تواصل اليوم الأحد (27 مارس/ أذار 2016) تعقب المشتبه بهم في الاعتداءات التي ضربت بروكسل (الثلثاء) الماضي، فيما واصل البلجيكيون تكريم الضحايا رغم الغاء مسيرة كبيرة تنديدا بالهجمات بسبب مخاوف امنية.
وأجرت الشرطة 13 عملية دهم جديدة في اطار البحث عن متورطين في الهجمات، وتم توقيف اربعة اشخاص، وفق ما افادت النيابة الفدرالية اليوم.
من جهتهم، يحاول المحققون التأكد مما اذا كان فيصل شفو، المشتبه الوحيد بصلته المباشرة بالهجمات المتطرفة، هو "الرجل صاحب القبعة" الذي وضع قنبلة في مطار بروكسل ورافق الانتحاريين ابراهيم البكراوي ونجم العشرواي.
والاخيران هما على غرار انتحاري المترو خالد البكراوي، على ارتباط وثيق بالمجموعة التي شنت هجمات باريس في تشرين الثاني/نوفمبر.
وادت عملية توقيف احد الاشخاص في ايطاليا، واتهام اخر في بلجيكا، الى تسليط الضوء مجددا على تقاطع المجموعات الجهادية الفرنسية والبلجيكية، اثر هجمات راح ضحيتها 130 قتيلا يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر في باريس، و28 قتيلا الثلثاء في بروكسل وفق حصيلة معدلة.
واعتقلت السلطات الإيطالية السبت المواطن الجزائري جمال الدين عوالي البالغ 40 عاما في منطقة ساليرنو في جنوب البلاد بناء على طلب القضاء البلجيكي. وافادت وسائل الاعلام الايطالية ان عوالي يشتبه بانه شارك في تزوير وثائق استخدمها الانتحاريون في باريس وبروكسل.
وافاد مصدر قضائي انه تم استجواب عوالي الاحد لكنه رفض الاجابة عن الاسئلة.
ومع انتهاء الاستجواب اكد قاضي التحقيق الاولي توقيف الجزائري حتى تسليمه لبلجيكا.
تظاهرة لقوميين وصدامات
على خط مواز، وجهت التهمة الى مشتبه به ثان في بلجيكا في تحقيق منفصل يتعلق بهجوم تم احباطه الخميس في باريس، وفق ما اعلنت النيابة الفدرالية البلجيكية الاحد. ويضاف اتهام عبد الرحمن أ. بـ"المشاركة في نشاطات مجموعة ارهابية" الى قضية رباح ن. في سياق التعاون الفرنسي - البلجيكي.
ولا يزال الفرنسي رضا كريكت البالغ 34 عاما محتجزا في فرنسا، بعدما اوقف الخميس قرب باريس بصفته المشتبه به الرئيسي في مخطط الهجوم الذي تم احباطه. وبعد توقيفه، تم العثور على اسلحة ومتفجرات داخل شقة في الضاحية الباريسية.
وفي بروكسل، واصل عشرات الاشخاص التوجه في احد الفصح الى ساحة البورصة. واضاءت مجموعات منهم شموعا واحيت ذكرى الضحايا بصمت، بحماية قوات الامن.
ورغم الغاء المسيرة الكبيرة التي كانت مقررة الاحد بسبب مخاوف امنية، استخدمت شرطة مكافحة الشغب خراطيم المياه لتفريق نحو 300 متظاهر قومي في ساحة البورصة ارتدوا الاسود واطلقوا شعارات مناهضة لتنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى هجمات الثلاثاء.
واتهم بعض المتظاهرين "الدولة بالتواطؤ مع داعش" ورشقوا قوات الامن بمقذوفات حارقة، وفق ما اوردت الشرطة.
وسرعان ما اتسع نطاق المواجهة مع من يقصدون ساحة البورصة لتكريم الضحايا.
وتحدثت الشرطة عن اعتقال عشرة متظاهرين قوميين فيما ندد رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال "بشدة بهذه التجاوزات".
الضحايا
الى ذلك، يستمر التعرف على هويات الضحايا وبينهم طالب التسويق البلجيكي بارت ميغوم البالغ 21 عاما والذي كان يفترض ان يسافر الى الولايات المتحدة للقاء صديقته، وليوبولد هيشت البالغ 20 عاما والذي قررت عائلته التبرع باعضائه على امل "انقاذ حياة".
ومن الضحايا ايضا الاميركيان جاستن وستيفاني شولتز، والايطالية باتريسيا ريزو البالغة 48 عاما والتي كانت تعمل في وكالة تابعة للمجلس الاوروبي للابحاث.
وبينهم كذلك اليتا ويه البالغة 41 عاما، وهي لاجئة ليبيرية حصلت على الجنسية الهولندية، كانت تعمل متطوعة في دار للراحة في هولندا، وكانت مسافرة الى الولايات المتحدة لحضور جنازة احد اقربائها.
وقال الصحافي البلجيكي ميشال فيسارت الذي فقد ابنته لوريان في تفجير المترو، لتلفزيون "ار تي بي اف" حيث يعمل "انه الم لا يمكن وصفه اتقاسمه مع عائلات الضحايا في باريس وتونس وامكنة اخرى".
واضاف "اعتقد ان بناء الجدران (...) وزرع الكره لا يؤدي الى اي نتيجة"، آملا بالوصول الى عالم يسوده "الاحترام" و"التسامح" و"المحبة".
ومن بين الجرحى الـ340، الفرنسية فاني كلين البالغة 20 عاما والمتحدرة من جزيرة لا ريونيون في المحيط الهندي. وقالت هذه المبشرة لوكالة فرانس برس انها اصيبت بجروح وحروق في الركبتين موجهة بدورها نداء من اجل التسامح.