اتهمت حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من الأمم المتحدة السلطات في طرابلس بإغلاق المجال الجوي للعاصمة لمنعها من السفر من تونس لبدء عملها.
وأصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بياناً يوم أمس الإثنين (28 مارس/ آذار 2016) بعد يومين من شائعات متزايدة بأنها في طريقها إلى ليبيا وتعليق بضع رحلات جوية في مطار معيتيقة الدولي بطرابلس. وقال المجلس الرئاسي إن "أقلية" يقودها رئيس الوزراء بالحكومة الموازية في طرابلس "تقوم بترويع الآمنين في طرابلس وتضع الحواجز والعوائق أمام مباشرة حكومة الوفاق الوطني لمهامها."
وجرى تعليق الرحلات الجوية في مطار معيتيقة الدولي لفترات يومي الأحد والاثنين. وقال مسؤول بالطيران المدني إن ذلك "لدواعي السلامة والأمن"، لكن مصدراً أمنياً بالمطار قال يوم الأحد إن جماعة مسلحة أغلقت المجال الجوي لمنع وصول طائرة تقل فائز السراج رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني. وشكلت حكومة الوفاق لرأب الانقسامات وإنهاء الفوضي السياسية والأمنية في ليبيا حيث توجد حكومتان وبرلمانان متنافسان منذ عام 2014. وتواجه حكومة الوفاق معارضة في شرق البلاد -حيث فشلت في الحصول على تصويت بالموافقة من برلمان الحكومة المعترف بها دوليا في بنغازي- وفي طرابلس حيث حذرها رئيس وزراء الحكومة الموازية من الانتقال إلى العاصمة الليبية.
وإندلعت في الأيام القليلة الماضية اشتباكات بين جماعات مسلحة في العاصمة والمناطق المحيطة بها لكن لم يتضح ما إذا كان لهذه الاشتباكات صلة مباشرة بالعملية السياسية. وعلى الرغم من استمرار الاضطرابات في طرابلس إلا أن السراج قال في وقت سابق هذا الشهر إنه تم إقرار خطة أمنية وإن الحكومة ستنتقل إلى طرابلس قريباً.
وقال بيان المجلس الرئاس يوم الاثنين "الترتيبات الأمنية لمباشرة حكومة الوفاق الوطني عملها من طرابلس قد استكملت وقد بدأ المجلس الرئاسي في الانتقال إلى طرابلس لمباشرة مهامه". ولم يتسن على الفور الاتصال بأي من أعضاء المجلس لتأكيد ما إذا كان أعضاؤه حاولوا السفر جوا إلى طرابلس.
وفي الأسبوع الماضي قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر إنه منع من الهبوط في مطار طرابلس في زيارة "لتمهيد الطريق" أمام إنتقال حكومة الوفاق الوطني. واعترفت القوى الغربية مؤخراً بحكومة الوفاق باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة في ليبيا. ويقولون إنها تقدم أفضل أمل للتصدي لمقاتلي تنظيم "داعش" وكبح عبور السفن التي تحمل مهاجرين إلى أوروبا.