اتسعت الهوة بين أنقرة وحلفائها الغربيين بعدما أبدت السلطات التركية انزعاجها من حضور دبلوماسيين أوروبيين محاكمة صحافيين معارضين بتهمة التجسس، متهمة إياهم بـ «التدخل» في هذا الملف الحساس حول حرية التعبير في تركيا.
وأفاد مصدر دبلوماسي تركي أن الخارجية التركية احتجت أمس الإثنين (28 مارس/ آذار 2016) لدى العديد من الدول بعد التعليقات التي صدرت في مواقع التواصل الاجتماعي لدبلوماسيين حضروا الجمعة في إسطنبول محاكمة رئيس تحرير صحيفة «جمهورييت» جان دوندار ومدير مكتبها في أنقرة أردم غول.
وكان الصحافيان المعارضان للنظام الإسلامي المحافظ في تركيا قد أمضيا ثلاثة أشهر في التوقيف الاحتياطي وقد يصدر بحقهما حكم بالسجن مدى الحياة.
وأضاف هذا المصدر أن الدبلوماسيين المعنيين «وزعوا معلومات حول المحاكمة على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل يتعارض مع مبدأ حياد» البعثات الدبلوماسية وهو يعتبر «تدخلاً في عملية قضائية» جارية.
من ناحيته، اعتبر وزير العدل بكير بوزداغ أن تصرف الدبلوماسيين «غير مقبول»، بحسب وسائل الإعلام التركية.
وكان ممثلون لفرنسا وبريطانيا وألمانيا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي حضروا محاكمة الصحافيين.
ونشر القنصل البريطاني، لي تورنر صوراً عدة على «تويتر» ظهر فيها دبلوماسيون أجانب في المحكمة، كما نشر صورة سلفي مع جان دوندار الخصم الكبير للنظام التركي الحالي.
وقال اردوغان أمس في كلمة ألقاها في إسطنبول «لو كنا في مكان آخر لما تم التسامح مع هذا النوع من النشاطات، ولما تمكن هؤلاء الدبلوماسيون من البقاء حيث هم ولو ليوم واحد» مهاجماً خصوصاً القنصل البريطاني من دون أن يسميه.
والقنصل الذي تلقى العديد من التعليقات الإيجابية والسلبية على موقعه في «تويتر» رد في تغريدة: «على الأتراك أن يقرروا في أي بلد يريدون العيش».
وأثار هذا الأمر أيضاً غضب أردوغان الذي اتهم القنصل من دون أن يسميه باستعمال «عبارات تتخطى الحدود»، وذلك في خطابه الذي نشرت نصه وكالة أنباء الأناضول.
العدد 4952 - الإثنين 28 مارس 2016م الموافق 19 جمادى الآخرة 1437هـ