توقعت فعاليات اقتصادية ان تكون جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1 في الصخير هذا العام استثنائية بعوائدها الاقتصادية، مع مساهمة اكبر في الدخل القومي لن تقل عن نصف مليار دولار.
وأجمع خبراء اقتصاد ورجال أعمال على ان تعزيز تحول البحرين الى موطن لرياضة السيارات في منطقة الشرق الاوسط من شأنه ان يحقق المزيد من المكاسب الاقتصادية للسوق المحلي، لتشمل كافة اعمدة الاقتصاد الرئيسة لتشمل قطاعات التجارة والسياحة والمواصلات والخدمات.
وكان وزير المواصلات والاتصالات كمال بن أحمد قد صرح في وقت سابق أن مبيعات شركة حلبة البحرين الدولية منذ العام 2006 وحتى 31 مارس 2015 بلغت 75.963 مليون دينار.
وأظهرت أحدث أرقام وزارة المواصلات والاتصالات ارتفاع مبيعات شركة حلبة البحرين الدولية إلى أكثر من 10 ملايين دينار في العام 2014، حيث كان أكثر الأعوام مبيعاً.
وبحسب إحصائيات وزارة المواصلات والاتصالات، سجلت أصول شركة حلبة البحرين الدولية في 31 مارس 2015 ارتفاعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة بدءاً من العام 2012، حيث ارتفعت أصول الشركة إلى 91.913 مليون دينار، ثم ارتفعت في 2012 لتبلغ 94.992 مليون دينار، وحققت في العام 2014 نمواً إضافياً لتبلغ 97.248 مليون دينار، وأخيراً قفزت بمقدار 7 ملايين دينار في 31 مارس 2015 لتبلغ 104.332 مليون دينار.
وقال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين، عضو مجلس التنمية الاقتصادية خالد الأمين ان جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1 حققت نجاحا كبيرا جدا انعكست نتائجه بصورة كبيرة على الاقتصاد الوطني.
وتوقع رجل الأعمال خالد الأمين ان تنمو العوائد الاقتصادية للفورمولا 1 في العقد الثاني من عمرها بمعدلات اكبر مع استمرار البحرين في إثبات ريادتها باستضافة اكبر الأحداث العالمية بجدارة.
كما توقع الأمين ان تصل معدلات اشغال الفنادق والمطاعم والمقاهي والمحلات التجارية الى ذروتها مطلع ابريل المقبل بالتزامن مع انطلاق فعاليات سباق الفورمولا 1 في الصخير.
واضاف بالقول: "نتوقع ان تكون العوائد اكثر من العام الماضي، والجميع يتطلع الى السباق ومستعد لاستقباله سواء الافراد او الشركات وحتى مؤسسات المجتمع المدني".
وذكر ان العروض الترويجية موجودة بالتزامن مع الحدث الرياضي الكبير سواء على مستوى الفنادق او المحال التجارية، معتبرا سباق الفورمولا 1 في حلبة البحرين الدولية فرصة كبيرة للشركات بكافة تخصصاتها لاستغلال هذا الحدث، مع تواجد اكثر من 40 الف متفرج غالبيتهم من خارج البحرين.
وبين ان الخبرة المتراكمة لدى التجار ستساعد السوق المحلي في كيفية التعامل مع سباق الفورمولا 1 والاستفادة من منافعه الاقتصادية على اكمل وجه ممكن.
وأعرب الأمين عن تفاؤله من قدرة الجهات المعنية على تسهيل انسيابية دخول الزوار بأعدادهم الكبيرة الى البحرين وتقديم المزيد من التسهيلات للسواح العرب والأجانب من عشاق رياضة السيارات.
وأكد ان حلبة البحرين الدولية تشكل اليوم موقعا استراتيجيا مهما بدأ بجذب المشاريع الاقتصادية الضخمة كموطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط، مما ساهم في ملامح الاقتصاد الوطني لما هو أفضل وعزز الثقة فيه.
وأضاف بالقول: "على مدى السنوات الماضية، حققت حلبة البحرين الدولية نقلة نوعية من كونها أول حلبة لاستضافة سباقات السيارات في المنطقة لتصبح واحدة من أكبر الحلبات قيمة على التقويم السنوي لبطولة العالم للفورمولا واحد. فوفقا لدراسات قامت بها "Formula money" ساهم سباق الفورمولا واحد في الناتج الإجمالي المحلي بـ 270 مليون دولار، بينما الأثر السنوي على الاقتصاد المحلي بلغ 295 مليون دولار".
واستطرد الأمين قائلاً: "وباعتبار السباق واحد من السباقات الأعلى مشاهدة في التقويم العالمي، حيث وصل عدد مشاهدي السباق من جميع أنحاء العالم منذ عام 2007 حتى الآن الى 3.8 مليار مشاهد. كما زاد عدد السياح الإجمالي بنسبة 60% منذ أول سباق أقيم في عام 2004".
وفيما يتعلق بسباق موسم 2016 هذه السنة، فقد زادت تذاكر السباق بنسبة 3%مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. كما تم بيع جميع قاعات الشركات وارتفعت بشكل ملحوظ مبيعات نادي "البدك" للشخصيات المرموقة. كما زادت حجوزات غرف الفنادق بأكثر من 22% مقارنة بالعام الماضي 2016.
وأشاد الأمين بجهود القائمين على الحلبة في جعلها متألقة دائماً لرفع راية مملكة البحرين عاليًا في جميع البلدان التي تستضيف سباقات الفورمولا واحد، معرباً عن ثقته بأن مردود سباق هذا العام على البحرين سيكون أكبر من الأعوام السابقة، مما يؤكد بأن الحدث في نجاح مستمر.
بدوره، اعتبر خبير الشؤون الاقتصادية رجل الأعمال يوسف المشعل حلبة البحرين الدولية وما تستضيفه من فعاليات رياضية عالمية الطراز من المشاريع الاقتصادية الاستراتيجية وذات العائد طويل الأمد شبيهة بمشاريع المطارات والموانئ ومراكز المعارض.
ويرى المشعل ان مساهمة سباق الفورمولا 1 بالدخل القومي تعتبر عالية، فما ان تبدأ إثارة منافسات سيارات الفورمولا 1 فائقة السرعة حتى تشرع المطاعم والفنادق والمواصلات ومراكز الضيافة ومتاجر البيع بالتجزئة بالنشاط بمعدلات أكبر وتحقيق زخم ضخم في كافة مرافق الاقتصاد الحيوية.
ولفت الى ان استضافة البحرين لحدث عالمي مثل الفورمولا 1 يحقق زيادة في الدخل الوطني لا تقل عن 400 او 500 مليون دولار، خاصة وانها تحرك العديد من القطاعات والخدمات المساندة.
من جانبه، قال المحلل الاقتصادي أكبر جعفري ان التحدي الاكبر في استضافة حدث عالمي بحجم الفورمولا 1 يكمن في كيفية تمديد إقامة السواح والزوار الأجانب في المملكة لأكثر من 3 أيام هي فترة فعاليات السباق الرئيسي وتجاربه التأهيلية.
وأعرب جعفري عن أمله في ان تساهم الفعاليات المصاحبة لسباق الفورمولا 1 في جذب المزيد من السواح وجعلهم يرغبون في الاقامة فترة اطول، لتشمل فعاليات تجارية وثقافية وترفيهية تخاطب جميع شرائح الزوار من خارج المملكة.
ودعا الى ضرورة تشكيل لجنة تنفيذية مهمتها التنسيق بين حلبة البحرين الدولية والجهات المعنية الاخرى من اجل توسعة رقعة الفعاليات المحاكية لهذا الحدث العالمي بمختلف مناطق ومحافظات المملكة.
وقدر جعفري مساهمة سباق الفورمولا 1 بالاقتصاد الوطني بـ 600 مليون دينار، تشمل التذاكر والرسوم التشغيلية للسيارات ورسوم الحلبة والفنادق والمطاعم والمواصلات والخدمات المرافقة.
وذكر ان سباق الفورمولا 1 يعد مناسبة مميزة لتفعيل موسم التخفيضات والعروض الترويجية في كافة المرافق السياحية والترفيهية، وذلك بالتنسيق والتعاون مع كافة الجهات الرسمية في الحكومة الى جانب القطاع الخاص.