قبل بداية مشوار المنتخب الإسباني نحو تحقيق الإنجاز غير المسبوق بالتتويج بلقب كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم للمرة الثالثة على التوالي، كان المدير الفني فيسنتي دل بوسكي لديه تساؤلات أكثر من الإجابات والقرارات المحسومة.
وجاء تعادل المنتخب الاسباني مع نظيره الإيطالي 1/1 في المباراة الودية التي جمعتهما أمس الأول (الخميس) استعداداً لكأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) التي تنطلق بفرنسا في يونيو/ حزيران المقبل، ليساعد دل بوسكي على الإجابة على اثنين من التساؤلات، ويتعلقان بحراسة المرمى وقيادة خط الهجوم.
فقد توج أريتز أدوريز، اللاعب المخضرم البالغ من العمر 35 عاما والذي سجل الخميس مشاركته الدولية الثانية، عرضه الرائع وعمله الجاد بإحراز هدف التعادل للفريق قبل 20 دقيقة من النهاية.
وانهالت عبارات الإشادة على لاعب أتلتيك بيلباو المخضرم من جانب دل بوسكي، وهو ما يعد مؤشرا على أن الأولوية باتت لصالح أدوريز على حساب لاعبين آخرين مثل باكو ألكاسير وألفارو موراتا وروبرتو سولدادو وفيرناندو توريس.
وقال دل بوسكي: «لقد عمل (أدوريز) بجدية حقا، وقد سجل هدفه من خلال براعته المعروفة في استغلال الفرص. نحن سعداء حقا بأنه هو الذي سجل هدف فريقنا».
كذلك أظهر دل بوسكي ميلا إلى حارس المرمى دي خيا على حساب إيكر كاسياس، إذ أشرك حارس مرمى مانشستر يونايتد الإنجليزي دي خيا في المباراة، التي تعد الأكثر صعوبة بين وديات الفريق قبل يورو 2016.
وتعامل دي خيا بشكل جيد مع التحدي في مباراة أمس الأول التي أقيمت في أوديني، إذ تألق في التصدي لعدة كرات خطيرة ولم تهتز شباكه سوى بهدف لورينز إنساين في الدقيقة 67.
وذكرت إذاعة «راديو ماركا»: «يبدو أن دل بوسكي حسم قراره أخيرا لصالح دي خيا، وأداء الحارس في مباراة الليلة أكد صحة هذا القرار».
ويرجح مشاركة كاسياس في المباراة المقررة غدا (الأحد) أمام المنتخب الروماني في كلوخ، والتي تبدو أقل صعوبة وأهمية من مواجهة إيطاليا.
ويتوقع غياب المدافع سيرجيو راموس عن صفوف المنتخب الإسباني في مباراة رومانيا إذ خرج من مباراة أمس الأول بسبب آلام في الظهر.
وكان اختيار دي خيا (25 عاما) على حساب كاسياس (34 عاما) قرارا صعبا بالنسبة لدل بوسكي، نظرا لحقيقة أن كاسياس هو اللاعب الاسباني الأكثر مشاركة دولية برصيد 165 مباراة.
كذلك يعد كاسياس، إلى جانب لاعبي برشلونة أندريس إنييستا وزافي، الأكثر شعبية في تاريخ اللاعبين الإسبان، وقد قاد كاسياس المنتخب الإسباني الفائز بكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا وكذلك لقبي يورو 2008 و2012.
ومع ذلك، بدت نجومية كاسياس في طريقها إلى الزوال منذ تعرضه لإصابة خطيرة في اليد في العام 2013 إلى جانب خلافاته حينذاك مع المدير الفني السابق لريال مدريد جوزيه مورينهو.
وانتقل كاسياس من الريال إلى بورتو البرتغالي العام 2014 لكنه لم يستطع استعادة نجوميته المعهودة هناك.
وذكرت محطة «كادينا كوبي» الإذاعية في مدريد «كاسياس جزء من تاريخ كرة القدم الاسبانية.. ولكن ربما حان الوقت لتسليم الشعلة إلى الجيل الجديد. دي خيا يتمتع بمستوى أعلى بكثير، وهو ما أظهره أمام إيطاليا». وببراعته ودبلوماسيته المعتادة في الحديث، رفض دل بوسكي الإفصاح علنا عن نيته بشأن حراسة المرمى، وقال عقب المباراة «كلاهما حارسان متميزان». وأضاف «أعرف أنني بإمكاني الاعتماد عليهما معا، لدي ثقة كاملة في كل منهما».
أما عن أداء الفريق بشكل عام في المباراة، فقد قال دل بوسكي «الفريق الإيطالي كان الأفضل في أغلب فترات المباراة، يجب أن أعترف بذلك... أتمنى أن نكون أكثر نشاطا وتألقا في البطولة الأوروبية».
العدد 4949 - الجمعة 25 مارس 2016م الموافق 16 جمادى الآخرة 1437هـ