بدأت السلطات اليونانية أمس السبت (26 مارس/ آذار 2016) إجلاء عدد صغير من المهاجرين العالقين في مخيم أيدوميني على الحدود مع مقدونيا، في وقت سجل تدفق اللاجئين إلى الجزر اليونانية عبر بحر إيجه من تركيا تراجعاً كبيراً.
ونقلت ثماني حافلات الجمعة 400 مهاجر من مخيم أيدوميني إلى مراكز الاستقبال في المنطقة بحسب الشرطة المحلية. وكانت حوالى 10 حافلات تنتظر السبت لنقل المهاجرين الموافقين على مغادرة المخيم ومعظمهم من الأسر مع أطفال لم تعد تحتمل ظروف العيش الصعبة في المكان.
وبينهم جانغر حسن (29 عاماً) الآتي من كردستان العراق والمقيم في المخيم منذ شهر مع زوجته وأطفالهما، الذي يفكر في الرحيل.
وصرح لوكالة «فرانس برس»: «لا شيء نفعله هنا. الأطفال يمرضون. الوضع سيء منذ يومين تهب رياح وأحياناً تمطر». وتابع «ليس أمامنا خيار سوى الرحيل».
لكن آخرين كالعراقية فاطمة أحمد (40 عاماً) ترفض أن تفقد الأمل بإعادة فتح طريق البلقان.
وتؤكد المرأة التي ترافقها بناتها الثلاث وأصبح ابنها البالغ الـ13 من العمر في ألمانيا أن «الأشخاص الذين فقدوا الأمل ولم يعد لديهم المال سيرحلون على الأرجح. لكن لديّ أمل بأن شيئاً أفضل سيحصل اليوم أو غداً».
وأكدت أنها لن تقتنع بضرورة مغادرة أيدوميني إلا إذا أمنت الحكومة اليونانية «مأوى» لكل مهاجر.
ووفقاً للأرقام الرسمية لا يزال 11603 أشخاص صباحاً في أيدوميني حيث يتكدس المهاجرون منذ إغلاق مقدونياً الحدود مطلع مارس.
من جهتها أعلنت الشرطة الألبانية في بيان أمس أنها طردت ستة مهاجرين سوريين دخلوا ليل الجمعة إلى أراضيها خلسة من اليونان، واعتقلت مهرباً ألبانياً يشتبه في أنه يعمل في تهريب المهاجرين غير الشرعيين.
وقالت متحدثة باسم الشرطة إن «السوريين قالوا (للشرطة) إن هدفهم كان المرور عبر ألبانيا لاستكمال طريقهم بعد ذلك إلى أحد بلدان الاتحاد الأوروبي».
ساعدونا على فتح الحدود
وحالة اليأس واضحة في المخيم حيث علق المهاجرون يافطة على خيمة كتب عليها «ساعدونا على فتح الحدود».
ودانت المنظمات الإنسانية الشروط المريعة التي يعيش فيها المهاجرون في خيم وسط الوحول.
والخميس قال المتحدث باسم خدمة تنسيق سياسة الهجرة، يورغوس كيريتسيس «اعتباراً من الإثنين جهود (الإجلاء) ستتكثف». وأضاف أنه سيتم إنشاء مكان لثلاثين ألف شخص جديد في مراكز الاستقبال خلال 20 يوماً.
وفي الأثتاء استمر تراجع تدفق المهاجرين من تركيا منذ دخول الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حيز التنفيذ قبل أسبوع والمفترض قطع طريق الهجرة إلى أوروبا.
وأمس (السبت) أعلنت السلطات أن 78 شخصاً فقط وصلوا الجمعة إلى الجزر اليونانية و161 الخميس.
ولم يسجل وصول أي مهاجر الأربعاء وذلك لأول مرة منذ بدء تطبيق الاتفاق الأحد، المفترض أن يوقف تدفق المهاجرين عبر بحر إيجه.
وهذا الاتفاق الذي احتجت عليه المنظمات الإنسانية، يقضي بإبعاد إلى تركيا كل الذين وصلوا إلى اليونان بصورة غير مشروعة اعتباراً من 20 مارس الجاري بمن فيهم طالبو اللجوء السوريون باستثناء الأشخاص الذين يحتاجون إلى حماية خاصة كالأكراد مثلاً.
وتعهد الاتحاد الأوروبي باحترام قواعد حق اللجوء لكن من دون إقناع العاملين في المجال الإنساني.
ومستفيدة من هذا الوضع، تسعى السلطات اليونانية إلى تطبيق الاتفاق الذي يستلزم وسائل لوجيستية معقدة مع نشر أربعة آلاف عنصر غالبيتهم من قوات الأمن وخبراء في قضايا اللجوء ستؤمن دول الاتحاد الأوروبي 2300 منهم.
العدد 4950 - السبت 26 مارس 2016م الموافق 17 جمادى الآخرة 1437هـ