تختتم يوم غدٍ (الأحد) في إمارة الشارقة، فعاليات الدورة السادسة والعشرين من مهرجان «أيام الشارقة المسرحية» التي انطلقت يوم الخميس الموافق 17 مارس/ آذار 2016 بمشاركة 11 فرقة مسرحية محلية، قدّمت 13 عرضاً مسرحياً، بالإضافة إلى عرض كويتي واحد قدّمته فرقة المسرح الكويتي. من بين هذه العروض، تنافست ثمانية عروض إماراتية على جوائز المهرجان، فيما عرضت ثلاثة أعمال محلية ضمن برنامج «خارج المسابقة»، وتم استضافة ثلاثة عروض أخرى.
جاء ثلاثة عشر عرضاً من العروض المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، من مسارح مختلفة، فيما جاء العرض الافتتاحي من دولة الكويت مع مسرحية «صدى الصمت» التي قدّمتها فرقة المسرح الكويتي. وكان هذا العرض قد فاز بجائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لأفضل عمل مسرحي عربي 2015، والذي نظمته الهيئة العربية للمسرح في دولة الكويت في شهر يناير/ كانون الثاني 2016. العمل من تأليف الكاتب العراقي قاسم مطرود وإخراج الكويتي فيصل العميري.
وإلى جانب العروض المسرحية تخلل المهرجان العديد من الفعاليات المصاحبة من بينها فعالية تكريم الفنان القطري غانم السليطي «الشخصية المكرمة»، وذلك بمناسبة فوزه بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي في دورتها العاشرة لعام 2016، وفعالية أخرى لتكريم الفنان الإماراتي عمر غباش «الشخصية المكرمة الثانية». كما تضمن المهرجان ملتقيات فكرية ناقشت عدة أسئلة وموضوعات مسرحية مهمة من بينها «المسرح بين النخبة والجمهور»، «المرأة والإخراج المسرحي في الوطن العربي»، «مهرجانات المسرح العربي في أفق عقدها الخامس: أي دور وأي حضور؟»، «أرشفة العرض المسرحي: الوعي والتجربة»، وتمت الملتقيات بمشاركة نخبة من أبرز المسرحيين والكتاب العرب.
افتتح المهرجان في مسرح قصر الثقافة تحت رعاية عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وتضمن حفل الافتتاح كلمة للشيخ القاسمي (نفرد لها مساحة خاصة على هذه الصفحة)، ثم قام القاسمي بعدها بتكريم الشخصيات المكرّمة من قبل المهرجان وهم الفنان القطري غانم السليطي، والإماراتي عمر غباش، كما كرّم فرقة المسرح الكويتي المشاركة بعرض الإفتتاح.
وفي كلمته التي افتتح بها الحفل، رحب رئيس دائرة الثقافة والاعلام عبدالله محمد العويس بضيوف المهرجان وأشاد بدعم حاكم الشارقة له ورعايته للحركة المسرحية العربية، وأضاف بأن «أيام الشارقة المسرحية أرست قواعد فنية ثقافية قيمة بفضل شموليتها وتنوع فعالياتها، وولدت نشاطات مسرحية متعددة منها ما اتخذ من عروض الأيام مرتكزاً لتفعيل مسارح الدولة ومنها ما اتخذ أفقاً جديداً لاستحداث أنشطة مسرحية جديدة». وأضاف العويس بأن «شمولية (الأيام) تتضح بأبعادها المحلية والعربية بل والعالمية حيث شهدت المسارح الدولية، الأوروبية على وجه الخصوص، عروضاً مسرحية كان عرضها الأول من خلال أيام الشارقة المسرحية كمسرحية «النمرود» ومسرحية «الحجر الأسود».
وتخلل الحفل التعريف بأعضاء لجنة تحكيم الدورة الحالية من المهرجان، وهم كل من الفنان الإماراتي أحمد الجسمي، رئيساً، والمخرج فراس الريموني (الأردن)، المخرج والدراماتورج ناصر عبدالمنعم (مصر)، والناقد جوان جان (سوريا)، والمخرج مسعود بوحسين (المغرب) أعضاءً. كذلك عرض خلال حفل الافتتاح فيلم وثائقي يحكي إنجازات وسيرة الشخصيتين المكرمتين من قبل المهرجان، السليطي وغباش، ويستعرض مساهماتهما في المسرح والثقافة بشكل عام.
ويقدّم المهرجان خمس عشرة جائزة تمنح لأفضل عرض مسرحي، أفضل تأليف، إخراج، ممثل دور أول/ ثان، ممثلة دور أول/ ثان، ديكور، إضاءة، أزياء، ماكياج، مؤثرات صوتية وموسيقية، أفضل ممثل/ ممثلة واعد، وأخيراً جائزة الفنان المتميز من غير أبناء الإمارات.
وتضم لجنة مشاهدة العروض في المهرجان كل من يحيى الحاج محمد (السودان) رئيساً، وخليفة التخلوفة (الإمارات)، وغنام غنام (الأردن)، ومحمد السلطي (الإمارات)، والرشيد عيسى (السودان) أعضاءً. واستضاف المهرجان الكثير من الشخصيات المسرحية البارزة من ممثلين ومخرجين ونقاد وكتاب ومفكرين من جميع الدول العربية. ومن أبرز الوجوة الفنية التي تم استضافتها الفنانين سعد الفرج، ومحمد المنصور، وطارق العلي، وزهرة الخرجي، ومنى شداد، وخالد البريكي، وعبير الجندي وباسمة حمادة، من الكويت، ومن البحرين تم استضافة كل من الفنانين محمد ياسين، وقحطان القحطاني، وعبدالله يوسف، وسعاد علي، وخليل الرميثي، ويوسف بوهلول.