انطلقت صباح اليوم السبت (26 مارس/ أذار 2016) في مبنى جامعة الخليج العربي بالمنامة فعاليات المؤتمر الإقليمي الثامن لبرنامج سليم الحص للأخلاقيات الاحيائية والاحتراف التابع– لكلية الطب والمركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت، بعنوان "الخلايا الجذعية: بين الوعود والجدل"، الذي يقام هذا العام بالشراكة مع جامعة الخليج العربي. ومركز كليفلاند للتعليم الطبي المستمر المعتمد من قبل مجلس الاعتمادية الأمريكي للتعليم الطبي في الولايات المتحدة الأميركية.
وقال نائب رئيس جامعة الخليج العربي خالد سعيدة طبارة إن جامعة الخليج العربي تتبنى استضافة مؤتمر الخلايا الجذعية من منطلق دورها الاستراتيجي في خدمة المجتمع الخليجي وتزويده بالعلوم الفريدة والنادرة.
وأضاف أن جامعة الخليج العربي وإذ تحرص على تطور علوم الخلايا الجذعية في المنطقة لما يعول عليها في تحقيق طفرة هائلة على مستوى العلوم الطبية، تعمل بعناية على أن يكون هذه التطور قائماً على الضوابط الأخلاقية، التي تراعي سلامة المرضى، والخصوصية الثقافية والدينية لكل مجتمع.
وبين أن جامعة الخليج العربي تتعاون مع الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية في تطوير لوائح تنظيم الأبحاث والعلاج باستخدام الخلايا الجذعية.
إلى ذلك يسعى المؤتمر لاستكشاف التبعات الأخلاقية والسريرية المتوقعة من الاكتشافات العلمية الجديدة في مجال الخلايا الجذعية ونظرة الأديان لتلك الاكتشافات وتطبيقاتها. كما سيناقش المؤتمر التحديات والفرص المتاحة لأبحاث الخلايا الجذعية في المنطقة، ومناقشة ضرورة وضع مبادئ أخلاقية توجيهية لأبحاث الخلايا الجذعية.
من جانبها قالت المدير المؤسس لبرنامج سليم الحص للأخلاقيات الإحيائية والاحتراف تاليا عراوي إن الخلايا الجذعية تمثل مستقبل الطب في العالم، وقد شهدت الأبحاث والتطبيقات العلاجية القائمة على الخلايا الجذعية في الغرب تطوراً هائلاً في حين أنها ما زالت في طور نموها في العالم العربي.
وأضافت عراوي أن برنامج سليم الحص يسعى لوضع ضوابط مهنية وأخلاقية للأبحاث والعلاج القائم على علوم الخلايا الجذعية بمشاركة مجموعة واسعة من الباحثين المتخصصين المشاركين في مؤتمر "الخلايا الجذعية: بين الوعود والجدل".
وبينت أن برنامج سليم الحص للأخلاقيات الإحيائية والاحتراف التابع– لكلية الطب والمركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت قد أختار الشراكة مع جامعة الخليج العربي لإقامة هذا المؤتمر لما تمثله جامعة الخليج العربي من دور إقليمي مهم على صعيد الأبحاث والدراسات، و المبادرات الإستراتيجية الهامة للمنطقة.
ويتناول المؤتمر بعض التحديات التي تواجه واضعي السياسات في الاستجابة لعلم الخلايا الجذعية، والتطرق لبعض العقبات التي تعترض تطوير الإجماع على سياسات استعمال الخلايا الجذعية اليوم، والتعرف على معايير السياسات العامة ذات المصداقية الأخلاقية في مجال أبحاث الخلايا الجذعية.
كما قدم خلال الافتتاح عضو جمعية التصلب العضلي المتعدد عبدالله بوجيري تجربته الشخصية مع مرض التصلب العضلي للعديد من السنوات، ومعاناته جراء صعوبة تشخيص المرض خلال حقبة الثمانينيات، وتقييمه لتجربة العلاج بواسطة الخلايا الجذعية.
إلى ذلك، يشارك في المؤتمر مدير الأخلاقيات الطبية في المركز الطبي الدولي بجدة محمد البار بورقة عمل بعنوان الخلايا الجذعية من وجهة نظر إسلامية.
إذ بين البار إن الدين الإسلامي يحث على العلم والمعرفة من خلال العديد من آياته التي تدعو إلى التفكر والتبصر.
وأضاف لا يوجد خلاف بين الدين والعلم فالحضارة الإسلامية زاخرة بالعلماء ومثال على التعايش الثقافي والنهضة المشتركة من خلال توظيفها لمختلف الأعراق و الأديان التي عاشت في كنفها.
واستشهد البار بمقولة العالم الإسلامي أبن رشد "من درس التشريح ازداد إيماناً بالله". موضحاً أن نقاش العلماء يجب أن يتوجه إلى تنظيم الأبحاث الحديثة بما يراعي الأخلاقيات الإنسانية، ويتسق مع الشرائع، لكن الدين لا يتعارض مع العلم.
وفي أولى جلسات المؤتمر قدم رئيس كرسي القانون والسياسات الطبية في كلية الصحة العامة في جامعة ألبيرتا بكندا الدكتور تموثي كوفيلد ورقة بعنوان "الخلايا الجذعية: الطرح العلمي، والسياسات الصحية"
وتناول أستاذ أخلاقيات الطب الحيوي في معهد جون هوبكنز بيرمان، في الولايات المتحدة الأميركية جيرمي شوغرمان، المبادئ الأخلاقية التوجيهية على المستوى الدولي لأبحاث الخلايا الجذعية.
فيما تناول أستاذ القانون والعلوم الجينية في جامعة ستانفورد الأميركية هنري غريلي أخلاقيات ترجمة العلوم المبتكرة إلى سياسات مبتكرة".
وفي الجلسة الثانية للمؤتمر تطرق المنسق والباحث المختص في التطوير والاكتشاف بمكتب منظمة الصحة العالمية في القاهرة أحمد منديل لأبحاث الخلاية الجذعية من المنظورين الإقليمي والدولي.
و قدم العميد المشارك في كلية الطب بالجامعة الأميركية في بيروت علي بزرباشي ورقة بعنوان "الخلايا الجذعية ودورها في علاج أمراض الأعصاب التالفة (demyelinating disease): خيال أم احتمال واقعي".
واختتمت جلسات اليوم الأول بورقة قدمها مدير مركز الأميرة الجوهرة الإبراهيم للطب الجزيئي وعلوم المورثات معز بخيت بعنوان "دور جين (إسراء) المحتمل في تحفيز آثار التحول على خلايا الدم وتنظيم نمو الخلايا الجذعية الجينية في الدماغ".