نصوص من كتاب شعري جديد بعنوان:«تلك التي أحبها»
لها
لطفلة تتعثَّر بعتبات البيت
لصبية تغار من شعرها
لامرأة تظلل قلبها بالحب
لأم تلعب مع عيالها
لشاعرة ترحم الحرف
لفوزية تلك التي أحبها
دموع طفلة تتجاور على شرائط البلور
وهي تلملم حاجياتها من رصيف يصغي
لصق الحائط تدحرج ظلها الممدود حتى عتبات البيت المنكسرة لغيابها
ثمة صبية تتعارك ونزيف الغبار يثلم رئتيها بحرير رعب آت
تنتعل نبضات قلب يهلع لخلاياها
وكأنها تمشي
حقيبة الدرس تومئ لعظامها الصغيرة :
لا تقلقي من ثقلي.. سنصل
وهي زائغة الذاكرة، مشغولة بالوهم تدرك:
أن في الطريق بين بيت الدرس وبيت الأم
ثمة مسافات من الصعب مداراة وجعها
هاهي تحلق في بياض العمر
لم تلون شعرها بسواد مضى تتفهم سره
هاهي تنظر لطفلتها الرحيمة التي تناجيها بوجيع الحب
تمسِّد على ماضيها وتبتسم لذاك الطريق الذي بدا للوهلة يحن ويأبه
غسلت صحونهم ووضعتها قرب منشفة مبتلة
ومضت لكتاب قديم تمتحنه على فراش نسيت أن توقظه من البارحة
حالم وأسير لشغافها الطرية
قبل أن تنام، يسقط الكتاب بين عينيها
أراها الآن
بثوبها الأزرق القطني وشعرها المسدول كنهيرات تتعارك بهدوء
فمها المضموم من هول ما تشهد في كوابيسها الغجرية
ودفء يديها التي تتوسد قلبها
حبيبتي الصغيرة
تلك التي أحبها
جارة الفراغ
لصق الجدار
ثمة عناكب طفيفة في خفتها تؤنسن الفراغ
عذرية لا تطاق
خيط خفي وآخر يلهو بقربه
منظر الهواء وهو يحدق بجدية عبثه
يجعلني أقهقه وأنا أمتثل لجديته.
كأنه يحاول أن يفسر
ليست دوائر ولا منحنيات ولا
كمينَ مثيراً
أؤجل تنظيف الزوايا
وصدى أمي كعادته يهدد وحدتي
لا أستطيع إلغاء المذهل وهو يتخفى أمامي
لأنجو من جثة كئيبة لذبابة تتهشم في حرير مرير
أرقب التفاصيل الأكيدة
مشمولة بموهبة النظر الأبدي لشغل الله
حتى..
بدا صمت أكيد يتكسر
أوامر تقترب بجدية أشد
وأنا أزحزح المشهد لمكان ما.. لا أسمّيه
بثوبي الأزرق الصغير
بضفيرتي المشدودتين دوماً
بطاعتي العمياء كعباد شمس أعمى
بخوفي الأول
أشد على قلبي لئلا يتمزق
وأنا أشهد يدا أمي تبدّدان جارة الفراغ مني