شددت الباحثة والكاتبة البحرينية منى عبّاس فضل «على جميع من شارك في تجربة العمل الطلابي أن يسجل تجربته للتاريخ وضمان دور المرأة في تلك الحقبة المهمة من تاريخ البحرين».

وأضافت، في ندوة عقدت في مقر جمعية وعد في أم الحصم مساء الأربعاء (23 مارس/ آذار 2016)، تحت عنوان «الدور النضالي للمرأة في الاتحاد الوطني لطلبة البحرين»، أن «المرأة البحرينية قدمت التضحيات بمستوى لا يقل عما قدمه الرجال، وقد تعرفت على نشاط الاتحاد من خلال الصحافة المحلية العام 1972 وتحديدا من خلال إعلان أنشطة المدارس الصيفية».

وأردفت «تعرفنا على ثقافة حقوق المرأة من خلال الاتحاد الوطني للطلبة وتحررها من خلال الأفكار السائدة آنذاك، وفي جامعة الكويت فاق عدد الطالبات عدد الطلبة بشكل ملحوظ، وقد ساهم هامش الحرية في الكويت في رفد الحركة الطلابية وتحرر العقول وإثارة النقاشات والحوارات الفكرية».

وتابعت فضل «قادت نخبة من الطالبات العمل الطلابي من خلال كتابة البيانات وإدارة المؤتمرات وتنظيم الفعاليات الاجتماعية، كما شاركت المرأة الشابة بوعي نسبي وحماس في المعارك النضالية الطلابية وبنفس حماس أخيها الشاب».

وأفادت «انضمت مجموعة من الطالبات النشيطات ذوات خلفية نقابية سابقة وتميزن بالجرأة والاستعداد لتقديم التضحيات، وقد قامت الدولة بضرب الحركة الطلابية والسياسية والنقابية بالاعتقال والتضييق والنفي ومحاصرة جميع الأنشطة ووسائل الإعلام».

وواصلت «برزت في تلك الفترة أفكار التحرر النسوي على المستوى الوطني والعربي والأممي ومساواة الرجل بالمرأة، لذلك فإن النماذج من القيادات النسائية في حركة الاتحاد الطلابي تؤكد أن تمثيلهن لم يكن منحة أو امتيازاً من هذا أو ذاك، بل كان جهدا متراكما من المعرفة والتحدي مع الذات والآن، قبلنا قبول القيادة وتحملنا النتائج التي كانت معروفة آنذاك، ومنها المنع من السفر، المنع من العمل في القطاع العام، كما تعرضت النساء إلى ضغوط المجتمع الذكوري».

وختمت فضل «لقد كانت تلك مرحلة حساسة، ولولا مشاركة العنصر النسائي في قيادة الاتحاد الطلابي، لكان الوضع أكثر سوءاً آنذاك».

من جانبه، قال القيادي في جمعية «وعد» عبدالحميد مراد: «من المهم التركيز على الدور النضالي للمرأة البحرينية في مختلف محطات الحركة الوطنية في البحرين».

وأضاف مراد «لا يمكن الفصل بين الحركة الوطنية والحركة الطلابية في البحرين، حيث قامت الحركة الطلابية برفد الحركة الوطنية».

وأردف «منذ خمسينات القرن الماضي ازداد عدد الطالبات المنضمات في الحركة الطلابية، وقد استطاعت المرأة البحرينية أن تتقدم صفوف الحركة الطلابية حيث تبوأت مناصب قيادية في روابط الطلبة».

وأكمل مراد «شاركت المرأة البحرينية بفعالية كبيرة في أعمال المؤتمر التأسيسي للاتحاد، وعملت في اللجان المنظمة، وفي العام 1970 تم انتخاب امرأة بحرينية لرئاسة رابطة طلبة البحرين في بيروت».

وأشار مراد إلى أن «المرأة البحرينية استطاعت أن تسد الفراغ بعد اعتقال عدد كبير من الكوادر الطلابية في نهاية السبعينات، والمرحلة النضالية في السبعينات كانت قائمة على أسس واضحة، حيث رفضت الطائفية والجهوية والمناطقية والقبلية».

من جانبها، قالت إحدى قيادات الاتحاد الطلابي في السبعينات بفرع القاهرة نورة المرزوقي: إن «الحركة الطلابية في القاهرة في العامين 1976 و1977 كانت في أوج نشاطها، ولأول مرة ندخل في انتخاباتها ونفوز بأربعة مقاعد وأصبحت الرئاسة عندنا».

وتابعت المرزوقي «بعدها تم ضرب الحركة الطلابية، وتم منعنا من السفر وبعض الطلاب أصبح تحت الإقامة الجبرية، وبعضهم تم إبعادهم إلى الخارج، ولدى عودتنا تم اخذ جوازاتنا ولم يتم إرجاعها إلا بعد ثلاث سنوات».

فيما ذكرت عضو جمعية «وعد» نوال زباري «ما كان يميز فرع الكويت آنذاك القيود والأنظمة التي كانت تقيد خروج ودخول الطالبات، ومنع سفرهن إلا إلى البحرين، على رغم الدور الكبير للطالبات آنذاك، فقد كانت هذه القيود تحكم حراكنا، وهذا ما جعل علينا قيودًا في دخولنا في اللجان العليا في الاتحاد الوطني؛ لأنه كان مهما حرية الحركة والتنقل لحضور الاجتماعات».

وأضافت زباري «تجربة العمل الصيفي في الاتحاد الطلابي البحريني تحتاج إلى توثيق، باعتبارها تجربة رائدة وينبغي أن نعتز بها، وخاصة أن هناك مدارس كانت خاصة للطلبة وأخرى للطالبات، ولم تكن مختلطة، وكانت المدارس التي تديرها الطالبات غالبيتهن من الكويت والقاهرة».