العدد 4952 - الإثنين 28 مارس 2016م الموافق 19 جمادى الآخرة 1437هـ

الجيش السوري يواصل تعقب تنظيم «داعش»

سورية تقول إنها مستعدة للتعاون مع أميركا في تحالف ضد الإرهاب... وواشنطن تعتبر طرد «داعش» من تدمر «أمراً جيداً»

«داعش» حطم آثار مدينة تدمر التاريخية - reuters
«داعش» حطم آثار مدينة تدمر التاريخية - reuters

واصل الجيش السوري أمس الإثنين (28 مارس/ آذار 2016) تعقب تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» غداة طرده من مدينة تدمر الأثرية في تقدم ميداني يعد الأبرز له ضد المتطرفين، تزامناً مع إعداده لشن هجمات جديدة ضد معاقل التنظيم الرئيسية في البلاد.

وأعلن المدير العام للآثار والمتاحف السورية، مأمون عبد الكريم لوكالة «فرانس برس» أمس أن ترميم الآثار المتضررة أو المدمرة يحتاج إلى خمس سنوات فيما شككت خبيرة في منظمة يونيسكو بإمكان تحقيق ذلك.

وفي واشنطن، اعتبرت الخارجية الأميركية أن طرد المتطرفين من تدمر هو «أمر جيد» ولكن من دون أن تهنىء الجيش السوري.

وقال مصدر عسكري سوري أمس «يعمل الجيش السوري أولاً على تأمين محيط مدينة تدمر بشكل خاص وريف حمص الشرقي بشكل عام، وثانياً على القضاء على المسلحين الذين هربوا إلى المناطق القريبة من تدمر».

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «تستعد قوات النظام والمسلحون الموالون لها بدعم جوي روسي، لشن هجوم جديد باتجاه مدينة القريتين الواقعة جنوب غرب تدمر والسخنة شمال شرق تدمر».

وأشار إلى «معارك عنيفة تدور على أطراف مدينة القريتين حيث يسعى الجيش إلى حماية أطراف تدمر لمنع المتطرفين من العودة إليها مجدداً».

وبحسب المصدر العسكري، أرسل الجيش «حشوداً» إلى مدينة القريتين و»بدأت صباح امس العملية العسكرية هناك» مؤكداً أن المدينة «تشكل الوجهة المقبلة للجيش».

وأضاف «العين حالياً على منطقة السخنة التي انسحب إليها تنظيم (داعش) من تدمر» لكن «العملية العسكرية لم تبدأ فعلياً على الأرض بعد».

الهدف الرقة ودير الزور

ويقول المرصد إنه في حال تمكن الجيش من السيطرة على مدينة السخنة، يصبح بإمكانه التقدم إلى مشارف محافظة دير الزور (شرق) التي يسيطر التنظيم على معظمها. وفي الوقت ذاته، فإن سيطرة وحدات الجيش على بلدة الكوم الواقعة في شمال شرق تدمر تمكنه من الوصول إلى تخوم محافظة الرقة (شمال) أبرز معاقل المتطرفين في سورية.

ويبقى أمام الجيش حالياً طرد عناصر التنظيم من بلدة العليانية الواقعة على بعد ستين كيلومتراً جنوباً لاستعادة البادية السورية بالكامل والتقدم نحو الحدود العراقية التي يخضع الجزء الأكبر منها لسيطرة التنظيم.

وقال الباحث في شئون الإسلام المعاصر في سورية في جامعة أدنبرة، توماس بييريه لـ «فرانس برس»: «من المؤكد أن تنظيم (داعش) بات أكثر ضعفاً من الماضي وسيقاتل مع إصرار أكبر للاحتفاظ بالرقة أبرز معاقله في سورية، ودير الزور أكبر المدن التي يسيطر عليها في سورية وبوابته نحو العراق».

وأضاف «لم تكن تدمر في المحصلة أكثر من بوابة» عبور.

من جانبه، اعتبر المحلل، بافيل فلغنهاور أن ما تحقق في تدمر «هو ما كان الجميع ينتظره من روسيا، أي مكافحة تنظيم (داعش) بدل قصف المعارضة» السورية المعتدلة.

ورأى عضو الائتلاف السوري المعارض، هادي البحرة أنه لو كان النظام السوري جاداً في التصدي للمتطرفين لكان منعهم من السيطرة على تدمر قبل عشرة أشهر.

وقال «منذ البداية، قامت استراتيجية النظام على تضخيم الخطر الذي يشكله (داعش) ليقول للمجتمع الغربي: إما أنا وإما داعش».

«مدينة أشباح»

وغداة طرد المتطرفين منها، بدت تدمر أشبه بـ «مدينة أشباح» خلت من المدنيين الذين فر معظمهم في الأيام الأخيرة.

وعاودت الطائرات المروحية أمس حركة الإقلاع والهبوط في مطار تدمر العسكري في وقت عملت وحدات الجيش على تفجير الألغام والعبوات التي خلفها التنظيم وراءه في الأحياء السكنية والمدينة الأثرية. وبحسب مصدر عسكري، تم تفجير «أكثر من خمسين عبوة ولغماً منذ (الاحد)» حتى ظهر أمس.

وأعلن رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الروسي أمس (الإثنين)، وفق ما نقلت وكالات أنباء روسية، أن خبراء في مجال نزع الألغام من قوات الهندسة في الجيش الروسي سيتوجهون إلى سورية «في الأيام المقبلة» للعمل «على نزع الألغام من تدمر».

ولم تسلم المدينة الأثرية في تدمر من تداعيات الاشتباكات والقصف منذ سيطرة التنظيم المتطرف عليها في مايو/ أيار الماضي.

وقال المدير العام للآثار والمتاحف السورية، مأمون عبد الكريم لوكالة «فرانس برس» أمس إن «ثمانين في المئة من آثار المدينة بخير»، مضيفاً «إذا حصلنا على موافقة منظمة يونيسكو، نحتاج إلى خمس سنوات لإعادة ترميم الآثار التي تضررت وتعرضت للدمار على أيدي داعش».

لكن الخبيرة المتخصصة في الآثار السورية لدى منظمة اليونيسكو، آني سارتر فوريا، أبدت «شكوكاً كبيرة» في إمكان تحقيق ذلك. وقالت «عندما أسمع أننا سنعيد بناء معبد بل، يبدو ذلك وهماً. لن نتمكن من إعادة بناء شيء تحول إلى غبار».

وأقدم التنظيم بعد أشهر من استيلائه على تدمر على تفجير معبدي بل وبعل شمين، بالإضافة إلى تدميره عدداً من المدافن البرجية قبل أن يحول قوس النصر الشهير إلى حطام. كما قطع رأس مدير الآثار في المدينة خالد الأسعد (82 عاماً).

وفي تطور آخر، قال رئيس وفد الحكومة السورية لمحادثات جنيف إن سورية مستعدة للمشاركة في تحالف دولي ضد الإرهاب ولكن فقط إذا نسقت الولايات المتحدة العمل مع دمشق بشكل لم تفعله حتى الآن.

وقال بشار الجعفري في مقابلة مع قناة «الميادين» ومقرها لبنان «التحالف الدولي لم ينجح في سورية لأنه لم ينسق مع النظام. وروسيا نجحت لأنها تنسق معنا».

وأضاف الجعفري «نحن مع إنشاء تحالف دولي لمكافحة الإرهاب لكن بالتنسيق مع الحكومة السورية. ليس لدينا مانع أن نتحالف مع أميركا لكن يكون بالتنسيق مع سورية».

العدد 4952 - الإثنين 28 مارس 2016م الموافق 19 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً