أحرزت العملية الأمنية للقضاء على الشبكة المتطرفة التي نفذت اعتداءات بروكسل وباريس، تقدماً اليوم السبت (26 مارس/ آذار 2016) مع توجيه الاتهام إلى مشتبه به قد يكون الشخص الثالث الذي شارك في الهجوم على مطار العاصمة البلجيكية، حيث ألغيت تظاهرة لأسباب أمنية.
وفي وقت لا يزال التحذير من خطر إرهابي مرتفعاً، طلبت السلطات السبت لدواع "أمنية" إرجاء هذه التظاهرة التي كانت مقررة الأحد في العاصمة البلجيكية "لبضعة أسابيع".
وعزت السلطات طلبها إلى الاستنفار الكبير الذي يسود قوات الأمن في عاصمة الاتحاد الأوروبي مع استمرار عمليات الشرطة والإنذارات الكاذبة.
وأكد منظمو التحرك أن "امن المواطنين أولوية مطلقة"، علما بان التظاهرة كانت تهدف إلى "الإثبات لمن يريدون تركيعنا إننا سنظل واقفين"، بحسب ما أعلنوا.
وبعد الاعتداءات المتطرفة التي استهدفت باريس في يناير/ كانون الثاني 2015، تظاهر نحو مليون ونصف مليون شخص ضد الإرهاب في العاصمة الفرنسية.
لكن بروكسل تواجه صعوبة بالغة في استعادة إيقاع حياتها الطبيعي بعد أربعة أيام على وقوع الهجمات الإرهابية في المطار والمترو والتي خلفت بحسب حصيلة جديدة 31 قتيلاً و340 جريحاً بينهم 62 لا يزالون في العناية المركزة.
وسيظل مطار بروكسل مغلقا يوماً إضافياً على الأقل حتى (الاثنين) ضمنا، ما أطاح بعطلة عيد الفصح بالنسبة إلى كثير من البلجيكيين.
وأعلنت النيابة الفدرالية البلجيكية ان مشتبها به اول هو فيصل س. كان اعتقل الخميس، وجه اليه الاتهام ب"عمليات اغتيال ارهابية" في اطار التحقيق في اعتداءات بروكسل.
والسؤال: هل يكون هذا المشتبه به الملاحق منذ الثلاثاء، الرجل الثالث الذي يعتمر قبعة وكان يسير الى جانب الانتحاريين الاثنين في المطار؟ واكتفى مصدر قريب من التحقيق بالقول لفرانس برس انها "فرضية" مفضلا انتظار تحديد هويته في شكل رسمي.
والرجل المذكور الذي كان يرتدي قبعة داكنة وسترة فاتحة ويدفع بعربة عليها حقيبة وفق ما اظهرت كاميرات المراقبة، كان وصل صباح الثلاثاء الى المطار مع الانتحاريين ابراهيم البكراوي ونجم العشراوي المرتبطين بمنفذي هجمات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر.
ويقول المحققون انه كان "وضع حقيبة كبيرة" تحوي "المتفجرة الاكبر" قبل ان يغادر المكان. لكن قنبلته لم تنفجر.
وتتم ملاحقة مشتبه به اخر لم تكشف هويته بعد كان شوهد مع حقيبة اخرى قرب خالد البكراوي، شقيق ابراهيم، الذي فجر نفسه في المترو.
والملاحقة تطاول ايضا بلجيكيا اخر هو محمد عبريني، يشتبه بانه اضطلع على الاقل بدور لوجستي.
واثر مقتل او توقيف اكثر من 30 رجلا اصبحت الشبكة المسؤولة عن اعتداءات باريس وبروكسل "في طور التفكيك" على ما اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة، لكنه لفت الى "وجود شبكات اخرى" مؤكدا ان "الخطر لا يزال ماثلا".
واعلنت فرنسا احباط مخطط اعتداء "في مراحله المتقدمة"، عبر اعتقال الفرنسي رضا كريكت (34 عاما) الخميس. وعثر على رشاشات ومتفجرات في شقة بضاحية باريس بعد اعتقاله.
وهنا ايضا، يتقاطع التياران الفرنسي والبلجيكي، علما بان كريكت سبق ان حكم غيابيا في بروكسل في تموز/يوليو 2015 اثناء محاكمة شبكة جهادية تجند مقاتلين الى سوريا. وابرز افراد هذه الشبكة البلجيكي عبد الحميد اباعود احد مدبري اعتداءات باريس في تشرين الثاني/نوفمبر.
كذلك، وجه القضاء البلجيكي الى رباح ن. الذي اعتقل الجمعة في بروكسل في اطار التحقيق الفرنسي البلجيكي في شأن الشبكة المذكورة، تهمة "المشاركة في انشطة مجموعة ارهابية".
وتتعرض السلطات البلجيكية لانتقادات شديدة لانها لم تبذل جهودا كافية لكف ايدي المشتبه بهم قبل ان يتحركوا.
ويعول المحققون الفرنسيون والبلجيكيون الى حد بعيد على صلاح عبد السلام لكشف تفاصيل هذه الشبكات. واعتقل المشتبه به الرئيسي في اعتداءات باريس الاسبوع الفائت في بروكسل بعد تواريه لاكثر من اربعة اشهر عن انظار الاستخبارات البلجيكية. لكنه يلتزم الصمت بعدما ابدى اولا نية للتعاون مقللا من اهمية دوره.
في هذا الوقت، تتواصل عملية التعرف على هويات الضحايا الذين يحملون اربعين جنسية. وحتى الان تم التعرف على 24 قتيلا بينهم 11 مواطنا اجنبيا يحملون ثماني جنسيات بحسب ما اعلن القضاء البلجيكي السبت. ومن هؤلاء اميركيان وفرنسي وبريطانيا وايطالية وثلاثة هولنديين.
ومنذ الثلاثاء، يجتمع البلجيكيون يوميا في ساحة البورصة بقلب العاصمة حيث يضيئون شموعا ويكتبون عبارات على الرصيف تكريما لضحايا الاعتداءات.