ألقت الشرطة البلجيكية القبض على شخص ذكرت قناة تلفزيونية أنه كان يحمل حقيبة مملوءة بالمتفجرات أمس الجمعة (25 مارس/ آذار 2016) بعدما أطلقت النار على ساقه خلال عملية كبرى للشرطة بعد التفجيرات الانتحارية التي وقعت يوم الثلثاء الماضي في بروكسل.

وقال مكتب الادعاء الاتحادي البلجيكي إن عملية الاعتقال واحدة من ثلاث عمليات تمت في بروكسل أمس على صلة بعملية نفذت في فرنسا أمس الأول (الخميس) واعتقل فيها متشدد إسلامي أدين في بلجيكا العام الماضي ويشتبه في أنه كان يخطط لهجوم جديد.

ومنذ أمس الأول اعتقل في بلجيكا تسعة أشخاص بالإضافة لاثنين في ألمانيا حيث تشن السلطات في دول أوروبية حملة على متشددين يشتبه في صلتهم بهجمات بروكسل التي أودت بحياة 31 شخصاً وهجمات باريس التي قتل فيها 130 شخصاً في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وطوقت قوات كثيفة التسليح من الجيش والشرطة منطقة في محيط تقاطع طرق كبير بضاحية سكاربيك في شمال بروكسل. وسمع دوي ثلاثة انفجارات قال رئيس البلدية برنار كليرفاييه إنها ناجمة عن تفجيرات محكومة.

ونقلت قناة (آر.تي.بي.إف) التلفزيونية العامة عن كليرفاييه قوله إن المشتبه به اعتقل بعد إصابته وإنه على صلة بالتفجيرات الانتحارية التي شهدتها بروكسل يوم الثلثاء. وقالت القناة إن المشتبه به ضبط وبحوزته حقيبة مملوءة بالمتفجرات.

وقال شهود لوسائل إعلام محلية إن الشرطة أطلقت النار على الرجل فأصابت ساقه عند محطة للترام لأنه لم يستجب لأوامرها. وقال شاهد لمحطة (آر.تي.بي.إف) إن الرجل كانت برفقته فتاة في نحو الثامنة من عمرها.

وقال شاهد يعيش بالقرب من الموقع متحدثاً لصحيفة «لا ليبر»: «سمعت دوي انفجارين... كانوا يطلقون النار. فتحت النافذة ورأيت رجلاً يرقد قرب موقف الترام. أمرته الشرطة برفع يديه ونزع سترته. قالوا إنهم سيستخدمون أسلحتهم إن لم يستجب».

وأظهر مقطع فيديو من موقع الحادث الرجل وهو ملقى على جانبه وظهرت أيضاً قطع زجاج متناثرة جراء تحطم زجاج قطار الترام بفعل الرصاصات. واقترب روبوت تستخدمه الشرطة للتعامل مع المتفجرات من الرجل المصاب وفحصه بحثاً عن أي عبوات ناسفة.

وهاجم انتحاريون من «داعش» مطار بروكسل ومحطة مترو في أسوأ هجوم في تاريخ بلجيكا. ويعتقد المحققون أن تلك الهجمات من عمل نفس الخلية التي تقف أيضاً وراء هجمات باريس.

وقال مكتب الادعاء الاتحادي إن ستة أشخاص اعتقلوا خلال عمليات تفتيش للشرطة ببروكسل أمس الأول بينهم ثلاثة أطلق سراحهم بينما ظل الثلاثة الآخرون قيد الاحتجاز وقد يواجهون اتهامات.

واعتقل ثلاثة آخرون أمس بعد اعتقال رضا كريكي في فرنسا وهو فرنسي عمره 34 عاما حكم عليه غيابيا بالسجن عشر سنوات في بروكسل في يوليو/ تموز ضمن شبكة لتجنيد المتشددين على صلة بسورية.

وقالت مجلة «دير شبيغل» الألمانية إن الشرطة الألمانية اعتقلت شخصين أحدهما تلقى رسائل على الهاتف المحمول قبل ثلاث دقائق من التفجيرات تضمنت اسم الرجل الذي قالت الشرطة البلجيكية إنّه فجر نفسه في محطة المترو في بروكسل. وذكرت «دير شبيغل» أن الرسائل تضمنت أيضا كلمة «النهاية» بالفرنسية.

وقال مصدر مطلع على التحقيق في بلجيكا إن أحد المعتقلين يشتبه في أنه تواطأ في التفجيرات وظهر في لقطات لكاميرا مراقبة برفقة الانتحاري الذي فجر نفسه في محطة المترو.

ووصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى بروكسل أمس لعرض مساعدة من الولايات المتحدة في الأمن.

وقال كيري بعد لقائه رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل «الولايات المتحدة تصلي لأجلكم وتشعر بالأسى معكم من أجل الأحباء الذين انتزعوا منا بقسوة -وبينهم أميركيان- ومن أجل الكثيرين ممن أصيبوا في هذه الهجمات الدنيئة». وأضاف كيري باللغتين الفرنسية والهولندية اللتين تتحدث بهما بلجيكا «كلنا بروكسل».

وفي باريس اعتقلت السلطات كريكي الفرنسي المشتبه في انتمائه لشبكة متشددة تخطط لهجوم في فرنسا. ولم يربط المسئولون الفرنسيون بشكل مباشر بينه وبين التخطيط لهجمات بروكسل لكن كليرفاييه رئيس بلدية سكاربيك قال إن الرجل الذي أصيب أمس الجمعة على صلة بالتحقيقين.

وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف في كلمة نقلها التلفزيون إن هذا الاعتقال ساعد «في إحباط مخطط في فرنسا كان في مرحلة متقدمة».

وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس «قرب القضاء» على الشبكة التي ارتكبت اعتداءات باريس وبروكسل، موضحاً في الوقت نفسه ان هناك «شبكات اخرى» لاتزال تشكل «تهديداً».

وقال هولاند خلال استقباله الرئيس الاسرائيلي السابق شيمون بيريز «لقد حققنا نتائج في عملنا للعثور على الإرهابيين وتم اعتقال عدد من الاشخاص، اكان في بروكسل او باريس». واضاف «نعلم ان هناك شبكات اخرى. لأنه حتى ولو أننا نقترب من القضاء على الشبكة التي ارتكبت اعتداءات باريس وبروكسل... لايزال هناك تهديد قائم».