انطلق اليوم الثلثاء (29 مارس/ آذار 2016) المؤتمر الهندسي العربي السابع والعشرين والمعرض المصاحب له، تحت شعار "واقع النقل في الوطن العربي وآفاق تطوره وتكامله بين الدول العربية"، برعاية كريمة من رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ومثل راعي الحفل وزير شئون مجلس الوزراء محمد إبراهيم المطوع في حفل افتتاح المؤتمر بفندق الدبلومات راديسون بلو – مملكة البحرين، بتنظيم من جمعية المهندسين البحرينية وبالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب.
واستهل الحفل بكلمة لرئيس المؤتمر ورئيس اتحاد المهندسين العرب، ضياء عبدالعزيز توفيقي قال فيها:" أن موضوع المؤتمر في هندسة المواصلات هو التحدي الذي يواجهنا جميعاً كحكومات أو مهندسين أو اقتصاديين، فمازال الوطن العربي بحاجة ماسة إلى تطوير شبكة المواصلات التي تربط الدول العربية ببعض وفق منظومة متكاملة تحتوي على النقل البحري والبري والجوي. فاستكمال شبكة المواصلات لايمكن تحقيقه إلا إذا تم ربط هذه الوسائل، ولاشك أن ذلك يتطلب ميزانية ضخمة بما في ذلك البنية الأساسية المرتبطة، فضلاً عن أن فإن تنفيذ هذا المشروع يتطلب وقتاً طويلاً وسوف تعترضه أمور أخرى كالظروف السياسة ومشاكل الحدود إلى جانب العوامل الاقتصادية والمالية. وعلى أية حال فإنه لابد من البدء من مكان ما ووضع خطة متكاملة وفق برنامج زمني مفصل، وإن هذا المؤتمر هو خير مكان لدراسة المشاكل والأزمات التي تواجه المواصلات في الدول العربية وكيفية حلها. وقد أثبتت الكثير من الدول العالمية المتقدمة قدرتها في تنفيذ مشاريع مواصلات متميزة جداً لابد من دراستها عن طريق توظيف التكنولوجيا كما أن إنشاء المراكز العلمية لدراسة موضوع المواصلات لهو مطلب أساسي وعلمي لدراسة متطلبات المواصلات في الوطن العربي.
ولابد من وقفة هنا للاطلاع على مدى تطور الوطن العربي في مشاريع المواصلات مقارنة بالدول المتقدمة، فربما من البديهي أن نقسّم المواصلات بشكل عام إلى قسمين، يمثّل أحدهما البنية الأساسية كالمطارات والموانئ والطرق، بينما يمثّل الآخر وسائل المواصلات كالطائرات والسيارات والبواخر، فنجد أن الدول العربية قدمت الكثير من المشاريع الجبارة فيما يتعلق بالبنية الأساسية فنلاحظ بناء المطارات والشوارع السريعة والموانئ وفق أحدث التقنيات، وكلها مشاريع ناجحة، إلا أن الشق الآخر يتعلق بوسائلها، فنجد أنفسنا أمام المعضلة الكبيرة التي تتمثل في الحاجة إلى تطور الصناعة العربية إن استثنينا الصناعات النفطية، وإذا ما أردنا الرقي بالأمة العربية فعلينا الدفع تجاه تطوير الصناعة وما يرتبط بها كصناعة تكنولوجيا المعلومات".
إلى ذلك قال الأمين العام للاتحاد عادل الحديثي في كلمة ألقاها بالمناسبة:"إن المؤتمر الهندسي السابع والعشرين والذي نحتفل بافتتاحه هذا اليوم في المنامة بمملكة البحرين والذي يأتي بعد 71 عام بعد أول مؤتمر، قد سبقته ثلاث ندوات تحضيرية وقد بذلت اللجان العلمية والتحضيرية لهذة الندوات والتي عقدت في السودان البحرين ، ومصر جهود طيبة في الاعداد لها وكانت المشاركة فيها واسعة من حيث الحضور وأوراق العمل ، ومؤتمرنا هذا يحوي المحاور الاساسية الثلاث لهذه الندوات وهي النقل البري الجوي والمائي، وأود هنا أن أشيد بالجهود المتميزة للأخ رئيس المؤتمر المهندس ضياء توفيقي وللأخوة رئيس وأعضاء اللجنتين العلمية والتحضيرية وكل من ساهم في الاعداد والتحضير لهم وقبل كل هذا الشكر للأخ رئيس جمعية المهندسين البحرينية المهندس مسعود الهرمي وأعضاء مجلس إدارة الجمعية على استضافتهم لهذا المؤتمر والفعاليات المصاحبة له من اجتماع المجلس الأعلى وبعض اللجان الدائمة والشكر موصول لمدير الأمانة العامة وموظفيها على مابذلوه من جهد من اجل نجاح المؤتمر والفعاليات المرافقة له".
ويذكر إن المؤتمر يهدف إلى تعزيز قطاع النقل في الدول العربية، كما يساهم في تعزيز عملية نشر وتطوير الحلول المبتكرة، ويقف على التحديات التي تواجه الدول العربية على صعيد النقل الجوي والبري والمائي.
من جانيه قال رئيس جمعية المهندسين البحرينية مسعود الهرمي:"شهدت دول الخليج العربي في العقود الأخيرة توسعا وتطورا ملحوظا في مشاريع النقل المختلفة بفعل المداخيل النفطية مما أهلها لتنفيذ بعض أكبر وأحدث مشاريع البنية التحتية في الوطن العربي منها على سبيل المثال جسر الملك فهد وميناء خليفة في البحرين وميناء جبل علي وميناء صلالة بعمان وميناء راس لفان بقطر، ومترو دبي والريل في قطر ومترو الرياض وقطار المشاعر وقطار الحرمين ومطار دبي الدولي ومطار حمد الدولي ومطار أبوظبي الدولي، عدا عن المشاريع المستقبلية الكثيرة وأهمها شبكة سكك الحديد الخليجية وربطها مملكة البحرين عن طريق جسر الملك حمد".
وتطرق الهرمي إلى مملكة البحرين إذ أفاد بالقول:"شهدت مملكة البحرين ما بعد الاستقلال تطورا واسعا في مشاريع البنية التحتية من شبكات الطرق والجسور والمطارات والموانئ، ويمكننا بحق اعتبار صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء مهندس البحرين الأول وباني النهضة العمرانية الحديثة في مملكة البحرين، فقد أصبحت البنية التحتية في البحرين من أرقى البنى التحتية في الشرق الأوسط مما ساهم في تعزيز الوضع التنافسي للبحرين في الخارطة العالمية واحتلت البحرين حسب التقرير السنوي 2015 – 2016 للمنتدى الاقتصادي العالمي المرتبة التاسعة والثلاثين في التنافسية على الصعيد العالمي. بينما يحتل المؤشر الفرعي الثاني المتعلق بالبنية التحتية الترتيب التاسع والعشرين".