أكد وزير شئون الإعلام علي بن محمد الرميحي أن مملكة البحرين تشكل نموذجًا رائدًا في الإبداع الفكري والثقافي، والتقدم العلمـي والمعرفي، استنادًا إلى تاريخها العريق، وانفتاحها الإعلامي والديمقراطي والاقتصادي، واتساع آفاق التعبيـر الحر عن الرأي في إطار المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وأعرب الوزير، لدى زيارته معرض البحرين الدولي للكتاب، عن اعتـزازه بتنظيم هيئة البحرين للثقافة والآثار لهذا المعرض في نسخته السابعة عشرة برعاية رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأميـر خليفة بن سلمان آل خليفة، وبمشاركة 380 دار نشر ومؤسسة ثقافية محلية وعربية وعالمية، وذلك في موقع متحف البحرين الوطني، بما يعكس المعالم السياحية والتاريخية والحضارية والعمرانية للمملكة.
وأضاف الرميحي أن تنظيم الفعاليات الثقافية والإعلامية يأتي في إطار حرص الحكومة على نشر المعارف والثقافة والفنون، وتشجيع المواطنين على القراءة، وتحفيـزهم على الإبداع وإثراء الحركة العلمية والأدبية والفكرية، بما يعكس المكانة التاريخية المتميـزة للمملكة كرائدة في التعليم والثقافة والتنوير في المنطقة منذ بدايات القرن الماضي، لاسيما في تعليم المرأة ودعم المجتمع المدني.
وأشاد وزير الإعلام بما تشهده الحركة الإعلامية والثقافية من مستويات غيـر مسبوقة من الانفتاح والتميـز خلال العهد الزاهر لجلالة الملك المفدى، مشيرًا إلى إصدار 22 صـحيفة ومجلة يومية وأسبوعية، و38 مجلة شهرية حاليًا، وارتفاع الإصدارات العلمية لمؤلفين بحرينيين بحسب إحصاءات المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي إلى 1985 كتابًا ورسالة علمية وأدبية وفكرية وسياسية واقتصادية خلال السنوات (2000 - 2014)، بما يفوق إصدارات المئة عام الماضية للسنوات (1900 - 1999)، والبالغة 1502 كتاب.
وأشار إلى أن البحرين حققت إنجازات ملموسة إقليميًا ودوليًا على صعيد ترسيخ المجتمع المعرفي، وتصدرها قائمة البلدان العربية في مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للعام 2015 الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، وتقرير الأمم المتحدة للحكومة الالكترونية للعام 2014، وتوفير التعليم للجميع وفقًا لمنظمة اليونسكو، والمركز الثاني عربيًا في مؤشر اقتصاد المعرفة الصادر عن البنك الدولي للعام 2012، والرابع عربيًا ضمن الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جدًا وفقًا لتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للعام 2015.
وأكد أهمية معرض البحرين الدولي للكتاب في إبراز أهمية القراءة ودورها في نشر المعارف والارتقاء بوعي الشعوب، مرحبًا بحلول المملكة الأردنية الهاشمية كضيف شرف على النسخة السابعة عشر من هذا المعرض، بما يترجم عمق العلاقات الأخوية التاريخية البحرينية الأردنية، ومعربًا عن إعجابه بأجنحة الدول المشاركة وما تتضمنه من إصدارات علمية وثقافية متنوعة.
وأشار الرميحي إلى أهمية تعزيز التعاون العربي في ترسيخ مجتمع المعلومات وتشجيع القراءة والبحث العلمي والإنتاج الفكري والأدبي، منوهًا إلى تزايد الإدراك العالمي لقيمة القراءة والمعرفة كإحدى ركائز النهوض بالتنمية الشاملة والمستدامة، في ظل ارتفاع مبيعات الكتب عالميًا لأكثر من 125 مليار دولار أميركي خلال العام الجاري، تمثل الكتب الالكترونية نسبة 13 في المئة منها.
وأوضح أن الدول العربية رغم ارتفاع عدد الجامعات الحكومية والخاصة لأكثر من 500 جامعة وفقًا لتقرير المعرفة العربي للعام 2014 لاتزال متأخرة عن الركب العالمي في المجال المعرفي والعلمي، لافتًا إلى ندرة المحتوى الالكتروني العربي، وهجرة العقول والكفاءات والمواهب، وضعف الإنفاق على أنشطة البحث العلمي والتطوير إلى نسبة تتراوح بين 0.03 في المئة و0.73 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي، ونسبة 0.5 في المئة من الإنفاق العالمي، و0.7 في المئة فقط من عدد الباحثين عالميًا رغم تكوينها 5 في المئة من سكان العالم، مضيفًا أن متوسط الإنتاج العربي من البحوث والدراسات هو 41 بحثًا لكل مليون من السكان وهو ما يقل عن المتوسط العالمي البالغ 147 بحثًا.
وأشار إلى أهمية المعارض والفعاليات والمهرجانات الثقافية والعلمية والإعلامية المتخصصة في تسليط الضوء على أهمية تطوير الحركة التعليمية والثقافية والمعرفية في الوطن العربي، ومعالجة المشكلات الراهنة نحو تطوير الموارد البشرية وبناء المجتمع المعرفي.
وأكد الرميحي حرص مملكة البحرين في إطار الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص على مواصلة مسيرة تنمية الموارد البشرية، وتزويدها بالقدرات العلمية والفكرية، مشيرًا إلى أن الاستثمار في العنصر البشري ركن أساسي في برنامج عمل الحكومة، باعتباره محور الارتقاء بالوطن وتقدمه وازدهاره، وترسيخ مجتمع المعلومات والتنمية المستدامة.