واصلت قوات الجيش العراقي، مدعومة بقوات «البيشمركة» الكردية ومقاتلي العشائر و «الحشد الشعبي» تقدمها في مناطق جنوب الموصل، وصولاً إلى «القيارة» ذات الموقع الاستراتيجي المهم بالنسبة إلى خطوط إمداد التنظيم من المناطق التي يحتلها في محافظتي صلاح الدين وكركوك ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الجمعة (25 مارس / آذار 2016).
وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي في بيان أن حملة «الفتح» (اسم العملية) «حققت النجاح الأول بتحرير قرى عدة في هجوم مباغت لمقاتلينا». واعتبر «تحرير المحافظة العزيزة سيكون (...) تتويجاً لانتصارات الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة وأبناء العشائر».
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان أن «قواتكم المسلحة بادرت ضمن عمليات تحرير نينوي والقطعات الملحقة بها وقوات الحشد الشعبي، من ثلاثة محاور، إلى تنفيذ الصفحة الأولى من عمليات الفتح». وأضافت أن «أبناءكم يخوضون في هذه الساعات عمليات عسكرية (...) وبشائر النصر بدأت، إذ تم تحرير قرى النصر وكرمندى وكذيلة وخربردان ورفع العلم العراقي فوقها».
ولم يشر البيان إلى مدة هذه المرحلة الأولى، وما زال الجيش بعيداً من الموصل، مركز المحافظة، لكنه أكد أنه «ماض لتحقيق الأهداف المخطط لها». وتابع البيان: «إنها نينوى التي طال انتظار أهلها. إنها إرادة العراق في الخلاص من عصابات داعش الإرهابية. إنها معركة التحرير وتطهير الأرض العراقيه المقدسة من دنس شذاذ الآفاق ومن يقف خلفهم».
وأكد قائد العمليات اللواء الركن نجم الدين الجبوري «تحرير ثماني قرى في محيط ناحية القيارة هي مطنطر، وتل الشعير، وكرمردي، ونصر، والخطاب، وكوديلا، والصلاحية، والنضرة»، وأردف أن «العمليات تجرى وفق خطة مرسومة لتحرير الموصل».
وقالت مصادر عسكرية أن الجيش يعتمد في السيطرة على منطقة القيارة (70 كلم جنوب الموصل) على سلاح المهندسين لعبور دجلة، وبناء جسر إلى الجانب الشرقي للنهر، وأفادت أنباء بأن مجموعات من «البيشمركة» نجحت بالفعل في العبور باتجاه «القيارة»، مستخدمة زوارق مطاطية، بغطاء جوي لمروحيات أميركية.
ومع أن المعطيات ما زالت تؤكد صعوبة تحرير «القيارة» في اتجاه الموصل، نظراً إلى التعقيدات الجغرافية، فإن الهدف الأساس للعملية، وفق ما قالت مصادر عسكرية هو قطع طريق إمدادات رئيس لـ «داعش» من منطقة الحويجة (40 كلم جنوب شرقي القيارة)، والشرقاط (38 كلم إلى الجنوب الغربي) وما زالت البلدتان تخضعان لسيطرة التنظيم. وقالت مصادر أخرى أن هدف المرحلة الأولى للعملية «تحرير 11 قرية واقعة في محور ناحية الكوير وقضاء مخمور باتجاه القيارة لإبعاد مقر الفرقة الـ15 من مرمى نيران العدو». ويحذر خبراء من أن معركة استعادة الموصل ستكون صعبة، بسبب الأعداد الكبيرة لعناصر «داعش» الذين يتخذون المدنيين دروعاً بشرية، إضافة إلى أن التنظيم أقام خطوطاً دفاعية محكمة.
على صعيد آخر، أفادت وكالة «رويترز» أن وزير النفط عادل عبد المهدي علق مشاركته في إجتماعات مجلس الوزراء إلى البت في طلبه الإستقالة الذي قدمه العام الماضي. وأضافت نقلاً عن ميليشيا «عصائب أهل الحق» أنه كلف الوكيل الأول للوزارة القيام بمهامه.