سجل العارضون والزوار لمعرض البحرين الدولي للكتاب، إشادتهم بالتنظيم، فيما كشفت اللجنة المنظمة لـ«الوسط»، عن استقبال المعرض أكثر من 10 آلاف زائر في أيامه الثلاثة الأولى.
وبحسب تقديرات مدير المعرض بشار جاسم، أمس السبت (26 مارس/ آذار 2016)، فإن المعرض الذي افتتح يوم الخميس الماضي، استقبل في يومه الأول (الفترة المسائية) 3 آلاف زائر، وفي اليوم الثاني تضاعف العدد ليصل إلى 6 آلاف زائر، فيما تشير أعداد الزوار في اليوم الثالث، إلى تزايد مستوى الإقبال على المعرض.
وأضاف «لضمان راحة الزوار من المحتاجين، تم توفير سيارة خاصة من مواقف السيارات إلى جسر الثقافة بمتحف البحرين الوطني»، مثنياً على جهود فريق العمل المعني بالتنظيم، مردفاً «واصلوا الليل بالنهار، من أجل أن يرى المعرض والبرامج المصاحبة له، النور».
وتابع «أشير هنا إلى أننا سجلنا السبق على مستوى معارض الكتاب، على مستوى المنطقة والعالم، حين أقمنا النسخة الـ 17 من المعرض في موقع متحف البحرين الوطني، الأمر الذي ترك انطباعات إيجابية لدى الجمهور والزوار، وهو ما يتناغم مع شعار مملكة البحرين لهذا العام (البحرين وجهتك)، وذلك عبر احتضان الموقع للصروح الوطنية، والتي تشمل الصالة الثقافية، المركز الإقليمي للتراث العالمي، مسرح البحرين الوطني، متحف البحرين الوطني، مركز الفنون، المعرض الوطني، وقلعة حالة بوماهر، وكل ذلك يعبر عن بصمة لرئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، في تاريخ إقامة معارض الكتاب الدولية».
وفيما يتعلق بفريق العمل المسئول عن التنظيم، قال: «لدينا فريق عمل من الأساسيين لا تتجاوز أعدادهم الـ 10 أشخاص، ويعملون تحت إشراف اللجنة العليا بقيادة الشيخة مي»، مضيفاً «بموازاة ذلك، لدينا الكوادر البحرينية التي لاتزال تعطي، بل إنني أنوه هنا إلى تشييدنا موقع المعرض من لا شيء، وذلك عبر تشييد الخيمة التي لا تقل مساحتها عن 8 آلاف متر مربع، وتتضمن الخدمات كافة، بما في ذلك احتياجات الناشرين وكل ما يحتاجونه من تجهيزات، وكل ذلك تم استكماله في فترة لا تتجاوز 25 يوماً».
من جانبهم، عبر عدد من الزوار ممن التقتهم «الوسط»، عن رضاهم حيال مستوى التنظيم في المعرض الذي يقام على مدى 11 يوماً ويختتم في (3 إبريل/ نيسان 2016).
فقد رأى المواطن عبدالله صليبيخ، الذي كان يحمل في يده كتاب «إضاءات السرد» للبحريني الراحل عبدالله خليفة، أن «التنظيم جيد، بما في ذلك مواقف السيارات التي لا تبعد كثيراً عن موقع المعرض، أما المكان فإني أراه اختياراً موفقا، بل يتفوق على المكان السابق. ممثلاً في مركز البحرين الدولي للمعارض».
وأضاف «سأتحدث هنا عن الكتب الموجودة والتي أراها قيمة ومتنوعة، غير أني أشير كذلك إلى غياب بعض الكتب الممنوعة، من بينها كتاب (الشخصية المحمدية) لمعروف الرصافي، وكتاب (محمد التاريخ... محمد الإيمان) للمؤلف عفيفي».
واختتم حديثه بالإشارة لأهمية الاحتفاء بالمفكرين والمثقفين في مملكة البحرين، والذين يمثلون علامة بارزة على مستوى الوطن العربي، كما هو الحال مع الراحل عبدالله خليفة.
أما المواطنة منى علي، والتي استوقفتها «الوسط» لحظة عبورها جسر الثقافة الواصل بين المسرح الوطني والمعرض، فقد اعتبرت أن التنظيم أفضل مما كان عليه في العام الماضي، وذلك من حيث ترتيب أجنحة العرض، وسعة المكان، ونوهت بإيجابية اختيار موقع متحف البحرين الوطني، مكاناً لاحتضان المعرض.
وعن تقييمها للكتب المعروضة، قالت المواطنة منى علي بعد أن خرجت بحصيلة قوامها 3 روايات عن الجريمة، «طغى على المعروض الروايات والقصص، وكمعلمة، كانت أمنيتي العثور على كتب تعنى باللغة الانجليزية، والتي كانت متوافرة لكن بأعداد قليلة».
«وزارة الثقافة» العمانية لـ «الوسط»: نحتضن الشباب وندعم مؤلفاتهم
وخلال تجوالها بين أجنحة معرض البحرين الدولي للكتاب، تحدثت «الوسط»، مع المسئول عن جناح وزارة التراث والثقافة بسلطنة عمان، عبدالله صالح الشيادي، الذي أشار إلى أن معروضات الجناح من الكتب، تتركز في المخطوطات والكتب القديمة التي تم جمعها من الأهالي في السلطنة ومن خارجها، ليتم بعد ذلك تنقيحها وطباعتها من قبل الوزارة، مشتملةً على صور للمخطوطات.
وعن التجربة العمانية الثقافية، قال: «عمل الوزير السيدهيثم على شراء إنتاجات الشباب العُماني من الكتب، وذلك من أجل طباعتها، حيث تشتري الوزارة كميات وتعرضها على الجمهور كمساهمة منها لترويج الكاتب العُماني الشاب».
وأضاف «لدينا كذلك النادي الثقافي والمنتدى الأدبي، وكلاهما تابعان للوزارة، وعبرهما تطبع كتب المؤلفين الشباب».
واستعرض الشيادي عدداً من نتاجات الوزارة، فقال: «من بينها (كتاب الأنساب) للمؤلف العلامة ابن المنذر سلمة بن مسلم الصحاري، ويعنى بأنساب القبائل العربية والخليجية، وذلك عن طريق الاستعانة بكتب قديمة، بدءاً من بداية الخليقة حتى العصر الحديث، وهو عبارة عن مجلدين».
وأضاف «كذلك، لدينا كتاب (عمان عبر التاريخ) للشيخ سالم بن حمود السيابي، وهو عبارة عن 4 أجزاء يتحدث فيها عن تجارب السلاطين العمانية. وبجانب ذلك، لدينا كتاب جديد وهو (الموسوعة العمانية)، وهو عبارة عن مشروع صدر في العام 2014، ويتناول الحياة في سلطنة عمان ويوثقها بكل تفاصيلها».
وعن طبيعة اهتمامات القارى في سلطنة عمان وفي مملكة البحرين، قال: «الكتب جميعها ومن مختلف المجالات تلقى إقبالاً، سواءً في الفقه أو السيرة أو التاريخ والنحو وغيرها من المجالات، أما القارئ البحريني، فلانزال في الأيام الأولى للمعرض، لكنني أشير إلى ما لاحظته من اهتمامات تطول مجالات النحو التاريخ والطب، بشكل رئيسي».
العدد 4950 - السبت 26 مارس 2016م الموافق 17 جمادى الآخرة 1437هـ
ما ذا نقرأ
يا حبذا لو تقوم جريدة الوسط أو أحد القراء بعمل دراسة تبين نوعية الكتب المعروضة وما يقتنيه الزوار. فليس المهم عدد المكتبات المشاركة أو عدد الكتب فقط ولكن ماذا يقرأ الناس. هل لا زالوا منغمسين في الماضي أم يقبلون على مختلف أنواع الكتب. مستقبل المرء يحدده ما يقرأ.