العدد 4951 - الأحد 27 مارس 2016م الموافق 18 جمادى الآخرة 1437هـ

انتحاري يقتل 65 شخصاً معظمهم نساء وأطفال في باكستان

نساء باكستانيات يبكين على وفاة أقاربهن بهجوم انتحاري في لاهور -AFP
نساء باكستانيات يبكين على وفاة أقاربهن بهجوم انتحاري في لاهور -AFP

لاهور (باكستان) - رويترز، أ ف ب 

27 مارس 2016

قتل انتحاري 65 شخصاً على الأقل وأصاب أكثر من 280 آخرين معظمهم نساء وأطفال أمس (الأحد) في متنزه عام بعاصمة إقليم البنجاب مدينة لاهور الباكستانية، القاعدة السياسية لرئيس الوزراء نواز شريف.

ووقع الانفجار في منطقة توقف سيارات خاصة بمتنزه جولشان إقبال على بعد أمتار قليلة من أراجيح الأطفال.

وأعلن فصيل «جماعة الأحرار» التابع لحركة «طالبان» مسئوليته عن الهجوم وقال إنه استهدف الأقلية المسيحية.

وقال شهود عيان إنهم شاهدوا أشلاء بشرية متناثرة في أنحاء المتنزه بعد أن هدأ غبار الانفجار.


65 قتيلاً في تفجير انتحاري في مدينة لاهور الباكستانية معظمهم نساء وأطفال

لاهور (باكستان) - أ ف ب، رويترز

قتل 65 شخصاً على الأقل وأصيب نحو 200 بجروح أمس الأحد (27 مارس/ آذار 2016) في تفجير انتحاري في موقف متنزه مكتظ بالرواد في مدينة لاهور الباكستانية حيث كان المسيحيون يحتفلون بعيد الفصح.

وأعلن فصيل جماعة الأحرار التابع لحركة طالبان مسئوليته عن الهجوم وقال إنه استهدف الأقلية المسيحية. وقال المتحدث باسم الفصيل، إحسان الله إحسان «المسيحيون كانوا الهدف».

وأضاف «نريد توجيه هذه الرسالة لرئيس الوزراء نواز شريف بأننا دخلنا لاهور. يستطيع أن يفعل ما يشاء لكنه لن يتمكن من إيقافنا. سيواصل مقاتلونا هذه الهجمات».

وشوهدت عشرات السيارات تهرع إلى متنزه «غولشان الإقبال» الواقع قرب وسط المدينة التي تعد ثمانية ملايين نسمة، وفي عداد الضحايا الكثير من النساء والأطفال.

وقال مسئول الإدارة المحلية في لاهور، محمد عثمان لوكالة «فرانس برس» إن «الحصيلة ارتفعت إلى 65 قتيلاً وعمليات الإغاثة تتواصل» مشيراً إلى أن أكثر من 50 طفلاً في عداد الجرحى.

وأضاف أنه تم استدعاء الجيش للمساعدة قائلاً «لقد تلقينا مساعدة الجيش. لقد وصل عسكريون إلى المكان وهم يساعدون في الإغاثة والأمن».

من جهته، قال الضابط في الشرطة، حيدر أشرف لـ «فرانس برس»: «يبدو أنه هجوم انتحاري (...) المتنزه كان يضيق بالرواد الأحد».

وقال طبيب في مستشفى جناه «إن عدد الجرحى يفوق 200 شخص ومعظمهم في حالة حرجة».

وقال مسئول الصحة الإقليمي خواجه سلمان رفيق لـ «فرانس برس» إن السلطات طلبت من المواطنين التبرع بالدم.

وقال جواد علي الذي يقيم قبالة المتنزه ويبلغ من العمر 35 عاماً إن قوة الانفجار أدت إلى تحطم زجاج منزله.

وأضاف «كان كل شيء يهتز وسمع الصراخ في كل مكان وانتشر الغبار»، موضحاً «بعد عشر دقائق خرجت، وكانت أشلاء الضحايا متناثرة على جدران المنزل. كان الناس يبكون ويمكن رؤية سيارات الإسعاف».

وتابع أن المتنزه كان مكتظاً أمس (الأحد) بسبب عيد الفصح بحسب التقويم الغربي.

وأوضح «كان هناك كثير من المسيحيين في المكان. كان المتنزه مكتظاً حتى أنني طلبت من عائلتي عدم التوجه إليه».

وسارعت الولايات المتحدة إلى التنديد بهجوم «جبان» في لاهور.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، نيد برايس في بيان صادر عن البيت الأبيض إن «الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الهجوم المروع الذي وقع اليوم (أمس) في لاهور في باكستان».

وأضاف «هذا العمل الجبان في متنزه لطالما اعتبر هادئاً وجميلاً أدى إلى مقتل عشرات المدنيين الأبرياء وإصابة عشرات بجروح».

صدامات في إسلام آباد

ويأتي الانفجار فيما شهدت العاصمة إسلام آباد صدامات بين الشرطة ونحو 25 الفاً من مناصري ممتاز قادري، الإسلامي الذي أعدم الشهر الماضي بتهمة قتل حاكم البنجاب في 2011.

ونشر الجيش الباكستاني عناصره في شوارع العاصمة إثر هذه المواجهات.

وأطلقت شرطة مكافحة الشغب المجهزة بدروع الغاز المسيل للدموع لمنع المتظاهرين من الوصول إلى وسط المدينة.

وكتب متحدث عسكري في تغريدة على «تويتر» أمس أنه تم استدعاء الجيش لضمان السيطرة على الوضع وتأمين المنطقة المحيطة بالبرلمان حيث كان المحتجون يتجمعون.

ويعتبر إسلاميون ممتاز قادري «بطلاً» بعد أن قتل في 2011 حاكم إقليم البنجاب، سلمان تيسير بسبب تأييد الأخير تعديل قانون يجرم التجديف.

وقد تراجعت مستويات العنف عموماً في باكستان منذ أن بدأ الجيش هجوماً واسع النطاق على معاقل حركة طالبان وتنظيم «القاعدة» في المناطق الحدودية مع أفغانستان بشمال غرب البلاد العام 2014.

والسنة الماضية شهدت أدنى مستوى ضحايا من المدنيين وقوات الأمن منذ العام 2007 حين تشكلت حركة طالبان الباكستانية من مختلف الفصائل.

لكن المسلحين لا يزالون قادرين على تنفيذ هجمات بين الحين والآخر.

وقتل 17 شخصاً وأصيب عشرات حين انفجرت قنبلة داخل حافلة في بيشاور، كبرى مدن شمال غرب باكستان، في 16 مارس.

وانفجار أمس (الأحد) في لاهور يعتبر الأكثر دموية منذ أن فجر انتحاري نفسه على أبرز معبر حدودي بين باكستان والهند موقعاً 55 قتيلاً في هجوم تبناه فصيل جماعة الأحرار من حركة طالبان في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014.

وفي السنوات الماضية تعرضت كنائس لهجمات في لاهور، معقل رئيس الوزراء نواز شريف في إقليم البنجاب.

وتستهدف مجموعات إسلامية مسلحة في باكستان الأقلية المسيحية التي تشكل نحو 2 في المئة من عدد سكان باكستان المسلمين بغالبيتهم والذي يناهز 200 مليون نسمة.

العدد 4951 - الأحد 27 مارس 2016م الموافق 18 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً