وفق المرصد، تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة.
خبراء روس
ونفذت طائرات حربية روسية وسورية صباح الثلثاء ضربات كثيفة على أماكن سيطرة تنظيم «داعش» في الأطراف الشرقية لمدينة تدمر ومنطقة السخنة في ريف حمص الشرقي، وفق المرصد. وقال عبد الرحمن إن قوات النظام تواصل تفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي تركها تنظيم «داعش» خلفه في الأحياء السكنية وفي المدينة الأثرية، والتي لا يزال الدخول اليها صعباً جراء ذلك.
وتوجه صباح أمس فريق روسي متخصص في نزع الألغام إلى سورية غداة إعلان رئيس هيئة الأركان العامة أن خبراء من قوات الهندسة في الجيش الروسي سيصلون «في الأيام المقبلة» إلى سورية للعمل «على نزع الألغام من تدمر». ونشرت قناة تلفزيونية روسية رسمية امس شريطاً مصوراً يظهر توجه خبراء في مجال نزع الألغام، مزودين بأجهزة كشف وردارات وكلاب متخصصة، في طائرة نقل عسكرية من قاعدة جوية تبعد نحو ثلاثين كيلومتراً عن موسكو، إلى تدمر.
وأكد وزير الدفاع السوري، العماد فهد جاسم الفريج أمس (الثلثاء) أن «إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة تدمر خطوة أساسية في الانتصار النهائي على الإرهاب التكفيري ورعاته وداعميه»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وأكد الفريج في اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني العميد حسين دهقان، وفق الوكالة، أن «الدعم الذي قدمه أصدقاء سورية وخاصة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لعب دوراً مؤثراً في تحقيق النصر على إرهابيي (داعش) في تدمر».
وغداة إشادة موسكو وطهران بهذا «الحدث البالغ الـهمية» (استعادة تدمر) والذي يندرج في «سياق مواصلة مكافحة التنظيمات الإرهابية في سورية»، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال امس أن «انسحاب داعش من تدمر نبأ إيجابي».
لكنه أشار إلى «أن الانتصارات على داعش اليوم يجب ألا تنسينا بأن النظام هو المسئول الرئيسي عن النزاع وعن 270 ألف قتيل سقطوا منذ خمس سنوات».
إعادة توطين اللاجئين
ومع دخول النزاع السوري عامه السادس، أعلنت منظمة أوكسفام البريطانية غير الحكومية في تقرير أمس (الثلثاء) أن «الدول الغنية أعادت توطين 1,39 في المئة فقط» من بين ما يقرب من خمسة ملايين لاجئ سوري.
وقالت المنظمة إن هذه النسبة «أدنى بكثير من العشرة في المئة من عدد الناس الذين هم بحاجة ماسة إلى مكان آمن». وحضت الدول على «مضاعفة جهودها من أجل تقديم حصتها العادلة من الدعم لمئات الآلاف من اللاجئين» الفارين من سورية.
العدد 4953 - الثلثاء 29 مارس 2016م الموافق 20 جمادى الآخرة 1437هـ
عقبال الرقه انشاء الله