في كلمته الإفتتاحية لمهرجان «أيام الشارقة المسرحية» وبعد ترحيبه بضيوف المهرجان وحضور حفل افتتاحه، قال حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، إن أيام الشارقة المسرحية هي «أيام تجمع الأحبة من أقطار الوطن العربي في هذا المكان، ولكم في قلبي مكان، فنرحب بكم جميعاً ليس فقط في دولة الإمارات ولا في الشارقة فقط وإنما في قلبي».
وأضاف القاسمي «العالم العربي يمر بمشاكل جمة، ونحن نحلق في آفاق بعيدة عن الخراب، بعيدة عن الدمار، استطعنا معكم أن نأخذ زاويةً من زاويا هذا العالم العربي، ويكون عطاؤنا صادقاً لا دخل لنا فيما يجري على أرضه، لأن القرار ليس قرارنا وإنما نحن نحافظ على البقية الباقية من الحس العربي الموجود في النفوس ألا يزول بهذه الآلة القاتلة، وبهذا الحقد الذي ليس له أساس».
وخاطب المسرحيين قائلاً «لا تستصغروا أنفسكم وأنتم ترتقون بفكر مهم هو الذي سيأخذ النفوس وهو الذي سيبني مجتمعاً صالحاً. يقول فولتير إن أي مجتمع يرتقي درجات الحضارة، لابد له أن ينتج أدباً مسرحياً». وأبدى القاسمي ملاحظة مهمة للمسرحيين قال فيها «في كثير من المسرحيات يبرز الملل، والملل آفة المسرح. من المسئول عن الملل، أهو النص أو المخرج أو الممثل؟». وشدّد على ضرورة أن يقرع المسرحيون جرس الإنذار كلما وجدوا لحظات من الملل في أعمالهم، مؤكداً «لابد من التغيير، وهكذا يكون المسرح مستلهماً عقول الآخرين»، وأضاف: «كتبت مسرحيات كثيرة ولم أنزل ستاراً لأن نزول الستارة تحجب الجمهور، فيصيبه الملل، ولذلك كل المسرحيات التي أكتبها أقل إظلاماً، وهو إظلام لتغيير المنظر وبسرعة. وهكذا الكتابة تكون، تأخذ هذا الشخص الموجود أمامك وهو المتلقي ويكون ملكك من أول المسرحية حتى نهايتها. ولذلك أتمنى من إخواننا المخرجين والممثلين والكتاب أن يلغوا أي شيء يلاحظ في تلك المسرحيات ولو للحظة بما يسمّى بالملل حتى لا نهرب في تلك اللحظة من الواقع الذي كنا نعيشه».
وقال القاسمي في كلمته: «نحاول أن نجد نصوصاً قيمة ونضع جوائز لكتاب يكتبون لنا وليس مفروضاً أن تكون تلك النصوص من منطقتنا، بل من أي مكان. نحن الآن في حاجة إلى نصٍّ يصلح لعلاج، وسوف نكلف دائرة الثقافة والإعلام بالبحث عن نصوص صالحة لمجتمع يُراد له أن يرتقي، كما نكلّف مسارح الخليج والعالم العربي لإنتاج هذا العمل بالصرف عليه حتى يكون علاجاً للمجتمع العربي الذي يتهاوى حتى في فكره».