في مسرحية «صدى الصمت» التي قدّمتها فرقة مسرح الكويت، في افتتاح «أيام الشارقة المسرحية»، لم تقف اللغة حاجزاً بين رجلٍ وامرأة، جمعتهما مرارة الغربة وآلام الفقد، وتجاوزت إنسانيتهما كل الحدود اللغوية والجغرافية والسياسية.
المسرحية الحائزة على جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي، في مهرجان المسرح العربي الثامن الذي أقيم في الكويت في شهر يناير/ كانون الثاني 2016، تناولت قصة الحرب والغربة وفقد الأبناء، وذلك من خلال قصة رجلٍ وامرأة، ينتميان لبلدين متحاربين، تجمعهما الغربة في بلدٍ ثالث يلجآن إليه سياسياً هرباً من أهوال الحرب التي تمزّق بلديهما. يصبحان جارين في البلد المضيف، ويجمعهما لقاء تقف اللغة فيه حاجزاً يعيق تواصلهما، لكن معاناتهما تبدو أكبر من أي لغة وحدود، فتوحّدهما إنسانياً وتجمعهما تحت ظل معاناة متشابهة.
المرأة التي تقوم بدورها الفنانة سماح، تكتشف صدفةً أن الرجل الذي يقوم بدوره فيصل العميري والذي ينتمي للبلد الذي تجده سبباً في غربتها وألمها ومعاناتها، تكتشف أنه جارها. الوحدة والألم وفقد الأحبة تجعلها تدخل مع هذا الجار الذي لا تفهم لغته ولا يفهم لغتها، في حواراتٍ طويلة، هي وإن بدت ليست ذات قيمة للإثنين، إلا أنها تكسر وحدتها، وتخفّف مرارة غربتها وفقدها لأحبتها.
المسرحية التي يمكن تصنيفها بالكوميديا السوداء، تقدّم في صورة لوحات يديرها دراماتورج (يقوم بدوره عبدالله التركماني)، وهو الواصل بين المؤلف والمخرج، وهو الذي كان من أول ما ظهر على خشبة المسرح، معرفاً بنفسه وبدوره متحدثاً عن محاولات المؤلف والمخرج للتخلص منه. يبدأ بعدها باستعراض فكرة العمل وشخصياته، ليشرع بعدها، وبمجرد بدء العمل، بالتحكم في تفاصيله، بدءًا من ترتيب المسرح حتى كتابة الفعل الدرامي والتحكم في المشاهد، وصولاً إلى خلق المؤثرات الصوتية بفمه أو باستخدام بعض الأدوات. محاولات الدراماتورج هذه تجعل الأمر يبدو كما لو أن هناك عرضاً مسرحياًُ آخر داخل العرض المسرحي الذي امتد لما يقرب من الساعة والنصف. يبرع الدراماتورج في ذلك، على المستويين، مستوى العرض الأصلي ومستوى العرض الثانوي.
الفنان البحريني قحطان القحطاني، الذي حضر العرض، وحلّ ضيفاً على «أيام الشارقة المسرحية»، تحدّث عن العمل قائلاً: «مسرحية جميلة وتستحق الجائزة، والأهم أنك تتابعها من بدايتها حتى نهايتها دون أي أحساس بالفتور، فالإيقاع منضبط والأداء ممتاز، والتكوينات فوق خشبة المسرح منسجمة، وهناك استغلال جيد للمساحة المتاحة فوق الخشبة وتحريك متقن للشخصيتين الرئيستين. المؤثرات الصوتية متنوعة ولافتة، وتنفيذ رائع من عبدالله التركماني. السينوغرافيا موفقة تماماً وأداء متميز من سماح وفيصل العميري، ومبروك للمسرح الكويتي على هذا الإنجاز».
المخرج والمسرحي عبدالله يوسف قال عن العرض «يتمحور موضوع المسرحية حول ما تخلّفه الحرب خاصة عندما تنشب بين شعبين متقاربين في بلدين جارين، من دمارٍ متعدّد المستويات يطال البنى الإنسانية للأفراد بفعل فقدهم لأحبتهم، إضافةً إلى تبعثر مجمل القيم الانسانية التي تربّى عليها الأفراد، حيث تتعرض بفعل الحرب وما تفرضه من ويلاتها ومن أجواء استثنائية طارئة، إلى التدمير والخراب والبعثرة وقطع الوشائج ووسائل التواصل المألوفة والمتعارف عليها عند الناس، وتؤدي في نهاية كل ذلك إلى تشرّد أهل البلدين في شتى الاتجاهات والجهات بحثاً عن السلامة والأمن واللاخوف».
وأضاف يوسف: «المسرحية تركز حسب تقديري على موضوع التشرد والغربة اللذين تفرضهما طبيعة الحرب واللذين يؤديان صدفةً إلى أن يلتقي فردان، رجل وامرأة، من البلدين المتحاربين في مكان أو ملجأ واحد بعد أن فقد كل منهما ابناً أو ابنهً له، وضرورة تواجدهما في ملجأ واحد كمتشردين تفرض عليهما محاورات اضطرارية قسرية كي يعبّر كل منهما عن وجهة نظره ومواقفه، لكن اختلاف اللغة أو اللهجة في التخاطب يقف حائلاً دون فهم كل طرف للآخر ونواياه. ومما يزيد من تنامي مشاعر الاغتراب والمعاناة النفسية أن هناك طرفاً ثالثاً يتحكّم في مجريات الأمور والأحداث بينهما، وهي الشخصية الثالثة في المسرحية التي تمثل دور المخرج وتدخله في الأحداث حيث يعكس مفهوم أن هناك قوى خارجية تصيغ وتخطط وتقرّر وتدير وتنفّذ ما تود أو تراه مناسباً من سيناريو للأحداث والمواقف والحوارات بين الشخصيتين المتصادمتين، كي تحقق مآربها المتمثلة في تنامي واستفحال العداء وعدم التواصل إلى التوافق وردم الهوة».
هل المسرح البحريني مجرد حركات
اشوف مسرحيات الكويت قبل ممتعة وفيها مواضيع هادفة (اقصد قبل عشر سنين)
تضحك وبنفس الوقت تلمس على الوتر
اما المسرحيات البحرينية كآبة وظلام وحركات مسرحية وصراخ بالفصحى وحزن
هل يوجد مسرحيات بحرينية مختلفة عشان نشجعها وندعمها؟
لان اغلب الناس فكرتهم نفس فكرتي عن المسرح البحريني