أجرى الاستشاري المتخصص في المخ والأعصاب وجراحة العمود الفقري من جمهورية فرنسا ريتشارد عساكر عمليات جراحية دقيقة ومعقدة بالعمود الفقري لثلاث حالات تتراوح أعمارهم بين 29 - 60 عاماً، تكللت جميعها بالنجاح.
واستقبل مجمع السلمانية الطبي خلال الفترة من 25 - 26 مارس/ آذار 2016، الجراح الفرنسي حيث قام بمعاينة 9 مرضى يعانون من مشكلات صحية في العمود الفقري كالتقوس والانحراف والتهاب العمود الفقري، وذلك استجابة لتوجيهات سمو رئيس الوزراء بالاستفادة من الكوادر العالمية للعلاج والتدريب في مملكة البحرين.
وتأتي هذه الزيارة تنفيذاً للتوجيهات السديدة للقيادة بمملكة البحرين، لفتح آفاق جديدة لصالح خدمة المرضى وتوفير الأساليب العلاجية الأكثر تطوراً محلياً وطبقاً لأرقى المعايير الطبية العالمية، حيث وجه رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وزارة الصحة بتكثيف برامج استقدام الخبرات الطبية العالمية المتخصصة لعلاج المرضى داخل مملكة البحرين.
إلى ذلك، قال أخصائي عظام بمجمع السلمانية الطبي شاكر العشيري إنه تنفيذاً لتوجيهات سمو رئيس الوزراء وتماشياً مع سياسة وزارة الصحة في توفير أعلى مستويات الخدمات الصحية، فقد تم دعوة الجراح الفرنسي البروفيسور ريتشارد عساكر، الذي يُعتبر من أشهر الاستشاريين المتخصصين في المخ والأعصاب وجراحة العمود الفقري، والذي قام بمعاينة 9 مرضى يعانون من مشكلات صحية في العمود الفقري كالتقوس والانحراف والتهاب العمود الفقري والتهاب الفقار المتصلب، وقرر إجراء ثلاث عمليات دقيقة ومعقدة تكللت جميعها بالنجاح، وذلك خلال الفترة التي مكثها البروفيسور خلال زيارته لمملكة البحرين لمدة يومين فقط، وذلك كونه مطلوباً في أكثر من دولة ولا يسمح جدول مواعيده المزدحم بالمكوث في البحرين أكثر من ذلك، ولكنه وعد بزيارة أخرى لمجمع السلمانية الطبي لمتابعة حالة من أجرى لهم العمليات وكذلك بقية الحالات التي عاينها للعمل على علاجها، مؤكداً أن جميع المرضى الذين خضعوا للعمليات الجراحية في حالة جيدة وتم إخراج حالتين من وحدة العناية القصوى إلى أجنحة المستشفى، والحالة الثالثة كذلك سيتم نقلها إلى الجناح بعد الاطمئنان التام على صحته، حيث إن وضعه الصحي مطمئن وهو يتحدث مع الكادر الصحي بصحة وعافية، وسوف يغادرون مجمع السلمانية الطبي بإذن الله خلال 7 - 10 أيام بعد الاطمئنان على حالتهم الصحية.
وأوضح العشيري أن الحالات الثلاث التي خضعت للعمليات الجراحية هي حالتان تعانيان من انحراف وتقوس بالعمود الفقري، وحالة أخرى تعاني من التهاب الفقار المتصلب، وهم اثنان من الذكور وأنثى واحدة، وقد استغرقت العملية الواحدة نحو 6-7 ساعات أجراها البروفيسور الفرنسي بمشاركة أطباء وجراحين بحرينيين من مجمع السلمانية الطبي، وذلك بتعاون كل الأقسام المعنية كقسم العظام وكقسم التخدير وقسم الأشعة وقسم المختبر، وغرفة العمليات، ووحدة العناية القصوى، والتمريض والخدمات الصحية المساعدة، مشيداً بهذه الخطوة وزيارة البروفيسور الفرنسي لمجمع السلمانية الطبي التي تعتبر ضمن سلسلة الزيارات التي تقوم وزارة الصحة بترتيبها لما لهذه الزيارات من فوائد جمة للمريض، بحيث لا يحتاج للسفر للعلاج بالخارج وتحمل مشقته ويكون هنا بين أهله وأصدقائه، كما أن زيارة هذه الخبرات الأجنبية لمجمع السلمانية الطبي فرصة للجراحين البحرينيين للالتقاء بهذه الخبرات العالمية والاستفادة منها.
وفي لقاء مع المرضى الذين تم إجراء العمليات لهم، عبّروا عن سعادتهم بنجاح العمليات وحصولهم على تشخيص وعلاج متكامل في مجمع السلمانية الطبي، مشيدين بخطوة جلب خبراء متخصصين من الخارج لعلاج المرضى البحرينيين وهم بين أهاليهم ومجتمعهم من دون تكبد عناء السفر.
من جانبها، قالت أمينة عبدالكريم الساعاتي إنها منذ نحو 7 سنوات شعرت بألم في فقرات الظهر، وبالتشخيص تبين وجود انزلاق في فقرات العمود الفقري الذي كان يسبب ضغطاً على العصب يؤدي إلى تنميل، وكانت تتعالج بالأدوية والمتابعة الدورية مع مجمع السلمانية الطبي، وقبل نحو عام تعرضت لحادث انزلاق مما زاد الوضع سوءاً وخصوصاً تقوس الظهر وتضيّق في القناة، مما أدى إلى عدم القدرة على المشي أو الوقوف لمدة تتجاوز الخمس دقائق، لافتةً إلى أنها قامت بزيارة العديد من المستشفيات الخاصة داخل وخارج مملكة البحرين، وكلهم أجمعوا على الحاجة إلى عملية دقيقة في العمود الفقري، لذا قررت مبدئياً إجراء العملية خارج مملكة البحرين، ولكن عندما أخبرتها رئيس قسم العظام بدرية توراني أن بروفيسور فرنسيّاً متخصصاً في جراحة العمود الفقري سيزور البحرين نهاية مارس الجاري، قررت الانتظار وإجراء هذه العملية الدقيقة والمعقدة على يد هذا البروفيسور الجراح المتخصص، وقد تم إجراء العملية بكل اقتدار، مؤكدةً أن مجمع السلمانية الطبي يضم كادراً طبيّاً وتمريضيّاً متمكناً ومتعاوناً إلى أبعد الحدود، وخصوصاً بدرية توراني التي كانت ومازالت تتابع حالتها أولاً بأول.
كما أشاد المريض (أمين حسن) بالمستوى العالي من القدرة على التشخيص والعلاج في مجمع السلمانية الطبي، والتطور الكبير الذي شهده مجال الطب في مملكة البحرين، مشيراً إلى أنه منذ 14 سنة تقريباً بدأت معه أعراض تقوس وانحراف بالعمود الفقري، وعلى رغم متابعته لأدوية وعلاجات داخل وخارج مملكة البحرين إلا أن حالته لم تتحسن، وزاد وضعه سوءاً في العام 2009م حيث وجد صعوبة بالغة في القدرة على المشي أو أداء مهام حياته اليومية، مما اضطره للسفر خارج المملكة وإجراء عملية جراحية للعمود الفقري، وعلى رغم أن حالته الصحية تحسنت في البداية، ولكن بعد نحو عامين بدأ التقوس في العمود الفقري يظهر من جديد وخصوصاً من جهة الرقبة، وبالتالي يؤثر على قدرته على المشي، لذا لجأ إلى مجمع السلمانية الطبي في العام 2013م الذي قام بتشخيص حالته وتحويله للمتابعة مع قسم العظام، وبعد المتابعة والعلاجات المقدمة له، تقرر إجراء عملية جراحية دقيقة ومعقدة للعمود الفقري على يد البروفيسور الفرنسي الذي تم اطلاعه على تفاصيل الحالة.
العدد 4951 - الأحد 27 مارس 2016م الموافق 18 جمادى الآخرة 1437هـ